لندن (رويترز) - قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأربعاء إن طهران ستتصدى بحزم لتهديدات الولايات المتحدة لحظر مبيعات النفط الإيراني، محذرا واشنطن من أنها لم تتدبر عواقب مثل هذا القرار.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن روحاني قوله أثناء زيارة رسمية إلى فيينا "يقول الأمريكيون إنهم يريدون خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر. هم تحدثوا بدون إمعان النظر في هذا الأمر. هذا يظهر أنهم لم يتدبروا عواقب ذلك".
وفي مايو أيار، انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق دولي متعدد الأطراف يرفع العقوبات عن إيران في مقابل تقييد برنامجها النووي. وطلبت واشنطن بعد ذلك من الدول وقف جميع واردات النفط الإيراني اعتبارا من الرابع من نوفمبر تشرين الثاني وإلا ستواجه إجراءات مالية أمريكية لن تكون فيها أي استثناءات.
وقال روحاني، الذي يزور فيينا في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي، إن العقوبات الأمريكية ضد إيران "جريمة وعدوان" ودعا الحكومات الأوروبية وغيرها إلى الوقوف في وجه سياسات ترامب ضد طهران.
وأضاف قائلا "إيران ستنجو من هذه الجولة من العقوبات الأمريكية مثلما نجت منها من قبل. هذه الحكومة الأمريكية لن تبقى في السلطة إلى الأبد... لكن التاريخ سيحكم على الدول الأخرى على أساس ما تفعله اليوم".
وقال روحاني إن قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي "غريب" لأنه "ضد المصالح القومية للولايات المتحدة ومصالح الدول الأخرى".
وقال مسؤول إيراني كبير بقطاع النفط يوم الأربعاء إن الضغط الذي يمارسه ترامب على الشركات الدولية لعدم شراء النفط الإيراني سيدفع الأسعار للصعود مما سيؤدي إلى الإضرار باقتصاد بلاده.
ونقل الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية (شانا) عن محافظ إيران لدى أوبك حسين كاظم بور أردبيلي قوله إنه يجب عدم استخدام النفط كسلاح لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال "مطلب ترامب بعدم شراء النفط الإيراني، وضغوطه على الشركات الأوروبية في وقت تشهد فيه نيجيريا وليبيا أزمة، وانخفضت فيه صادرات النفط الفنزويلية بسبب العقوبات الأمريكية، وزاد فيه الاستهلاك المحلي بالسعودية في الصيف، ما هو إلا إيذاء للنفس".
وأضاف قائلا "سيرفع ذلك أسعار النفط في الأسواق العالمية... وفي النهاية، فإن المستهلك الأمريكي هو الذي سيدفع ثمن سياسة السيد ترامب".
وتعهد الاتحاد الأوروبي، الذي كان أكبر مستورد للنفط الإيراني من قبل، بالإبقاء على الاتفاق المُبرم في عام 2015 بدون الولايات المتحدة عبر السعي للحفاظ على تدفق النفط الإيراني والاستثمار مع طهران، لكنه اعترف بأن العقوبات الأمريكية ستجعل من الصعب إعطاء ضمانات لإيران.
وسيجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الموقعة على الاتفاق النووي، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى روسيا والصين مع مسؤولين إيرانيين يوم الجمعة في فيينا لمناقشة كيفية الإبقاء على الاتفاق ساريا.
(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية)