- Investing.com قال المحلل الاقتصادي محمد العنقري، إن هناك لقاءات اقتصادية رسمية تعقد هذه الأيام بين الصين ودول الاتحاد الأوروبي، من أجل مناقشة الوضع الاقتصادي الحالي بعد الرسوم الجمركية التي أقرها الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" مؤخرًا، وبحث كيفية التصدي لها، حيث يعتزم الطرفين طي الخلافات التجارية الموجودة بينهما من أجل مواجهة التحديات الضخمة التي فرضتها الإدارة الأمريكية.
وأضاف أن مخاطر انزلاق الاقتصاد العالمي نحو ركود خلال العام القادم بدأت تزداد مع هذه الحرب التجاربة التي تتفاقم وتتسع دون أفق لحلول قريبة، فهذه الحرب ستجعل الجميع يخسر وسيكون لها تأثير سلبي على السوق العالمي.
وأوضح العنقري، أن الولايات المتحدة تنظر إلى أنها تعاني من عجز تجاري مع هذه الدول يبلغ نحو 800 مليار دولار سنويًا، وكان "ترمب" قد وعد في برنامجه الانتخابي بتقليل الواردات وزيادة الصادرات، ومن الواضح أنه ينفذ وعده الآن، حيث يرغب في زيادة الإنتاج في أمريكا وتدعيم الصادرات عبر جذب المزيد من الاستثمارات للحفاظ على سوق عمل يولد وظائف جديدة، ويحافظ على نسب البطالة عند مستويات منخفضة تتراوح حول 4%.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لديها أهداف ترغب في تحقيقها من وراء هذه السياسة الحمائية على الرغم من إدراكها بأن الاستمرار بها سيكون له نتائج وعواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، ومن أهم هذه الأهداف زيادة الإنتاج والصادرات الأمريكية للحفاظ على مكانتها كأكبر وأهم اقتصاد عالمي، وتقليل العجز بموازناتها والتحول لفوائض مع تقليل الدين العام الذي يصل إلى 100% تقريبًا من الناتج المحلي الإجمالي.
وأكد أن الحرب التجارية الاقتصادية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين سوف تشهد فصول أكثر حدة إذا لم يتم التوصل إلى حلول مناسبة لكل الأطراف، وإلا فإن العالم سيعاني من أزمة اقتصادية كبيرة من الصعب مواجهتها خلال العامين القادمين.
يذكر أن دول الاتحاد الأوروبي هددت أنه في حال لم ترفع الولايات المتحدة الرسوم التي فرضتها على بعض السلع والمنتجات، فإنها ستفرض رسوم تقدر بنحو 20% على واردات السيارات الأوروبية، كما أعلنت الصين بالفعل فرض رسوم جمركية على أكثر من 82 سلعة أمريكية.