سول/طوكيو (رويترز) - أجرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو محادثات لليوم الثاني في كوريا الشمالية يوم السبت سعيا للاتفاق على تفاصيل بشأن كيفية تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي إذ قال الجانبان إن ثمة أمورا بحاجة "للتوضيح".
وبعدما قضى بومبيو ليلته الأولى في بيونجيانج ضمن ثالث زياراته للبلاد هذا العام، غادر بيت الضيافة الحكومي لإجراء اتصال هاتفي آمن وإطلاع الرئيس دونالد ترامب على سير المحادثات.
وبعد ذلك اجتمع بومبيو مجددا مع كيم يونج تشول وهو أحد كبار مسؤولي الحزب الحاكم ورئيس المخابرات السابق الذي لعب دورا مهما في ترتيب اجتماع القمة بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في سنغافورة يوم 12 يونيو حزيران.
وقال كيم يونج تشول في مستهل الاجتماع مع بومبيو إنهما أجريا "محادثات جادة جدا بشأن قضايا شديدة الأهمية أمس".
وأكد بومبيو أن ترامب "ملتزم بمستقبل أكثر إشراقا لكوريا الشمالية".
وأضاف "لذلك فإن العمل الذي نقوم به والاتجاه صوب نزع كامل للسلاح النووي وبناء علاقة بين بلدينا هي أمور حيوية لكوريا شمالية أكثر إشراقا ولتحقيق النجاح الذي يتوقعه الرئيسان منا".
وأيد كيم تصريحات بومبيو بشأن أهمية المحادثات قائلا "هناك أمور يتعين علي توضيحها".
ورد بومبيو قائلا "وهناك أمور يتعين علي أيضا توضيحها".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت إن بومبيو كان "حازما جدا" بشأن ثلاثة أهداف رئيسية وهي نزع سلاح كوريا الشمالية النووي بالكامل والضمانات الأمنية وإعادة رفات الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في الحرب الكورية في الخمسينيات.
وأضافت المتحدثة للصحفيين "تحدث عن جميع عناصر اتفاق سنغافورة".
وأشارت إلى أنه لا يوجد أي نوع من اللين في المواقف الأمريكية لكنها لم تفسر السبب في أن الخارجية الأمريكية توقفت عن الإشارة لهدفها بأنه "نزع السلاح النووي بشكل كامل وقابل للتحقق منه ولا رجعة فيه".
وقالت عدة مرات ردا على استفسارات بهذا الشأن "سياستنا لم تتغير. توقعاتنا بالضبط هي ما اتفق عليه الرئيس وكيم جونج أون في سنغافورة وهو نزع سلاح كوريا الشمالية النووي".
وأضافت ناورت أن مسؤولين أمريكيين وكوريين شماليين شكلوا مجموعات عمل لمعالجة "التفاصيل الجوهرية" بما في ذلك التحقق من الجهود الرامية إلى تحقيق نزع السلاح النووي. ويرأس مجموعة العمل من الجانب الأمريكي سونج كيم وهو أمريكي من أصل كوري ويشغل أيضا منصب سفير بلده لدى الفلبين.
وقالت ناورت إن بومبيو وفريقه انتقلوا في وقت لاحق إلى غداء عمل مع نظرائهم من كوريا الشمالية.
وأجرى بومبيو محادثات استمرت قرابة ثلاث ساعات مع كيم يونج تشول يوم الجمعة وحضر عشاء عمل وصفته ناورت بأنه عزز "بناء العلاقات". وقالت إن العشاء استمر ساعة و45 دقيقة وفي بعض الأحيان تبادل الجانبان "النكات" و"المزاح".
ولم يتضح إن كان بومبيو سيلتقي مع الزعيم الكوري الشمالي كما فعل في زياراته السابقة قبل أن يتجه إلى طوكيو يوم السبت.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية المركزية إن الوفد الذي يرأسه بومبيو يجري محادثات رفيعة المستوى بشأن تطبيق بيان قمة سنغافورة لكنها لم تذكر المزيد من التفاصيل.
وقال مسؤولو مخابرات أمريكية لرويترز إن بومبيو سيحاول على الأقل الاتفاق على قائمة مبدئية للمواقع النووية والمحتويات التي يمكن فحصها استنادا إلى المعلومات المتوافرة.
كما تحتل مسألة رفات الجنود الأمريكيين المفقودين أثناء الحرب الكورية موقعا مهما في جدول أعمال المحادثات وقال ترامب بعد قمة سنغافورة إنه اتفق مع كيم على إعادة الرفات إلى الولايات المتحدة.
وتختبر القضيتان مدى جدية كيم بشأن المحادثات. وقال مسؤولو المخابرات إن المسؤولين الكوريين لم يبدوا ذلك بعد في المحادثات التي أجريت على مستوى مجموعات العمل.
وتلقى محادثات بومبيو اهتماما كبيرا في المنطقة. ومن المنتظر أن يجتمع مع مسؤولين من كوريا الجنوبية واليابان في طوكيو غدا الأحد.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)