بيروت (رويترز) - رفضت تركيا يوم الثلاثاء اتهامات وجهتها الحكومة السورية لها بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح في محيط منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة إذ قالت أنقرة إن تنفيذ الاتفاق يسير وفق الخطة.
وأدى الاتفاق الموقع في سبتمبر أيلول بين روسيا، أقوى حليف للرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا التي تساند فصائل معارضة إلى تجنب شن هجوم حكومي كبير على إدلب التي تقع في شمال غرب سوريا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد قمة رباعية بشأن سوريا مع تركيا وألمانيا وفرنسا يوم السبت إن أنقرة تفي بالتزاماتها في إدلب التي تمثل هي ومناطق مجاورة لها آخر معقل للمعارضة المناهضة للأسد.
لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال في تصريحات نشرت في وقت متأخر يوم الاثنين إن تركيا غير راغبة فيما يبدو في تنفيذ الاتفاق.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن المعلم قوله في دمشق "لا يزال الإرهابيون متواجدين بأسلحتهم الثقيلة في هذه المنطقة وهذا مؤشر على عدم رغبة تركيا بتنفيذ التزاماتها وبالتالي ما زالت مدينة إدلب تحت سيطرة الإرهاب المدعوم من تركيا والغرب".
ورفض وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو المزاعم يوم الثلاثاء قائلا إن الاتفاق يسير وفق الخطة. وأضاف في مؤتمر صحفي باسطنبول "لا مشاكل حاليا في تنفيذ المذكرة... كل شيء يسير وفق الخطة".
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن تركيا تفعل ما بوسعها للالتزام بالتعهدات الصعبة في إدلب لكن "لا يسير كل شيء وفقا لما هو مخطط". وأضاف أن روسيا لا ترى أن الاتفاق مهدد بالفشل.
وأكد الزعماء في القمة الرباعية يوم السبت على أهمية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في سوريا وقالوا إن لجنة وضع دستور جديد لسوريا ينبغي أن تجتمع بحلول نهاية العام.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم يوم الثلاثاء إن تركيا ستضمن لعب دور دولي أنشط في إدلب بعد القمة.
وأشار بيسكوف إلى أن موسكو ستبلغ المسؤولين السوريين بنتيجة القمة في اسطنبول.
كانت الحكومة السورية قد تعهدت باستعادة "كل شبر" من سوريا بما في ذلك منطقة إدلب.
وأدى الاتفاق التركي الروسي إلى تأسيس منطقة عازلة بعمق من 15 إلى 20 كيلومترا في أراضي المعارضة على أن تخلو من الأسلحة الثقيلة والمتشددين بحلول منتصف أكتوبر تشرين الأول.
وأعطت هيئة تحرير الشام، الجماعة الإسلامية المتشددة الرئيسية في شمال غرب البلاد، إشارة الموافقة للاتفاق التركي لكن دون أن تعلن صراحة أنها ستلتزم به.
وحذر جاويش أوغلو أيضا من أن تركيا ستتدخل إذا اتخذت الجماعات الإرهابية أو المتشددة في إدلب "نهجا مختلفا" عن الاتفاق بين أنقرة وموسكو.
وأقامت تركيا 12 موقعا عسكريا في الشمال الغربي بموجب اتفاق سابق مع روسيا وإيران حليفتي الأسد.
وحذرت الأمم المتحدة من أن شن هجوم كبير على إدلب سيتسبب في كارثة إنسانية. وتضم المنطقة نحو ثلاثة ملايين شخص.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)