القاهرة (رويترز) - كشفت مصر يوم الخميس أنها تحتجز ابنة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر وخمسة آخرين، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من حديث أسرهم عن اختفائهم في إطار حملة قمع جديدة تشنها الحكومة.
وقالت ثلاثة مصادر قضائية ووكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن نيابة أمن الدولة العليا قررت حبس عائشة الشاطر والخمسة الآخرين لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهم من بينها الانتماء إلى جماعة إرهابية.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الأحد إن الشرطة وقطاع الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية شنا حملة اعتقالات واسعة شملت 40 ناشطا حقوقيا ومحامين وناشطين سياسيين منذ أواخر أكتوبر تشرين الأول.
وأضافت المنظمة الحقوقية، ومقرها نيويورك، أن قوات الأمن لم تقدم أي مذكرة احتجاز كما لم تستجب لمحاولة العائلات أو المحامين معرفة مكان احتجاز المعتقلين.
ومن بين الستة الذين تم الكشف عن احتجازهم علنا يوم الخميس، إلى جانب ابنة الشاطر، هدى عبد المنعم وهي محامية تبلغ من العمر 60 عاما وعضو في جماعة الإخوان المحظورة. وقالت أسرتها في بيان إنها تمكنت من رؤيتها يوم الخميس في مقر لنيابة أمن الدولة "بعد 21 يوما من الإخفاء القسري".
وقال بيان الأسرة "كان واضحا تدهور الحالة الصحية لهدى، التي تبلغ من العمر 60 عاما، حيث فقدت الكثير من وزنها وظهرت بذات ملابسها التي تم اعتقالها بها قبل ثلاثة أسابيع".
وأضاف "كما بدت بحالة نفسية سيئة مصاحبة لعدم اتزان وقلق فيما لم تستطع الإفصاح عن سبب ذلك".
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من وزارة الداخلية.
وقالت جهاد بدوي ابنة هدى عبد المنعم لرويترز في وقت سابق هذا الشهر إن قوات الأمن اقتادت أمها دون تقديم أي إذن بالقبض عليها مضيفة أن الأسرة لا تعرف أين تُحتجز.
وكانت المحامية أصيبت من قبل بجلطة في الساق لكن لم يسمح لها باصطحاب أدويتها عندما ألقي القبض عليها.
ووفقا للمصادر القضائية والوكالة الرسمية سيحتجز الستة لمدة 15 يوما وبعدها ستقرر النيابة إما تجديد حبسهم أو إخلاء سبيلهم.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين التي يعود تاريخها إلى عشرات السنين وتحظى بتأييد كبير فازت بأول انتخابات حرة أجريت بعد انتفاضة 2011 التي أنهت حكم حسني مبارك الذي استمر 30 عاما، لكن الجيش أطاح بها بعد عام في السلطة.
ومنذ ذلك الحين، تم حظر الجماعة وألقي القبض على المئات من مؤيديها. وتقول جماعة الإخوان إنها حركة سلمية وتنفي أي صلة بأعمال العنف التي شنها متشددون موالون لتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول مؤيدو الرئيس عبد الفتاح السيسي إن حملة القمع التي تشنها الحكومة على خصومه تهدف إلى الحفاظ على مصر مستقرة بعد سنوات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية في أعقاب انتفاضة 2011.
(تغطية صحفية أمينة إسماعيل وأحمد محمد حسن وهيثم أحمد - إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)