من فاتن أونكو
بالو (إندونيسيا) (رويترز) - تركز فرق البحث يوم السبت في إندونيسيا على عملية بدا في حكم المؤكد أنها ستكون طويلة وصعبة وهي عملية البحث عن الجثث التي طمرت تحت الأوحال والحطام بعد مرور ما يربو على أسبوع على زلزال قوي ضرب الساحل الغربي لجزيرة سولاويسي.
وشدد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو على ضرورة العثور على جميع ضحايا الزلزال الذي بلغت قوته 7.5 درجة وموجات المد البحري العاتية التي أعقبته يوم 28 سبتمبر أيلول.
وبلغ العدد الرسمي لضحايا الزلزال وموجات المد البحري التي أعقبته 1649 شخصا، لكن العدد سيرتفع بالتأكيد مع استمرار عمليات البحث.
ومعظم القتلى الذين عثر عليهم كانوا في بالو وهي المركز الحضري الرئيسي للمنطقة. وترد أعداد القتلى بوتيرة بطيئة من أماكن أبعد، بعضها ظل منقطعا عن العالم الخارجي بعد الكارثة قبل أن يعود الاتصال بها توا عن طريق البر.
ولا يعلم أحد على وجه اليقين عدد من لقوا حتفهم عندما تخلخلت الأرض بشدة في بيتوبو ومناطق قريبة إلى الجنوب من بالو.
ومن المعتقد أن مئات مدفونون وسط الطين الذي غمر تجمعات سكنية في جنوب مدينة بالو الصغيرة بعدما تسبب الزلزال في ظاهرة تميع التربة.
تقول الوكالة الوطنية لمواجهة لكوارث إن 1700 منزل في ضاحية واحدة ابتلعها الطين مما أسفر عن فقد مئات الأشخاص.
وفي حي بالاروا في بالو عثر المنقذون على 34 جثة يوم السبت ومن بينها جثة فتاة من الكشافة في العاشرة من عمرها تعرف عليها والداها من ملابسها.
وفي حي بيتوبو القريب بدأ فريق إنقاذ فرنسي التنقيب وسط أكوام الحطام المنتشرة في مساحة واسعة يوم السبت بحثا عن أي أجزاء بشرية لضحايا الزلزال.
وكان آرنو أليبير وأربعة آخرون من جمعية (الإطفاء الفرنسية الخيرية) أول من وصل من فرق الإنقاذ إلى حطام متراكم هو كل ما تبقى من قرية بيتوبو.
وتتمثل مهمة الفريق في العثور على الجثث القريبة من السطح وانتشالها لتمهيد الطريق أمام المعدات الثقيلة لتحفر على عمق أكبر.
وقال أليبير لرويترز وهو يفحص الحطام المروع "سنخلي كل الأنقاض على السطح لنصل إلى الفراغات ونرى ما إذا كان هناك جثث.
"فإن كانت هناك جثث في الفراغات انتشلناها، وإذا رأينا أجزاء بشرية ظاهرة فسنحفر حتى نستخرج جثث أصحابها... إنها مهمة طويلة سيعقبها إحضار المعدات الثقيلة".
* "خمسة أشهر"
قال أليبير إن العثور على كل الجثث سيستغرق شهورا.
وأضاف "قد يستغرق رفع كل التربة ما بين أربعة وخمسة أشهر، هذا مع استخدام معدات الحفر الثقيلة... التي لا يمكنها رفع كميات كبيرة من التربة بسبب وجود جثث بالأسفل. لا بد من كشط الأرض بحرص".
وينتظر الناجون المصدومون المساعدات بفارغ الصبر.
ووسط الصدمة والحزن وردت بعض الأنباء الطيبة إذ تبين أن أرواح العديد من القرويين في مركز الزلزال نجت من الموت المحقق بعد أن أفزعتهم هزة أقل شدة دفعتهم للفرار خارج منازلهم قبل الزلزال الأصلي.
ورفضت الحكومة هذا العام قبول مساعدات أجنبية عندما هزت زلازل جزيرة لومبوك، لكنها قالت إنها ستقبل المساعدة الخارجية الموجهة إلى سولاويسي.
ورغم ذلك قال أليبير إن الحصول على التصاريح كان صعبا.
وقال نائب وزير الخارجية عبد الرحمن محمد فشير في إفادة صحفية في جاكرتا إن 25 دولة وأربع منظمات أجنبية عرضت تقديم العون وإن الوزارات تنسق فيما بينها لتسهيل وصول المساعدات.
وأضاف أن أهم هذه المساعدات عبارة عن طائرات ومولدات للكهرباء وخيام ووسائل لمعالجة المياه ومرافق طبية ميدانية.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)