الخرطوم (رويترز) - رفض المتمردون في جنوب السودان يوم الثلاثاء التوقيع على أحدث مسودة لاتفاق سلام مع حكومة جوبا لإنهاء حرب أهلية مستمرة منذ سنوات فيما يعد انتكاسة بعد التقدم الذي أحرز في المحادثات التي جرت في الآونة الأخيرة.
ووقع الرئيس سلفا كير وزعيم جماعة التمرد الرئيسية ريك مشار على اتفاق لوقف إطلاق النار وتقاسم السلطة في وقت سابق هذا الشهر. واستهدف اتفاق أولي في يونيو حزيران إنهاء القتال الذي اندلع في بادئ الأمر عام 2013.
لكن مشار وجماعة متمردة أخرى رفضا التوقيع على أحدث مسودة للاتفاق قائلين إنها تجاهلت خلافات بشأن تقاسم السلطة ووضع دستور جديد للبلاد.
وقال المتمردون في بيان "هذا تطور يدعو للأسف لن يعكس بصورة جيدة حياد الوسطاء وسيثير الشكوك في العملية برمتها".
وساعد السودان في إجراء محادثات هذا العام بين كير ومختلف الجماعات المتمردة في جنوب السودان.
وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد للصحفيين في وقت سابق يوم الثلاثاء "نحن متفائلون بأن من لم يلحق اليوم بالاتفاقية فسيلحق بها غدا". وتابع أن من المستحيل تحقيق السلام بدون مشاركة مشار.
ولم تصمد اتفاقات سلام سابقة سوى لأشهر قليلة انتهت باستئناف القتال بين الجانبين. وألقى كير باللوم في انهيار اتفاقات سلام سابقة على تدخلات خارجية.
* أمريكا تشكك في آفاق السلام
نشبت الحرب الأهلية في جنوب السودان عام 2013 بعد أقل من عامين من انفصاله عن السودان. وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت ما يقدر بنحو ربع سكان البلد البالغ عددهم 12 مليونا وأضر باقتصاده الذي يعتمد بشدة على انتاج النفط.
وأضر انفصال جنوب السودان باقتصاد الخرطوم بشدة أيضا بعد أن أصبح معظم احتياطات النفط من نصيب الجنوب.
كان الرئيس السوداني عمر البشير قال في وقت سابق هذا الشهر، بعد توقيع كير ومشار على اتفاق وقف إطلاق النار في الخامس من أغسطس، إنه سيتم ضخ النفط إلى السودان من منطقة الوحدة في جنوب السودان اعتبارا من سبتمبر أيلول.
واتفقت الخرطوم وجوبا في يونيو حزيران على إصلاح منشآت البنية التحتية النفطية التي دمرتها الحرب خلال ثلاثة أشهر وذلك لزيادة الانتاج وأعلنتا أنه سيتم تشكيل قوة مشتركة لحماية حقول النفط من هجمات المتمردين.
وفي حين تشيد الخرطوم بالانفراجة التي تحققت في المحادثات التي استضافتها فإن الولايات المتحدة التي ساندت استقلال جنوب السودان تقول إنها تشكك في آفاق السلام.
كان البيت الأبيض قال الشهر الماضي إنه يشكك فيما إذا كان كير ومشار يمتلكان الصفات القيادية المطلوبة لتحقيق السلام وأضاف أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على أي شخص يهدد الاستقرار في جنوب السودان.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)