💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

إعادة إعمار العاصمة الأفغانية بعد أن دمرتها الحرب ولكن ماذا بعد؟

تم النشر 05/07/2018, 14:18
© Reuters. إعادة إعمار العاصمة الأفغانية بعد أن دمرتها الحرب ولكن ماذا بعد؟

من نيك ماكفي

كابول (رويترز) - أقلعت طائرة الخطوط الجوية الأفغانية (أريانا) المتهالكة من طراز بوينج 727 من إسلام اباد وعلى متنها نحو عشرة ركاب من ضمنهم أنا متجهة إلى كابول التي تمزقها الحرب بعد سقوط حركة طالبان عام 2001.

كانت العاصمة الأفغانية تحولت إلى أنقاض بفعل القذائف الصاروخية ونيران المدفعية في القتال بين المجاهدين والسوفييت أولا عقب الغزو الذي قادوه عام 1979 ثم بين فصائل المجاهدين المختلفة فيما بعد.

كانت في المطار مقاتلات محترقة وعشرات الأشخاص يحمل كل منهم سيخا في يده بحثا عن ألغام على المدرج.

وضع شخص سلما استند على جسم الطائرة وفتح غطاء ثم سكب سائلا وألقى العلبة الفارغة وراءه.

وبعد مرور 16 عاما أو أربع بطولات لكأس العالم لكرة القدم... جئت على رحلة قادمة من دبي أحتسي النبيذ الأحمر إلى كابول التي تحولت من أنقاض إلى عاصمة صاخبة رغم الآثار الواضحة لتصاعد الحرب مع متمردي حركة طالبان.

وتبدو منطقة وسط العاصمة شديدة التحصين إذ توجد بها حصون إسمنتية وأسلاك شائكة ونقاط تفتيش عالية التأمين. ويقف مبنى مكاتب متهدم قرب القصر الرئاسي شاهدا على تفجير ضخم وقع العام الماضي وأودي بحياة 150 شخصا.

وحلت مبان سكنية جديدة محل الأنقاض ومن خلفها صفوف من الأكشاك والمتاجر التي تبيع الخضروات الطازجة والهواتف الذكية والملابس والأدوات المنزلية والأهم من ذلك مواد البناء.

أما ذكرى النساء اللاتي كن يرتدين البرقع الذي فرضته حركة طالبان تحت حكمها ويمضين من أمام المنازل المتهدمة فيمحيها الحديث عن المزيد من اتفاقات وقف إطلاق النار مع طالبان والانتخابات القادمة وأول مباراة ودية للمنتخب الوطني للكريكيت ضد الهند وكأس العالم لكرة القدم.

وقال أوميد شريفي أحد مؤسسي جماعة (أرتلوردز) التي تروج للثقافة الأفغانية "يمشي الفتيان والفتيات معا في الشارع. المجتمع أكثر تسامحا وانفتاحا. هناك فن وثقافة وموسيقى. الناس أكثر طيبة".

* "الفترة الأكثر ظلاما"

يؤكد الوجود الأمني الكثيف في أنحاء العاصمة كابول استمرار الخطر الذي تواجهه المدينة التي شهدت مقتل وإصابة مئات المدنيين في هجمات هذا العام. كما تجعل انقطاعات الكهرباء المتكررة والسيول في العاصمة الحياة صعبة بالنسبة لكثيرين.

لكن وسط هذا الخطر تحسنت معيشة المحظوظين من المنتمين للطبقة المتوسطة في كابول والذين استفادوا من تدفق الأموال على المدينة بعد حملة قادتها الولايات المتحدة للإطاحة بحكم طالبان عام 2001.

وعلا صوت ضحكات أربع نساء وضعن مساحيق التجميل بينما تتحرك سيارتهن وسط حركة المرور المزدحمة في أحد أيام العمل في كابول. يستعرض خياط الملابس التي يصنعها في متجر كبير مكيف لا يختلف كثيرا عن متاجر باريس.

يقول الخياط "العمل يسير جيدا الآن ويتحسن... أقدم جودة عالية. معايير أوروبية. أنا سعيد".

وفتحت مقاه في شوارع عاد إليها موسيقيون وفنانون اشتهروا في الفترة السابقة على الغزو السوفيتي. لكن هذا الجزء من المدينة يسكنه الكثير من أبناء أقلية الهزارة الذين كثيرا ما يستهدفهم المتشددون.

سيطرت طالبان على البلاد عام 1996 وفرضت تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية وعانت المدينة من موجات متتالية من التفجيرات منذ إسقاطها في 2001. ولا يزال وسط كابول حيث توجد مقرات البعثات الدبلوماسية محاطا بالحواجز الخرسانية والأسلاك الشائكة ونقاط التمركز الأمنية.

يقول شريفي من جماعة (أرتلوردز) عن سنوات حكم طالبان "كانت هذه الفترة الأكثر ظلاما... لم تكن تستطيع حتى الاستماع إلى الموسيقى".

ويتذكر أن والده كان يصطحبه لمشاهدة مباريات كرة القدم. لكن المباريات سبقها في مرتين تنفيذ أحكام إعدام.

وأضاف "حاول أبي حمايتي وإغلاق عيني. لكن بفضول الطفل استطعت أن أرى بعين واحدة. ظهرت مجموعة من الرجال في ثلاث سيارات وقتلوا الرجال مثل الأغنام".

إذن ماذا بعد بالنسبة للعاصمة التي تنمو سريعا؟ أعلنت حركة طالبان وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام خلال عيد الفطر الشهر الماضي وهو ما زاد الأمل في سلام يدوم لفترة أطول.

وقال شريفي "لا يمكن أن تتجاهل طالبان... لكن هناك خطوطا حمراء. إذا عادوا وانضموا للعملية السياسية فسنكون موجودين بفننا. لا يمكن أن يستمر الناس في القتل".

واتفق الخياط معه في الرأي وقال "إذا عادت طالبان فسيكون هذا مع حكومة جديدة وليس كما كان الوضع من قبل. إذا توقف القتال فسيكون لنا مستقبل جيد".

© Reuters. إعادة إعمار العاصمة الأفغانية بعد أن دمرتها الحرب ولكن ماذا بعد؟

(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.