🔥 اختيارات الأسهم المتفوقة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro الآن بخصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مظاهر الحياة الطبيعية تعود إلى دمشق بعد انتهاء القتال

تم النشر 22/10/2018, 15:05
© Reuters. مظاهر الحياة الطبيعية تعود إلى دمشق بعد انتهاء القتال
4220
-

من ماركو ديوريكا

دمشق (رويترز) - أصبح بمقدور بعض السكان في العاصمة السورية دمشق الاستمتاع بما يشبه الحياة الطبيعية بعد انتهاء القتال في المنطقة في مايو أيار، لكن وسط أنقاض البلدات القريبة المدمرة والفقيرة لم تشهد الحياة اختلافا كثيرا.

ظلت منطقة وسط دمشق خاضعة لسيطرة الحكومة طوال الحرب ولم تتعرض لدمار يذكر مقارنة بالمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وهو ما يعكس الهوة الشاسعة في القوة العسكرية بين الجانبين.

فقد سوت القوات الحكومية السورية مناطق بأكملها تقريبا بالأرض في الغوطة الشرقية الواقعة على أطراف دمشق خلال هجوم شنته في الربيع الماضي لاستعادتها من قوات المعارضة.

وعندما استسلمت الغوطة الشرقية آثر عشرات الآلاف من سكانها سواء من مقاتلي المعارضة أو المدنيين مغادرتها عبر ممر آمن إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سوريا بدلا من العيش تحت سلطة الحكومة. واختار آخرون البقاء.

وزال الآن خطر الإصابة بالرصاص أو بالقذائف قرب العاصمة، لكن وسط دمشق، حيث حياة الليل الصاخبة والحي التجاري المزدحم، تبدو وكأنها عالم آخر مقارنة بالصعاب في الغوطة الشرقية.

ويعود الكثير من الفضل في الانتصار الذي حققه الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب إلى روسيا التي تدخلت لدعمه عام 2015 وأصبح من المألوف رؤية قواتها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.

وحتى أثناء القتال، كان سكان دمشق يخرجون في المساء لتناول الطعام والشراب والرقص، لكن الحانات والمطاعم في الحي القديم باتت أكثر انتعاشا هذا الصيف.

وقالت دانا (24 عاما)، وهي نادلة في حانة بينما كانت تعد أحد المشروبات "خلال الحرب عندما كانت القنابل تتساقط.. كان من الممكن أن تمر أيام بدون زبائن لكننا لم نتوقف عن العمل".

وتعمل صالونات تصفيف الشعر بشكل جيد وتنشط المقاهي في الشوارع المرصوفة بالحصى في المدينة القديمة في أمسيات عطلة نهاية الأسبوع.

وهذا أول صيف يمر على العاصمة بدون أصوات القتال منذ 2011. وفي حفل زفاف خارج المدينة، جاء الضجيج هذه المرة من فرقة طلابية لموسيقى الروك تدعى كبريت مؤلفة من قارع طبول وعازفين للجيتار ومغن. وحمل الأصدقاء والأقارب العريس على أكتافهم وسط تصفيق المدعوين.

* أنقاض وأطلال

على بعد بضعة كيلومترات، وتحديدا في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، كانت الأنقاض في كل مكان. وفي مبنى خربته ثقوب الرصاص كان رجل في الطابق الخامس يزيل الحطام من شرفة ويجهز شقته للسكن مرة أخرى.

وهناك شوارع تبدو مدمرة تماما. وفي أحد أكبر المستشفيات بالمنطقة، والتي أحدثت القذائف فتحات كبيرة فيها، لا يزال المسعفون يؤدون عملهم في القبو.

على أحد الأسرة جلست امرأة تحمل طفلها وهو يترقب بخوف حقنة الطبيب. وفي الشوارع المدمرة، كان صبي يبيع الذرة المشوية على عربة بين المباني المحطمة.

انتهى القتال في دوما منذ بضعة أشهر فقط، لكن أي عملية إعادة إعمار (SE:4220) كبيرة قد تستغرق وقتا أطول من ذلك بكثير.

ولا تستطيع سوريا تحمل تكلفة برنامج إعادة إعمار كبير. ومن المستبعد فيما يبدو أن يتحمل أقرب حليفين لها، وهما روسيا وإيران، هذه النفقات. ولن تقدم الدول الغربية أي أموال دون عملية انتقال سياسي للسلطة.

وفي حي الخالدية بحمص، الذي استعادته الحكومة عام 2013، يبدو بطء التعافي جليا. وباتت معظم مناطقه كمدن أشباح غير مأهولة بالسكان وتغلقها القوات الحكومية.

وفي إحدى المناطق، كان أولاد يلعبون كرة القدم بالقرب من مبان ألحقت بها القنابل دمارا كبيرا. وصنع الأولاد مرماهم من براميل زيت صدئة وحبال.

وقال أبو فارس وهو صاحب متجر في مدينة حمص القديمة إن السوق المغطى كان يكتظ بالمتسوقين، لكن لا يرتاده الآن سوى عدد قليل.

وحتى بالنسبة للشبان الذين يستمتعون بحياة الليل في دمشق، فقد دفع تحدي التعافي الاقتصادي الطويل والبطيء الكثير منهم للتفكير في مغادرة البلاد.

وقالت رشا (30 عاما) وهي صاحبة حانة "أحب عملي. أحب الحانات وحياة الليل هنا. لكن في النهاية أود أن أخرج من سوريا. لا أرى مستقبلا هنا"‭.‬

وأضافت "عندما كانت الحرب دائرة وتسقط القنابل كل يوم، لم أكن أرغب في المغادرة. لكني الآن أرغب".

© Reuters. مظاهر الحياة الطبيعية تعود إلى دمشق بعد انتهاء القتال

(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.