Investing.com - أصبح المشروع الذي سوف يقام بالشراكة بين شركة "أرامكو" السعودية، و"سابك (SE:2010)" له العديد من نقاط التلاقي، ومن الممكن أن يكون أهمها اهتمام عملاقة النفط السعودية بالحصول على حصة من "الشركة السعودية للصناعات الأساسية" من الـ 70% التي توجد في محفظة صندوق الاستثمارات العامة، وتقدر القيمة السوقية لها حوالي 385 مليار ريال، بل الأهم هو المشروع المشترك بين الطرفين الذي يهدف إلى تحويل النفط الخام إلى كيماويات، حيث أن ذلك المشروع يتضمن بناء مجمع لتحويل النفط الخام بشكل مباشر إلى بتروكيماويات وذلك دون اللجوء إلى مرحلة التكرير، وتبلغ قيمة هذا المشروع الضخم حوالي 70 مليار ريال سعودي.
وحسب الاستراتيجية التي أعلنتها "أرامكو" أنها تهدف لأن تصبح شركة الطاقة المتكاملة والكيماويات الرائدة والأولى على مستوى العالم، وذلك بحلول عام 2020، فهي تطمح لأن تعزز من استدامته بشكلاً قويا، وتزيد من دخلها إلى حد كبير، كما أنها تهدف إلى تمكين قطاع الطاقة السعودي من المنافسة العالمية.
وهذه الرؤية الطموحة تكشف أسباب اهتمام "أرامكو" بالحصول على حصة من "سابك"، فهي إضافة كبيرة لها، حيث ستمكن عملاقة النفط السعودية من أن تحقق رؤيتها 2020.
وعلى عكس ما يعتقد البعض، فإن الأمر كله منطقي، حيث أن "سابك" لها أهداف في هذا المشروع، فهي تطمح لأن تصير رائدة في مجال الكيماويات، فكلا الشركتين أجتمعوا على الكمياء، ويمكننا القول أن مشروع "تحويل النفط الخام إلى كيماويات" هو حلم مشترك لـ "أرامكو" و"سابك"، والشراكة بينها تستساعدهما في تحقيق هذا الحلم.
فكل ما يشغل "أرامكو" هو الكيماويات، وما يسيطر على فكر "سابك" هو اللقيم، فلك أن تتخيل أن مشروع واحد له القدرة على إزالة هذه الأفكار المسيطرة على كلا الشركتين، حيث سيكون هناك تكاملاً بينهم من خلال منه منهم كل منهم الأخر ما تحتاج إليه.
وعند التفكير في الأمر، قد تجد أنه من الأفضل أن تستحوذ "أرامكو" على حصة "سابك" بالكمال، حيث ستصبح شركة طاقة وكيماويات ضخمة، ولكن هذه من إحدى الخيارات المطروحة التي يجب أن تخضع للتحليل، حيث أن "سابك" ليست مجرد مصانع في حاجة إلى لقيم وطاقة، بل أنها تمتلك الكثير من المراكز البحثية والعلمية المنتشرة في جميع دول العالم، والشراكة مع "أرامكو" سوف يمنح "سابك" من التوسع بأكبر شكل ممكن في صناعات الكيماويات بحد يصل إلى العالمية دون منافس.