💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

نظرة فاحصة-دلالات الهجوم على العرض العسكري في إيران

تم النشر 23/09/2018, 16:48
© Reuters. نظرة فاحصة-دلالات الهجوم على العرض العسكري في إيران

من باباك دهقان بيشه

(رويترز) - وجه هجوم دام على عرض عسكري للحرس الثوري الإيراني ضربة قاسية للمؤسسة الأمنية في إيران التي دأبت على القول إن باستطاعتها التصدي لأي تهديد بغض النظر عن حجمه حتى إن كان من الولايات المتحدة وحليفتها الرئيسية في الشرق الأوسط إسرائيل.

وأظهر هجوم السبت، وهو أحد أسوأ الهجمات التي يتعرض لها الحرس الثوري، أن هذه القوة الإيرانية التي تقع تحت إمرة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي مباشرة يمكن أن تكون عرضة لعمليات على طريقة حرب العصابات.

وتمتعت إيران باستقرار نسبي مقارنة بجيران عرب لها عانوا اضطرابات سياسية واقتصادية بعد انتفاضات شعبية عام 2011.

وتوعد الحرس بالرد على الهجوم.

* من المسؤول؟

ألقت إيران باللوم في الهجوم على الولايات المتحدة وجيران عرب لها في الخليج. لكنها لم تقدم أدلة.

وأعلنت حركة معارضة من أصول عربية في إيران، وتدعى منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، مسؤوليتها عن الهجوم. وتسعى المنظمة لتأسيس دولة مستقلة في إقليم خوزستان الغني بالنفط.

كما تبنى تنظيم الدولة الإسلامية هجوم السبت وأعلن في السابق مسؤوليته عن هجوم على البرلمان الإيراني وضريح آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية في 2017 مما أسفر عن سقوط 18 قتيلا.

ولم تقدم الحركة والتنظيم دليلا على ضلوعهما في هجوم العرض العسكري.

ولدى جماعات عربية معارضة قائمة طويلة من المظالم ضد زعماء إيران ويتنامى شعورها بالإحباط.

ووقع الهجوم في مدينة الأهواز عاصمة إقليم خوزستان المتاخم للعراق ويعيش فيه معظم أبناء الأقلية العربية في إيران.

وتشعر هذه الأقلية بالإهمال منذ وقت طويل من قبل الحكومة المركزية التي يهيمن عليها الفرس في طهران.

وتعاني المنطقة كثيرا وعلى نحو خاص من المشاكل الاقتصادية التي تواجه الجمهورية الإسلامية ككل ويصل معدل البطالة في خوزستان إلى 14.5 في المئة أي أعلى من المعدل الوطني وهو 11.8 في المئة.

وتفاقمت ظروف المعيشة المتدنية بسبب انقطاع الكهرباء وجفاف حاد وهو ما يلقي السكان باللوم فيه على سوء الإدارة من قبل الحكومة المركزية. واضطر سكان الأهواز إلى البقاء في منازلهم خلال بعض الأيام بسبب عواصف رملية عاتية مرتبطة بالجفاف خلال العام المنصرم.

واستفادت جماعات معارضة مسلحة من هذا الاستياء في محاولة لحشد التأييد لأفعالها التي اشتملت على مهاجمة خطوط أنابيب للنفط في المنطقة. ويقول نشطاء في مجال الحقوق المدنية إن هذه الهجمات العنيفة تقوض جهودهم السلمية لمساعدة السكان المحليين وتؤدي إلى اعتقالات على نطاق واسع.

وتشكو أقليات كالأكراد في غرب إيران والبلوخ في جنوب شرق البلاد من إهمال الحكومة المركزية. واشتبكت جماعات كردية معارضة مسلحة مع الحرس الثوري في منطقة الحدود مع العراق خلال الشهور القليلة الماضية مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.

وفي مطلع سبتمبر أيلول، أطلق الحرس الثوري سبعة صواريخ على قاعدة لجماعة كردية معارضة في شمال العراق مما أسفر عن سقوط 11 قتيلا على الأقل.

* ماذا كان رد فعل الفصائل السياسية في إيران على الهجوم؟

مثل هذه الهجمات توحد الإصلاحيين والمحافظين في إيران رغم الخلافات الحادة بشأن السياسات الداخلية والخارجية.

ودفع الرئيس حسن روحاني النفوذ الاقتصادي والسياسي للحرس الثوري إلى التراجع خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه بعد هجوم الأهواز، سيكون من الصعب على روحاني تحديهم.

ويقول محللون إن العنف عزز الدعم للحرس الثوري وهو ما سيستغله على الأرجح لإسكات منتقديه وبينهم روحاني.

وسيقوى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، المبرم بين إيران وقوى عالمية، شوكة المحافظين إذا أنهم طالما قالوا إنه يجب عدم الثقة في الولايات المتحدة.

* كيف سيتصرف الحرس الثوري؟

قال قادة كبار إن هجوم الأهواز نفذه متشددون دربتهم دول خليجية عربية وإسرائيل ودعمتهم الولايات المتحدة. ولكن من غير المرجح أن يرد الحرس الثوري على هؤلاء الخصوم بشكل مباشر.

وسيلجأ على الأرجح لاستعراض القوة بإطلاق صواريخ على جماعات تنشط في العراق أو سوريا ربما تكون على صلة بالمسلحين الذين نفذوا الهجوم.

وبعد أيام من الهجوم الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية في طهران عام 2017، أطلق الحرس الثوري صواريخ على جماعات متشددة في شرق سوريا. وعقب سلسلة من الاشتباكات مع جماعات معارضة كردية في الشهور الأخيرة أطلق الحرس الثوري صواريخ على قاعدة للمعارضة الكردية في شمال العراق في بداية سبتمبر أيلول.

ومن المرجح أن يطبق سياسة أمنية صارمة في إقليم خوزستان في المستقبل القريب ويعتقل أي معارضين محليين محتملين بما في ذلك نشطاء الحقوق المدنية.

© Reuters. نظرة فاحصة-دلالات الهجوم على العرض العسكري في إيران

(إعداد ياسمين حسين وعلا شوقي للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.