من إدريس علي وآصف شاهزاد
إسلام أباد (رويترز) - أقر الحزب الذي كان حاكما في باكستان بالهزيمة أمام حزب عمران خان، نجم الكريكت الذي تحول إلى السياسة، وذلك قبل إعلان النتائج النهائية في الانتخابات العامة التي قال عنها مراقبو الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة إنها لم تتسم بتكافؤ الفرص.
وعرض خان، خلال خطاب أعلن فيه فوزه يوم الخميس، التحقيق في كل مزاعم التزوير وقال إنه يريد "توحيد" البلاد تحت قيادته.
وفي البداية رفض حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي يقبع حاليا في السجن النتائج التي بدأت في الظهور لكن بدا أن قادته استسلموا يوم الجمعة لفكرة أن خان سيصبح رئيس الوزراء المقبل للبلاد.
وقال حمزة شهباز شريف وهو نائب في البرلمان وابن شقيق نواز شريف "سنجلس في مقاعد المعارضة على الرغم من كل التحفظات التي لدينا". وسجن نواز شريف بعد إدانته باتهامات فساد ينفيها.
تأتي مزاعم المعارضة بحدوث تلاعب في الانتخابات التي أجريت يوم الأربعاء بعد حملة شرسة واجه فيها الجيش الباكستاني اتهامات بتوجيه السباق لصالح خان ومحاولة محو المكاسب الديمقراطية التي تحققت منذ انتهاء آخر نظام حكم عسكري في عام 2008.
وقالت بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي في تقييمها الأولي إن العملية الانتخابية "لم ترق لمستوى" انتخابات 2013 وإن الحملة الانتخابية شهدت "افتقارا للمساواة" بما يعني أنها لم تتسم بتكافؤ الفرص لكل الأحزاب.
وقال كبير مراقبي الاتحاد الأوروبي ميشيل جاهلر في مؤتمر صحفي "الكثير من مراقبينا رصدوا محاولات منهجية لتقويض الحزب الحاكم السابق من خلال قضايا فساد وازدراء للمحكمة واتهامات بالإرهاب لقادته ومرشحيه". وشملت البعثة 120 مراقبا زاروا 582 مركز اقتراع في كل الأقاليم في البلاد ما عدا بلوخستان.
وأضاف جاهلر أن مراقبي الاتحاد الأوروبي لم يرصدوا أي تدخل للجيش في مراكز الاقتراع التي زاروها.
وقال "في يوم الاقتراع.. قيمنا التصويت بأنه جرى بشكل جيد وشفاف... لكن إحصاء الأصوات شهد مشكلات من بينها عدم اتباع الموظفين طوال الوقت للإجراءات المفروضة".
وفي وقت لاحق قال جاهلر "مصداقية وشرعية هذه العملية.. أمر يعود لشعب باكستان".
* أزمة في العملة
على الرغم من أن خان لن يكسب على الأرجح الأغلبية المطلوبة في البرلمان، وهي 137 مقعدا، فإن نتائجه الأفضل من المتوقع تعني أنه لن يجد صعوبة في تشكيل حكومة مع مجموعة شركاء أصغر في الائتلاف.
وستكون واحدة من أولى مهام خان بمجرد تشكيله للحكومة هي تجنب وقوع أزمة في العملة بعد أربع جولات لتخفيض قيمة الروبية منذ ديسمبر كانون الأول. وقد يؤدي ذلل لسعي إسلام أباد لثاني حزمة إنقاذ من صندوق النقد الدولي منذ 2013.
وأظهرت أحدث نتائج أعلنتها مفوضية الانتخابات الباكستانية أن حزب حركة الإنصاف الذي يتزعمه خان حصل على 115 مقعدا من أصل 272 في البرلمان. ومن المتوقع أن تعلن مفوضية الانتخابات الباكستانية النتائج الكاملة يوم الجمعة.
ووفقا لتلك النتائج حصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز شريف على 62 مقعدا بينما حصل حزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زارداري، ابن بينظير بوتو التي تولت رئاسة الوزراء مرتين واغتيلت عام 2007، على 43 مقعدا.
ونقلت صحيفة (دون) الصادرة بالإنجليزية عن شهباز شريف شقيق نواز ورئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز شريف قوله إن حزبه "سيلعب دور المعارضة القوية".
* نصر في معقل شريف
أظهرت النتائج شبه النهائية أن حزب خان نجح أيضا على ما يبدو في انتزاع السيطرة على برلمان إقليم البنجاب، أكبر أقاليم باكستان. ويقيم في البنجاب أكثر من نصف عدد سكان باكستان البالغ عددهم 208 ملايين نسمة وظل مركز قوة لأسرة شريف لأكثر من ثلاثة عقود.
وقالت صحيفة دون ووسائل إعلام محلية أخرى إنه ليس من المرجح أن يشكل حزب شريف الحكومة في البنجاب.
وقال شهباز شريف إن هناك تلاعبا في إحصاء الأصوات وتعهد بتقديم الأدلة لمفوضية الانتخابات. وذكر كل من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز شريف وحزب الشعب الباكستاني أن مراقبيه إما طردوا في العديد من مراكز التصويت أثناء الفرز أو لم يتلقوا الإخطارات الرسمية بنتائج الدائرة الانتخابية وإنما إحصاءات مكتوبة باليد لا يمكن التحقق من صحتها.
وأظهرت النتائج شبه النهائية أيضا أن الأحزاب الدينية التي تقدمت بمرشحين أكثر من أي وقت مضى لم تنجح في الحصول على أي مقعد في البرلمان.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)