من بوزورجمهر شرف الدين
لندن (رويترز) - قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الإثنين إن المهاجمين الذين قتلوا 25 شخصا في عرض عسكري مولتهم السعودية والإمارات وإن إيران "ستعاقب بشدة" من يقفون وراء الهجوم.
كما اتهم حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة وإسرائيل بالتورط في الهجوم وقال إن عليهما توقع رد مدمر من طهران.
وملأ الآلاف شوارع مدينة الأهواز بجنوب غرب إيران لتشييع ضحايا هجوم يوم السبت الذي أسفر عن مقتل 25 شخصا بينهم 12 من عناصر الحرس الثوري.
وهتف الكثيرون "الموت لإسرائيل وأمريكا".
وحمل المشيعون نعوش الضحايا الملفوفة بالعلم الإيراني. وحمل الكثيرون صور صبي في الرابعة من العمر لقي حتفه في الهجوم الذي يعد أحد أسوأ الهجمات على قوات الحرس الثوري الإيراني التي تعتبر الأقوى في الجمهورية الإسلامية.
وأطلق مهاجمون النار على منصة بالعرض العسكري في الأهواز تجمع عليها مسؤولون لمتابعة الحدث الذي يقام سنويا في ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت من عام 1980 إلى عام 1988.
وقالت وكالة فارس للأنباء يوم الإثنين إن خمسة مهاجمين قتلوا أثناء الهجوم وليس أربعة مثلما أفادت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية في وقت سابق.
وأوضحت الوكالة أن جثة المهاجم الخامس لم يكن قد تم التعرف عليها لأنها كانت وسط القتلى الآخرين.
وقال خامنئي على موقعه على الإنترنت "اعتمادا على التقارير فإن هذا العمل الجبان قام به أشخاص جاء الأمريكيون لمساعدتهم عندما كانوا محاصرين في سوريا والعراق. وهم ممولون من السعودية والإمارات".
وقال سلامي في كلمة قبل جنازة القتلى في الأهواز نقلها التلفزيون الرسمي في بث حي "رأيتم انتقامنا من قبل... سترون أن ردنا سيكون ساحقا ومدمرا وستندمون على فعلتكم".
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن سلامي قوله إن هذه "الجريمة المروعة" كشفت الوجه المظلم للتحالف الذي شكلته الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وقال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن إيران بحاجة للتحدث إلى جيرانها لتجنب مزيد من التوتر.
وأضاف "من الضروري أن نعي تماما ونزيد من حواراتنا البناءة لتحييد مؤامرات الأعداء الذين يريدون إشاعة الشكوك والخلاف بين دول المنطقة".
كما انتقد شمخاني الولايات المتحدة قائلا إن العقوبات الأمريكية ضد إيران غير قانونية وإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستغلها كأداة "للانتقام الشخصي".
* استفزاز
نفت الإمارات، الحليف المقرب للسعودية وواشنطن، مزاعم إيرانية تلمح إلى تورطها في الهجوم.
وردا على سؤال لفوكس نيوز عما إذا كان للولايات المتحدة أي دور في الهجوم قال مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي "عندما يقع حادث أمني داخل بلدك وتلقي باللوم على آخرين فإنك تقع في خطأ فادح".
وأضاف أن سقوط الأبرياء قتلى أمر مأساوي.
ولم يصدر بعد أي رد فعل من السعودية أو إسرائيل.
ومن شبه المؤكد أن يستفز هذا الاتهام السعودية. ويخوض البلدان حربا من أجل النفوذ في الشرق الأوسط إذ يدعمان أطرافا متصارعة في سوريا واليمن والعراق ولبنان.
لكن من غير المرجح أن يهاجم الحرس الثوري أيا من هؤلاء الخصوم بشكل مباشر.
ويقول محللون إن الهجوم أدى إلى زيادة في دعم الحرس الثوري الذي سيستغله على الأرجح لإسكات منتقديه ومن بينهم الرئيس البراجماتي حسن روحاني.
وروحاني هو مهندس الاتفاق النووي الذي أبرم مع قوى عالمية في عام 2015 وأذن بفترة انفراج مشوبة بالحذر مع واشنطن إلى أن تصاعدت التوترات مجددا بقرار ترامب في مايو أيار الانسحاب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على طهران.
ونقلت وكالة ميزان للأنباء عن وزير المخابرات الإيراني محمود علوي قوله إن شبكة مؤلفة من عدد من الأشخاص المشتبه بهم جرى اعتقالهم بالفعل على صلة بهذا الهجوم لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
وأعلنت أيضا حركة معارضة من أصول عربية في إيران، تدعى منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، مسؤوليتها عن الهجوم. وتسعى المنظمة لتأسيس دولة مستقلة في إقليم خوزستان الغني بالنفط.
وتشكل الحرس الثوري بعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 لحماية النظام الديني الحاكم ومبادئ الثورة.
ويتبع الحرس الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وله نحو 125 ألف مقاتل في وحدات برية وبحرية وجوية.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)