من خالد عبد العزيز
الخرطوم (رويترز) - قال الرئيس السوداني عمر البشير يوم الاثنين إن بلاده ستشكل حكومة جديدة في غضون يومين.
جاء ذلك بعد يوم من حل الحكومة، التي تعاني ضائقة مالية، وتقليص عدد الوزارات بنحو الثلث في مواجهة أزمة اقتصادية متفاقمة.
ويحاول السودان خفض الإنفاق في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد أزمة، إذ تضرر في الشهور القليلة الماضية بسبب نقص العملة الصعبة والسلع الأساسية مثل الوقود والخبز.
وبعد اجتماع عاجل للحزب الحاكم لبحث الوضع الاقتصادي يوم الأحد، عين البشير معتز موسى رئيسا جديدا للوزراء وطلب منه تشكيل حكومة تضم 21 وزيرا بدلا من 31 في إطار جهود لخفض التكاليف.
وقال البشير في خطاب بثه التلفزيون الرسمي يوم الاثنين إن الحكومة الجديدة سوف تتطلع إلى خفض الإنفاق "لحده الأدنى" دون يحدد طبيعة التخفيضات.
وقال "سوف يتم خلال اليومين القادمين تشكيل حكومة الوفاق الوطني لتنفيذ برامج خفض الإنفاق الحكومي وإصلاح الخدمة المدنية واستئصال الفساد بكافة أشكاله وتوفير البيئة الجاذبة للاستثمار".
ولم يتم الإفصاح عن الوزارات التي سيتم إلغاؤها، لكن مسؤولا في الحزب الحاكم قال يوم الأحد إن وزراء الخارجية والدفاع والشؤون الرئاسية سيحتفظون بمناصبهم.
وخرجت مظاهرات نادرة في أنحاء البلاد بسبب ارتفاع أسعار الخبز إلى المثلين بعدما ألغت الحكومة الدعم في وقت سابق هذا العام.
وتسبب النقص الحاد في العملة الصعبة في النظام المصرفي الرسمي في انتعاش السوق السوداء للدولار حيث يجري تداول العملة الأجنبية حاليا بزيادة تبلغ نحو 40 في المئة.
ورفعت تلك الزيادة كلفة الواردات وأسهمت في وصول التضخم إلى حوالي 64 في المئة في يوليو تموز.
وشحت السيولة بالعملة المحلية أيضا في البنوك التجارية خلال الأشهر القليلة الماضية حيث يصطف الناس في طوابير طويلة أمام البنوك كما انخفض حد السحب اليومي في بعض الأماكن إلى 500 جنيه (17.06 دولار).
ويواجه اقتصاد السودان صعوبات منذ انفصال الجنوب في عام 2011 مستحوذا على ثلاثة أرباع إنتاج النفط ليحرم الخرطوم من مصدر حيوي للعملة الصعبة.
وقال البشير الذي يحكم السودان منذ انقلاب دعمه الإسلاميون والجيش في عام 1989 إنه لن يترشح في الانتخابات المتوقعة في 2020 وعين رئيسا للوزراء للمرة الأولى في العام الماضي.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)