لندن (رويترز) - جدد ساسة لبنانيون ثقتهم يوم الأربعاء في التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة جديدة وقال الرئيس ميشال عون إن نتائج جهوده لحل الأزمة المستمرة منذ شهور ستظهر هذا الأسبوع.
ولبنان، الذي يعاني اقتصاده المثقل بالديون من الركود، في أمس الحاجة إلى حكومة جديدة لتنفيذ إصلاحات اقتصادية مطلوبة لوضع ماليته العامة على مسار أكثر استدامة والحصول على تعهدات بمساعدات خارجية.
وعقب الانتخابات العامة التي أجريت في مايو أيار بدأت الخلافات بين الأطراف المتنافسة على تشكيل حكومة وفقا للنظام الطائفي للبلاد، حيث جرى تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة.
ونقل نائب عن رئيس البرلمان نبيه بري قوله يوم الأربعاء إنه متفائل إزاء التوصل لحل قريبا بخصوص أزمة تشكيل الحكومة وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إن لبنان سيشكل حكومة جديدة حتما رغم العقبات.
وقال عون يوم الثلاثاء إن الصعوبات التي تواجه تشكيل الحكومة لا يمكن حلها "بالطريقة التقليدية" بين رئيس الوزراء المكلف والأحزاب الأخرى وإنه تعين عليه التدخل لتجنب "كارثة" في إشارة فيما يبدو إلى الاقتصاد.
وقال يوم الأربعاء إن جهود حل أزمة تشكيل الحكومة ستؤتي ثمارها خلال اليومين المقبلين.
وقال باسيل في مؤتمر استثماري في لندن "الشراكة بين الرئيس ورئيس الوزراء إلى جانب التوافق الوطني ستقود حتما إلى تشكيل حكومة جديدة رغم كل العقبات". وباسيل هو زوج ابنة عون ويرأس التيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس.
وتحدث باسيل في مؤتمر في لندن تأمل الحكومة اللبنانية أن يحشد اهتمام المستثمرين ببرنامج استثمار يهدف للاستفادة من مساعدات بمليارات الدولارات تعهدت بها الجهات المانحة في مؤتمر للمانحين عقد في أبريل نيسان.
* دين عام كبير
تريد الحكومات الأجنبية والمؤسسات الدولية من لبنان أن ينفذ أولا إصلاحات اقتصادية معطلة منذ فترة طويلة. ويرزح لبنان تحت وطأة دين عام تمثل نسبته إلى الناتج المحلي الإجمالي، التي تزيد على 150 بالمئة، ثالث أكبر نسبة في العالم.
وحضر الحريري المؤتمر في لندن كذلك وقال للصحفيين إنه "متفائل دائما" ردا على سؤال عن آفاق تشكيل حكومة جديدة.
وقال علي بزي وهو نائب من حركة أمل التي يتزعمها بري، للصحفيين في تصريحات بثها التلفزيون إن بري قال إن هناك مساعي جدية لتشكيل حكومة وإن تفاؤله ينبع من تدخل الرئيس عون.
وواجه الاتفاق بشأن تشكيل الحكومة سلسلة من العقبات إذ سعى الحريري للتوصل إلى اتفاق لتأليف حكومة من 30 وزيرا ينتمون إلى المجموعات المتنافسة وفقا للنظام الطائفي المتبع في البلاد.
وتمحورت العقبة الأخيرة حول التمثيل السني إذ تطالب جماعة حزب الله الشيعية القوية المدعومة من إيران بمقعد في الحكومة لأحد حلفائها السنة الذين فازوا في الانتخابات.
ويعتقد محللون أن إحدى التسويات تكمن في ترشيح عون لواحدة من الشخصيات السنية المتحالفة مع حزب الله أو أي شخصية مقبولة لديهم ضمن مجموعة الوزراء التي يعينها الرئيس.
وذكر الحريري على تويتر أن الحكومة الجديدة ستلتزم كل الالتزام بالإصلاحات التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر للمانحين هذا العام ومن بينها إصلاحات مالية.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)