💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

السعودية تقاوم ضغوطا أمريكية لإنهاء الخلاف مع قطر بعد مقتل خاشقجي

تم النشر 17/11/2018, 00:18
© Reuters. السعودية تقاوم ضغوطا أمريكية لإنهاء الخلاف مع قطر بعد مقتل خاشقجي

من كيتي بول ورانيا الجمل

دبي (رويترز) - تقاوم السعودية دعوات من الولايات المتحدة لإصلاح العلاقات مع قطر على الرغم من مؤشرات على أن الضغوط التي تهدف لإنهاء أزمة إقليمية أخرى هي حرب اليمن كان لها تأثير على الرياض منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من أكتوبر تشرين الأول مما تسبب في موجة غضب عالمية وأثار احتمال فرض عقوبات على السعودية وأضر بصورة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقالت أربعة مصادر مطلعة إن واشنطن تعتقد أن لها مزيدا من النفوذ على الرياض الآن في الوقت الذي تحاول فيه المملكة إصلاح الضرر الذي لحق بموقفها العالمي وتريد الولايات المتحدة أن تستغل نقطة القوة تلك لإنهاء حرب اليمن وإعادة بناء موقف خليجي عربي موحد في مواجهة إيران.

وثمة تحرك بالفعل على إحدى الجبهتين، إذ أوقف التحالف بقيادة السعودية، الذي يقاتل الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، هجومه على مدينة الحديدة الساحلية يوم الخميس في استجابة على ما يبدو لضغوط أمريكية وبريطانية لإعلان وقف لإطلاق النار في اليمن بحلول نهاية الشهر الجاري.

وفرضت واشنطن يوم الخميس عقوبات على 17 مسؤولا سعوديا بسبب دورهم في قتل خاشقجي في مواصلة للضغط على الرياض. كما طرح أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون من شأنه إذا أقر ليصبح قانونا أن يوقف مبيعات الأسلحة للسعودية بسبب مقتل خاشقجي والحرب في اليمن.

ولم تستجب السلطات السعودية لطلبات التعليق. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تدعو لحل منذ بدء الأزمتين القطرية واليمنية.

وقالت هيذر ناورت "نحن مستمرون في تواصلنا المتعلق بالقضيتين مع شركائنا في المنطقة بما في ذلك السعودية".

وتابعت قائلة "الوحدة في الخليج ضرورية لمصالحنا المشتركة المتمثلة في مواجهة النفوذ الخبيث لإيران ومكافحة الإرهاب وضمان مستقبل مزدهر لكل شركائنا في الخليج".

* تعمق الخلاف مع قطر

ترى الولايات المتحدة أن السعودية تلعب دورا أساسيا في جهود بناء موقف موحد بين دول الخليج العربية لتحجيم نفوذ إيران في الشرق الأوسط. وزار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الرياض بعد فترة وجيزة من مقتل خاشقجي.

لكن واشنطن تعتبر أيضا أن حرب اليمن من عوامل زعزعة الاستقرار في المنطقة وتريد إنهاء الصراع الذي تسبب في مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص ودفع سكان البلاد إلى شفا المجاعة.

كما أن لدى السعودية وحليفتها الإمارات حاليا ما يدفعهما للخروج من تلك الحرب التي أثبتت أنها مكلفة في حين أنها وصلت أيضا لطريق مسدود.

وسعى مسؤولون أمريكيون أيضا للتأثير على الرياض فيما يتعلق بخلافها مع قطر منذ مقتل خاشقجي وهو سعودي كان مقيما في الولايات المتحدة وكان منتقدا لولي العهد السعودي.

وأصيبت الوحدة بين دول الخليج العربية، التي تعتبرها واشنطن حصنا في مواجهة إيران، بضربة قوية عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها التجارية وخطوط النقل مع قطر في يونيو حزيران 2017 واتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم الإرهاب وإيران وهي اتهامات تنفيها قطر.

وقال مصدر مطلع على السياسة الأمريكية "إنهم يستغلون الفرصة لمحاولة إنهاء النزاع القطري".

وأشار مصدران آخران إلى أن واشنطن كانت تريد استعادة الوحدة بين دول الخليج العربية للمساعدة في تحجيم نفوذ إيران في المنطقة قبل دخول عقوبات أمريكية جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.

