💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

صائد الطيور المغردة.. أحلام مجهضة على أطلال مطار غزة الدولي

تم النشر 29/11/2018, 23:11
© Reuters. صائد الطيور المغردة.. أحلام مجهضة على أطلال مطار غزة الدولي

من ستيفن فاريل ونضال المغربي

رفح (رويترز) - في كثير من الأيام يجلس حمزة أبو شلهوب وحيدا داخل صالة كبار الزوار الخاوية فيما كان يوما مطار غزة الدولي، لكن ليس ليسافر.

وفي جنوب القطاع المحصور بين مواقع حدودية مصرية في جنوبه وأبراج مراقبة إسرائيلية في شرقه يسعى أبو شلهوب لكسب قوت يومه من اصطياد الطيور المغردة وبيعها بعد استدراجها باستخدام طيور أخرى اصطادها من قبل.

ويقول أبو شلهوب إن طيور الحسون من أفضل الأنواع التي يسعى لاصطيادها لأنها تظل تغرد في الأسر ويمكنه بيع الطائر الواحد منها بثلاثين دولارا في السوق لكنه لم يمسك إلا بواحد فقط ويضطر في العادة للاكتفاء بأنواع أقل ثمنا.

وكان الحظ حليفا لشقيقه الأكبر شادي (24 عاما) إذ تمكن من اصطياد 12 طائرا من نوع الحسون منذ بدأ تلك المهنة قبل عقد.

ولا يتطلب الأمر جهدا كبيرا، إذ يستيقظان في الفجر يوميا لنشر شباكهما بين حطام وركام منشآت المطار. لكن مع تفشي الفقر ووصول نسبة البطالة بين الشباب في غزة إلى 70 بالمئة يقول أبو شلهوب إنه لا يملك خيارات أخرى.

وترك الفتى مدرسته قبل سبع سنوات عندما كان في التاسعة من عمره.

وقال وهو يجلس مستدفئا بملابس شتوية أمام إبريق من القهوة على جذوة نار "لما كنت في المدرسة حلمت أنه أصير أستاذ (مُعلم) لما أكبر، بس ابوي طلعني من المدرسة مشان اشتغل وأساعد العيلة".

وأضاف "أنا بدي أرجع.. المدرسة بس مش ممكن هلقيت (حاليا) لأنه طلعت من الصف الرابع" مشيرا إلى أن مادتيه المفضلتين في الدراسة كانتا اللغتين العربية والانجليزية.

ومن أجل إغواء الطيور وأسرها، يربط الأخوان خيطا في ساق طائر حسون اصطادوه من قبل على أمل أن يجتذب وجوده على الأرض طيورا برية ويغريها بالنزول ظنا أن هناك طعاما أو ديدانا يمكنها التغذي بها.

وبمجرد نزول الطيور على الأرض يطبقان عليها بالشباك. كما وضعا ثلاثة مسجلات في أنحاء المطار تصدر عنها أصوات طيور. وفي أغلب الأوقات لا يتمكنان إلا من صيد طيور صغيرة تباع بنحو دولار ونصف لكنه مبلغ يكفي على الأقل لتوفير ما يسد الرمق من الطعام.

يمثل الموقع الذي اختاره الشقيقان للصيد رمزا لآمال الفلسطينيين المجهضة في السيادة والاستقلال الاقتصادي إذ كان المطار هو السبيل المباشر الوحيد الذي يربط الفلسطينيين في قطاع غزة بالعالم الخارجي دون سيطرة من إسرائيل أو مصر.

حضر الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون مراسم افتتاح المطار في 14 ديسمبر كانون الأول من عام 1998 واستقبل الميناء الجوي لفترة وجيزة وفودا وشخصيات بارزة من بينها رئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا.

لكن إسرائيل دمرت المدرج في أواخر عام 2001 بعد أشهر قليلة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة. واعتبرت الحكومة الإسرائيلية أنه يمثل تهديدا أمنيا في أوج الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي عُرفت بانتفاضة الأقصى.

وسحبت إسرائيل مستوطنيها وجنودها من قطاع غزة بعد بضع سنوات، في 2005، لكنها حافظت على سيطرة صارمة على الحدود البرية والجوية والبحرية للقطاع، بينما تسيطر مصر على دخول القطاع من جهة الجنوب.

وتقول إسرائيل إن القيود تهدف إلى منع دخول الأسلحة إلى قطاع غزة وعزل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير شؤون مليوني نسمة تقريبا هم سكان غزة منذ عام 2007.

لكن المحنة الاقتصادية للقطاع أذكت مشاعر الغضب. وذكر تقرير للبنك الدولي في سبتمبر أيلول أن اقتصاد غزة ينهار، مشيراً إلى "مزيج من الحرب والعزلة والانقسام الداخلي".

ومع استمرار الصراع، قليلون من يتذكرون الآن أن قطاع غزة كان به مطار ذات يوم. ورغم أن أبو شلهوب أصغر من أن يتذكر المطار عندما كان صالحا لإقلاع وهبوط الطائرات، إلا أنه يجلس بين أطلال باتت تذكارا يوميا لما كان.

وقال أبو شلهوب خلال استراحة من الصيد "حلمت أنه المطار انبنى مرة تانية... وحلمت كمان اني مسافر في الطيارة... وكمان حلمت اني رجعت على المدرسة".

© Reuters. صائد الطيور المغردة.. أحلام مجهضة على أطلال مطار غزة الدولي

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.