💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحقيق-البصرة.. فينيسيا الشرق تموت من العطش

تم النشر 26/09/2018, 21:28
تحقيق-البصرة.. فينيسيا الشرق تموت من العطش
CL
-

من محمد كاظم عطي

البصرة (العراق) (رويترز) - مدينة البصرة الساحلية في العراق التي كانت يوما تلقب "بفينيسيا الشرق"، نظرا للقنوات المائية العديدة التي تتخللها، تموت الآن من العطش.

لقد تحولت تلك القنوات المائية التي جعلت الناس يشبهون البصرة بمدينة البندقية الإيطالية إلى برك مياه راكدة ملوثة.

يعاني شط العرب، الذي يشق المدينة ويعد مصدر المياه العذبة الرئيسي لتلك القنوات، من تلوث كبير يتهدد حياة أربعة ملايين شخص في ثاني كبرى مدن العراق.

وقال شكري الحسن أستاذ علوم البحار بجامعة البصرة "ليس شريان حياة وإنما شريان للموت. مستويات التلوث عالية جدا، شتى أنواع الملوثات الآن ممكن أن تجدها في هذا النهر، ملوثات جرثومية، ملوثات كيميائية، طحالب سامة. مستويات الملوحة الآن بتراكيب غير مسبوقة ممكن أن تقارب مياه البحر أو هي مياه بحر بالفعل".

وأوضح الحسن أن مستويات التلوث في شط العرب زادت أربعة أمثالها في الأعوام العشرة الأخيرة مضيفا أن التلوث يزداد ويُضاعف المخاطر على السكان.

* خليط فتاك

تنتشر بشوارع البصرة بالوعات الصرف الصحي المفتوحة، وأكوام من القمامة التي تنبعث منها روائح كريهة مما دفع السكان الغاضبين في الآونة الأخيرة لتنظيم واحدة من أكبر الاحتجاجات منذ سنوات.

ويقارن كثير منهم بين الفقر الذي يعانوه وبين عائدات النفط الضخمة التي تدرها المحافظة على خزائن الحكومة.

ويقول مسؤولو الدولة إن أزمة في المالية العامة ناجمة عن تراجع أسعار النفط لسنوات هي سبب المصاعب التي تواجهها البصرة التي كانت مقصدا للسائحين في الشرق الأوسط حتى مطلع الثمانينيات.

ويقول رعد شبوط ظهار، وهو من سكان المدينة، إن أزمة المياه واحدة من مشكلات كثيرة وضعت أسرته المؤلفة من 17 فردا وتضم زوجتين وأمه و14 بنتا في وضع يائس.

وقال إن الأمور زادت صعوبة لأنه في الوقت الذي اعتاد فيه على كسب عشرة آلاف دينار عراقي يوميا (8.43 دولار)، كان ينفق خمسة آلاف على الطعام ويدخر الباقي بينما يواجه الآن ضغوطا مالية.

وأضاف "لأن العشرة بعد ما تجيب شيء للعائلة" مشيرا إلى أن 500 لتر من الماء كانت كافية لأسرته للشرب فقط لكنها الآن مضطرة لاستخدام هذه الكمية في كل الأغراض.

* مصارف

تقع البصرة عند التقاء نهري دجلة والفرات قرب الخليج بالطرف الجنوبي الذي يشتهر بأرضه السبخة وهي واحدة من عدد قليل من مدن الشرق الأوسط التي لا يوجد بها نظام فعال لمعالجة المياه.

وكانت المدينة تملك بنية تحتية للصرف الصحي في الستينيات من القرن الماضي لكنها تعطلت بعدها بعقود مما حول الجداول المائية إلى مستنقعات تفوح منها الروائح الكريهة والتي تفاقمت بفعل المناخ الصحراوي الحار.

ويقول سكان البصرة إن الأملاح التي تتسرب للمياه تجعلها غير صالحة للشرب وتتسبب في دخول مئات السكان للمستشفيات.

وقال رياض عبدالأمير رئيس الإدارة الصحية في البصرة إن زهاء 90 ألف شخص دخلوا المستشفيات وإن أربعة آلاف يوميا يطلبون العلاج هذا الشهر.

ولم يعد عقيل شاكر عبد المجيد يرى أملا في المستقبل وهو يقف لشراء مياه الشرب.

قال الرجل "(كيف) زين الفقير منين راح يجيب؟ ألما عنده منين راح بجيب؟ يعني شلون يسرق... ما ادري شلون وضعية صارت".

ولتحسين المياه، تبني الحكومة المركزية مشروعا كبيرا للمعالجة ومحطة للتحلية معتمدة على قرض من اليابان.

ومن المتوقع استكمال المشروع بنهاية العام الجاري لكن رحيل الخبراء اليابانيين بسبب التهديدات خلال الاحتجاجات أرجأ تنفيذ المشروع.

(الدولار = 1186.4300 دينار عراقي)

(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.