وزادت آمال الغرب في أن الرياض قد تصلح علاقاتها بالدوحة بعد تصريح أدلى به الأمير محمد عن قوة الاقتصاد القطري خلال مؤتمر للاستثمار عقد في 25 أكتوبر تشرين الأول.

لكن دبلوماسيين ومصادر في منطقة الخليج قالوا إنهم لم يروا اقتراحات جديدة ولا خطوات ملموسة من الرياض أو من حلفائها لإنهاء الخلاف مع قطر.

وقال دبلوماسي عربي لرويترز إنه لا يرى أي تغير فيما يتعلق بقطر وأضاف أن تصريح ولي العهد تم تفسيره بشكل خاطئ مشيرا إلى أن الرسالة من وجهة نظره كانت موجهة للولايات المتحدة ومفادها هو ألا تقلق على الاقتصاد القطري.

والدول الأخرى التي قاطعت الدوحة من حلفاء الرياض ولديها خلافات سياسية وأمنية منذ فترة طويلة مع قطر.

وقال مصدر خليجي إن الأمير محمد سيتجنب اتخاذ أي خطوة قد تفسر على أنها ضعف لدى محاولته احتواء تداعيات دبلوماسية لمقتل خاشقجي.

وقدمت الرياض تفسيرات متباينة لاختفاء خاشقجي قبل أن تقر بمقتله في عمليه وصفتها بأنها خرجت عن مسارها. وساند العاهل السعودي الملك سلمان، الذي تدخل لحل الأزمة، ولي عهده الذي ركز السلطة في يديه.

* احتواء الأزمة

قالت الكويت هذا الشهر إن هناك ما وصفته بتوجه إيجابي لاحتواء أزمة الخليج وقال مصدر مطلع على السياسة الأمريكية إن دبلوماسيين يطرحون خطة تتعلق بقطر.

لكن لا يبدو أن أيا من الجانبين مستعد للتنازل عن موقفه.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية الشهر الماضي إن مقتل خاشقجي يجب أن يعتبر جرسا للإنذار. وقال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية يوم الثلاثاء إنه لا يتوقع انفراجة قريبة في الأزمة.

وقال للصحفيين إنه لا يشعر بالتفاؤل في ظل القيادة السعودية الإماراتية، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة التي تحفظ ماء الوجه لهم على حد قوله هي الاعتذار.

ويقول دبلوماسيون ومصادر أخرى مطلعة على السياسة الخليجية إن أبوظبي لا تعتبر الخلاف مع قطر أولوية.

وقال دبلوماسي غربي "القطريون يزيدون من ثمن حل الأزمة... الإماراتيون يسعدهم إبقاء القطريين معزولين".

ولم تستجب السلطات القطرية ولا الإماراتية لطلبات التعليق.

ويقول دبلوماسيون إن الرياض وأبوظبي تؤكدان لواشنطن باستمرار أن الخلاف لن يمنع تشكيل حلف أمني مقترح للشرق الأوسط سيشمل الدوحة.

وأضافوا أن الإمارات تساند بقوة الأمير محمد في مواجهة إيران وفي الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي يسعى لتنفيذها إذ ترى أبوظبي أنها ضرورية لمحاكاة النموذج الإماراتي المشجع لقطاع الأعمال والمتسامح دينيا في مواجهة التطرف.

© Reuters. السعودية تقاوم ضغوطا أمريكية لإنهاء الخلاف مع قطر بعد مقتل خاشقجي

وقالت إليزابيث ديكنسون وهي محللة لشؤون شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات الدولية "الإماراتيون يرون أن السعودية هي الخيار الوحيد لقيادة المنطقة. ولم يتراجعوا ولو للحظة عن اعتقادهم بأن خطط الإصلاح التي تنفذها الرياض هي الأفضل وهي الخيار الوحيد".

(شارك في التغطية ستيفن كالين في الرياض وديفيد برونستروم في واشنطن وديمتري زدانيكوف في لندن وبيلين كارينيو في مدريد وإريك كنكت في الدوحة وغيداء غنطوس في دبي - إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.