من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) - قصفت طائرات حربية روسية وسورية بلدات في محافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة يوم السبت بعد يوم من إخفاق قمة جمعت رؤساء تركيا وإيران وروسيا في الاتفاق على وقف لإطلاق النار من شأنه الحيلولة دون شن هجوم تدعمه موسكو.
ومحافظة إدلب هي آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة المناوئة لحكم الرئيس بشار الأسد.
وقال شهود وعمال إغاثة إن 12 ضربة جوية على الأقل أصابت سلسلة من القرى والبلدات في جنوب إدلب وفي اللطامنة وكفر زيتا في شمال حماة، في منطقة لا تزال تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
وقال اثنان من سكان المنطقة الواقعة في جنوب إدلب إن طائرات هليكوبتر سورية أسقطت براميل متفجرة على منازل على مشارف مدينة خان شيخون.
وينفي الجيش السوري استخدام البراميل المتفجرة. لكن محققين تابعين للأمم المتحدة وثقوا مرارا استخدام الجيش لها.
وقال مصدر في الدفاع المدني السوري المدعوم من الغرب والمعروف باسم الخوذ البيضاء إنه انتشل أربع جثث من بينهم طفل من تحت حطام مبنى دمر في قصف جوي روسي في قرية عابدين قرب خان شيخون.
وتقول روسيا إنها تتجنب استهداف المدنيين ولا تستهدف إلا الجماعات المتشددة التي تستلهم فكر تنظيم القاعدة لكن مصادر في المعارضة وسكان يقولون إن أغلب القتلى والمصابين في الأيام القليلة الماضية مدنيون.
وتتهم المعارضة روسيا وحلفاءها باستهداف مستشفيات ومراكز للدفاع المدني لشل حركة الحياة وإجبار مسلحي المعارضة على الاستسلام على غرار ما حدث من قبل في عمليات عسكرية واسعة النطاق.
وقتل المئات من المدنيين في حملة عسكرية دعمتها روسيا على الغوطة المعقل السابق للمعارضة قرب العاصمة دمشق هذا العام فيما تسبب هجوم نفذه الجيش في الآونة الأخيرة في جنوب سوريا في نزوح عشرات الآلاف.
وقال موظف إغاثة إن مستشفى في بلدة حاس خرجت من الخدمة بعد أن تعرضت للقصف.
وقال التحالفان الرئيسيان للمعارضة المسلحة في إدلب، وهما الجبهة الوطنية للتحرير وهيئة تحرير الشام التي تقودها جماعة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة، إنهما سيجنبان خلافاتهما الفكرية في مواجهة التهديد المشترك.
ويقول مسلحو المعارضة إن المعركة في إدلب قد تكون حاسمة وإن هزيمتهم فيها قد تعني نهاية معارضتهم المسلحة التي دامت أكثر من سبع سنوات لحكم الأسد.
وقال عماد الدين مجاهد المتحدث باسم هيئة تحرير الشام لرويترز إن ثمة تنسيقا وتعاونا بين كل المجموعات المسلحة من أجل ما وصفه بالدفاع عن الشعب.
* لا هدنة بعد القمة
ركزت قمة يوم الجمعة على عملية عسكرية تلوح في الأفق في إدلب.
وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال القمة للاتفاق على وقف لإطلاق النار لكن نظيره الروسي فلاديمير بوتين قال إن الهدنة ستكون بلا فائدة لأنها لن تشمل جماعات إسلامية متشددة يصفها الأسد وحلفاؤه بالإرهابية.
وقال مسؤول من وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن على دراية بتقارير عن ضربات جوية روسية وسورية في إدلب على الرغم من تحذيرات الولايات المتحدة والأمم المتحدة وجهات دولية أخرى وإنها تراقب الموقف عن كثب.
وأضاف المسؤول "روسيا تدعي أنها تستهدف الإرهابيين لكن المراقبين نقلوا أنباء عن سقوط ضحايا من المدنيين فقط بسبب الضربات".
وتابع قائلا "هذا يوضح أن وحدها حملة محددة لمكافحة الإرهاب هي التي يمكن أن تكون فعالة. ستستمر الحملات العسكرية العشوائية التي يشنها النظام وروسيا في دفعنا نحو كارثة إنسانية".
وأشار مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة مستمرة في التواصل مع الحكومة والجيش الروسيين على مستويات رفيعة "لإيضاح أن مثل هذا التصعيد يجب أن يتم تجنبه".
ونزل عشرات الآلاف من سكان بلدات في إدلب إلى الشوارع يوم الجمعة للاحتجاج على الحملة الوشيكة على المنطقة وتعهدوا بأنهم لن يقبلوا أبدا بحكم الأسد وسيقاومون أي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق المعارضة.
(شاركت في التغطية داليا نعمة في بيروت - إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)