صنعاء (رويترز) - غادر وفد الحوثيين اليمنيين إلى السويد يوم الثلاثاء لحضور محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة هي الأولى منذ 2016 وسط ضغوط غربية لإنهاء الحرب التي دفعت الدولة الفقيرة إلى شفا المجاعة.
وأودى الصراع المستمر منذ نحو أربع سنوات بحياة الآلاف وأثار أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم حاليا. ويدور الصراع بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات اليمنية التي يساندها تحالف مؤيد للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تقوده السعودية والإمارات.
وغادر وفد الحوثيين صنعاء، التي سيطرت عليها جماعة الحوثي عام 2014، على متن طائرة كويتية متجها إلى السويد برفقة مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن. وقبل دخوله الطائرة أشاد أحد أعضاء وفد الحوثيين بالتزام جريفيث بإجراءات بناء الثقة مثل إجلاء المقاتلين الجرحى وتبادل الأسرى.
وقال عبد المجيد حنش عضو الوفد للصحفيين "كل اللي حصلنا عليه معلن... وكان صادق جريفيث. جاء ليأخذنا وسيعود معنا. خروج الأسرى هذه أيضا استطاع أن ينجزها. نتوقع، وأنا متأكد، هو وضع الإطار العام للمفاوضات من أجل الشروع بالعملية السياسية".
ومن المتوقع أن يتوجه وفد الحكومة أيضا بعد ضمان حضور وفد جماعة الحوثي بعد أن سمح التحالف بإجلاء 50 من جرحاها لعلاجهم في سلطنة عمان يوم الاثنين. وانهارت محادثات سابقة كانت مقررة في جنيف في سبتمبر أيلول بسبب عدم حضور الحوثيين.
وستُجرى المحادثات داخل إحدى القلاع، التي جرى تجديدها، والواقعة خارج العاصمة السويدية ستوكهولم لبحث مزيد من إجراءات لبناء الثقة وتشكيل هيئة حكم انتقالية تزامنا مع سعي مجلس الشيوخ الأمريكي لدراسة قرار بإنهاء الدعم للتحالف في الصراع.
وقد يكون للقوى الغربية، التي تمد التحالف بالسلاح ومعلومات المخابرات، نفوذ أكبر للمطالبة بتحرك بشأن اليمن بعد أن أدى الغضب الذي فجره قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول إلى زيادة التدقيق في أنشطة المملكة بالمنطقة.
وأوقفت ألمانيا والدنمرك والسويد صادرات السلاح للسعودية بسبب مقتل خاشقجي وحرب اليمن. وأوقفت الولايات المتحدة دعما يتمثل في إعادة تزويد طائرات التحالف المقاتلة بالوقود. ويُلقى بالمسؤولية في مقتل عدد كبير من المدنيين على ضربات جوية لتلك الطائرات.
وتدخل التحالف المدعوم من الغرب في الحرب عام 2015 لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا إلى السلطة بعد أن أطيح بها من العاصمة صنعاء عام 2014، لكنه واجه جمودا عسكريا.
وعبر سكان في الحديدة، التي باتت محور الحرب الآن، عن خشيتهم من تجدد القتال في حالة فشل المحادثات إذ أن طرفي الحرب عكفا على تحصين مواقعهما في المدينة المطلة على البحر الأحمر أثناء الفترة التي خفت فيها الأعمال العدائية.
وقال محمد طاهر وهو موظف حكومي إن الوضع في الحديدة لا يبعث على التفاؤل.
* جوع شديد
ويواجه ما يزيد على ثمانية ملايين يمني شبح المجاعة بسبب الصراع الذي يعتبر حربا بالوكالة بين السعودية وإيران. وحذرت الأمم المتحدة من أن العدد ربما يصل إلى 14 مليونا. ويعتمد حاليا ثلاثة أرباع اليمنيين، أو 22 مليون نسمة، على المساعدات.
وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في جنيف إن تقريرا مرتقبا بشأن الأمن الغذائي ربما يظهر زيادة في معدلات الجوع الشديد في اليمن حيث يموت طفل كل 11 دقيقة.
وقال مارك لوكوك مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن الحكومة اليمنية ستحتاج إلى تمويل خارجي بمليارات الدولارات لتمويل ميزانيتها للعام 2019 وتجنب حدوث انهيار آخر للعملة وذلك بالإضافة إلى مساعدات بأربعة مليارات دولار.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش يوم الثلاثاء إن محادثات السويد تمثل "فرصة حاسمة" لإيجاد حل سياسي.
وقال "التوصل إلى حل سياسي دائم بقيادة اليمنيين يمثل أفضل فرصة لإنهاء الأزمة الراهنة. الدولة المستقرة المهمة بالنسبة للمنطقة لا يمكن أن تتعايش مع ميليشيات غير قانونية".
ولم تعلن وزارة الخارجية السويدية بعد مكان المحادثات التي ستتركز على اتفاق بشأن إعادة فتح مطار صنعاء وتأمين صفقة لتبادل السجناء ووقف إطلاق النار في الحديدة التي تمثل شريان حياة للملايين.
وسيكون ذلك بمثابة أساس لهدنة أشمل تتضمن وقف ضربات التحالف الجوية التي أودت بحياة آلاف المدنيين والهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون على المدن السعودية.
وأحدث بيانات متاحة أوردتها الأمم المتحدة عن عدد القتلى في الصراع يرجع لعام 2016 وبلغ أكثر من عشرة آلاف قتيل. ويقدر مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها، الذي يرصد العنف في اليمن، أن نحو 57 ألف شخص قتلوا.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)