من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) - أبلغت واشنطن فصائل المعارضة السورية ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها في التصدي لهجوم ضخم تشنه القوات الحكومية المدعومة من روسيا لاستعادة مناطق بجنوب سوريا قرب الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقالت نسخة من رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة جماعات الجيش السوري الحر واطلعت رويترز عليها إن الحكومة الأمريكية تريد توضيح "ضرورة ألا تبنوا قرارتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري".
وكانت الولايات المتحدة حذرت الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءه الروس من "عواقب وخيمة" للانتهاكات بمنطقة "خفض التصعيد" التي اتفقت واشنطن وموسكو على إقامتها العام الماضي متعهدة باتخاذ "إجراءات حازمة وملائمة".
وزادت هذه التصريحات القوية من آمال المعارضة المدعومة من الغرب في تدخل عسكري أمريكي في حالة توسع حملة الجيش السوري في جنوب غرب البلاد.
وقالت الرسالة الأمريكية لمقاتلي المعارضة أيضا إن الأمر يعود إليهم فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنها الجيش السوري بناء على ما يرون أنه الأفضل بالنسبة لهم ولشعبهم.
وأضافت الرسالة" إننا في حكومة الولايات المتحدة ندرك الظروف الصعبة التي تواجهونها ومازلنا ننصح الروس والنظام السوري بعدم الإقدام على إجراء عسكري يمثل خرقا للمنطقة".
ودعمت واشنطن الجيش السوري الحر بملايين الدولارات في صورة أسلحة ورواتب خلال الحرب الدائرة منذ سبع سنوات بموجب برنامج للمساعدات العسكرية تديره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
ولكن محللين يعتقدون أن هذه المساعدات انخفضت بعد أن قرر ترامب العام الماضي وقف هذا البرنامج.
* ضربات جوية
قالت مصادر بالمعارضة إن طائرات عسكرية روسية قصفت في ساعة متأخرة مساء السبت بلدة خاضعة للمعارضة في جنوب غرب البلاد في أول غطاء جوي توفره موسكو لهجوم موسع يشنه الجيش السوري لاستعادة المنطقة.
وقال سكان ومقاتلون إن بلدة بصر الحرير الواقعة شرقي مدينة درعا تعرضت لعشرين ضربة جوية على الأقل وإن ضربات أخرى وقعت بعد ذلك مستهدفة سلسلة من المناطق الأخرى التي تسيطر عليها المعارضة فجر يوم الأحد.
وقال قيادي ميداني في جماعة جيش أحرار العشائر المسلحة، يدعى أبو أيهم، إن أفراد جماعته صامدون على الأرض "ما بيهمنا إذا في إسناد روسي أولا إحنا على الأرض ثابتين".
وتحدث سكان أيضا عن تحليق مكثف لطائرات استطلاع، يعتقد أنها روسية، على ارتفاعات عالية فوق مدينة درعا حيث تسيطر المعارضة على منطقة على الحدود مع الأردن.
وقالت وسائل إعلام سورية رسمية إن المعارضة أطلقت النار عشوائيا على مناطق سكنية في المدينة مما أسفر عن سقوط خسائر بشرية مضيفة أن الجيش استهدف مخابئ "للإرهابيين".
ومنذ بدأ الهجوم قبل أيام نشر الجيش السوري قوات المدفعية والصواريخ في حين بدا واضحا غياب الطائرات الحربية الروسية التي شكلت عاملا حاسما في استعادة الحكومة لمناطق أخرى من قبضة المعارضة.
وإلقاء الثقل العسكري الروسي بكامله في حملة استعادة جنوب سوريا سيضعف قدرة جماعات المعارضة على التشبث بالأرض.
ولجنوب غرب سوريا أهمية استراتيجية بالنسبة لإسرائيل. وصعدت إسرائيل هذا العام هجماتها على مقاتلين مدعومين من إيران ومتحالفين مع الأسد.
وقال الأردن، حليف الولايات المتحدة الذي عبر عن قلقه من التصعيد، إنه يشارك في جهود دبلوماسية مكثفة مع واشنطن وموسكو للحفاظ على منطقة "خفض التصعيد" والحيلولة دون اتساع المواجهة.
وسيشكل فقدان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الجنوب ضربة قوية لكنه قد يعيد فتح معبر دولي كبير على الحدود بين سوريا والأردن.
وتعتبر المعارضة مدينة درعا في جنوب غرب البلاد مهدا لانتفاضتها عام 2011 التي بدأت كحركة احتجاجية سلمية ضد حكم الأسد وسرعان ما انتشرت في أنحاء البلاد قبل أن تتحول إلى حرب أهلية.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير سها جادو)