من مارك هوسنبول وحميرة باموق
واشنطن (رويترز) - قالت مصادر إن رئيس المخابرات التركية سافر إلى واشنطن للقاء أعضاء في مجلس الشيوخ ومسؤولين في المخابرات في محاولة لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة بعد تدهورها الصيف الماضي.
وقالت خمسة مصادر مطلعة طلبت عدم ذكر أسمائها لرويترز إن هاكان فيدان، وهو من المقربين للرئيس رجب طيب أردوغان، التقى مع أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي لمناقشة ملفات متعلقة بحلف شمال الأطلسي ومن المتوقع أن يلتقي بمسؤولي مخابرات أمريكيين في وقت لاحق يوم الجمعة.
وقال مصدران مطلعان إن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول نوقشت في اجتماع مع أعضاء مجموعة مراقبة حلف شمال الأطلسي التي تضم أعضاء من الحزبين بمجلس الشيوخ تدعم الحلف.
وأضاف المصدران أن القضية لم تكن موضوع المناقشات المحوري مع أعضاء مجلس الشيوخ كما أحجم الجانب التركي عن تركيز الاجتماعات عليها.
وقال أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأمريكي إنهم يريدون معاقبة السعودية بسبب مقتل خاشقجي على الرغم من قرار الرئيس دونالد ترامب مساندة الرياض حليفة واشنطن منذ فترة طويلة.
وعلى الرغم من تعاون الدولتين فيما يتعلق بالتحقيق في مقتل خاشقجي إلا أن العلاقات الأمريكية التركية شهدت الكثير من التوتر بسبب خلافات حول عدد من القضايا بدءا بسوريا وانتهاء برغبة أنقرة في شراء أنظمة دفاعية روسية.
وبدأت العلاقات بين أنقرة وواشنطن في التحسن بعد الإفراج عن القس الأمريكي آندرو برانسون في أكتوبر تشرين الأول بعد محاكمته بتهم متعلقة بالإرهاب وسجنه في تركيا.
لكن ما زالت هناك خلافات بين الدولتين العضوين بحلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بقضايا أخرى، من بينها السياسة الأمريكية في سوريا ومساعي أنقرة لشراء أنظمة صاروخية دفاعية روسية وطلبها من الولايات المتحدة تسليم فتح الله كولن رجل الدين التركي الذي تتهمه بتدبير انقلاب فاشل في 2016. وينفي كولن أي ضلوع في الأمر.
وقالت المصادر إن من المتوقع أن يناقش فيدان مقتل خاشقجي خلال اجتماعه بمسؤولي المخابرات الأمريكيين. ولم يتضح بعد إن كان فيدان سيلتقي مديرة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) جينا هاسبل.
وكان خاشقجي كاتبا في صحيفة واشنطن بوست ومنتقدا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وخلصت (سي.آي.إيه) بدرجة ثقة من متوسطة إلى مرتفعة إلى أن ولي العهد، وهو الحاكم الفعلي للمملكة، أمر بقتل خاشقجي عندما زار القنصلية في الثاني من أكتوبر تشرين الأول. وقالت السعودية إن الأمير لم يكن على علم مسبق بعملية القتل.
وشكك ترامب في تقدير سي.آي.إيه وقال إن الوكالة لم تصل إلى نتيجة حاسمة بهذا الشأن. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن ليس هناك دليل مباشر يربط الأمير بعملية القتل.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)