الخرطوم (رويترز) - قال شهود إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع بعد تجمع مئات المحتجين في شوارع ضاحية بمدينة عطبرة يوم الخميس مرددين هتافات معادية للحكومة.
وقال مسؤولون في ولاية نهر النيل إنه جرى إعلان حالة الطوارئ في المدينة يوم الأربعاء بعد أن تظاهر المئات احتجاجا على زيادات الأسعار وأضرموا النار في المقر المحلي للحزب الحاكم.
وقال شهود عيان إن عشرات آخرين خرجوا احتجاجا على ارتفاع الأسعار في مدن دنقلا والقضارف يوم الخميس.
لكن المظاهرات كانت أكبر في عطبرة التي تعد بؤرة تاريخية للاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وأظهرت لقطات فيديو سجلتها رويترز يوم الأربعاء سيارات مشتعلة ومحتجين يلقون الحجارة على المقر المحلي للحزب الحاكم في عطبرة.
وقال مواطن عمره 36 عاما لرويترز يوم الخميس طالبا عدم نشر اسمه "خرجت للتظاهر لأن الحياة توقفت في عطبرة".
وأضاف المواطن الذي شارك في مظاهرة يوم الأربعاء أنه لم يتمكن من شراء الخبز منذ أربعة أيام لأنه لم يعد متوفرا في المتاجر.
وتابع قائلا "الأسعار ارتفعت... ولم أستطع أن أسحب مرتبي لشهر نوفمبر... لأزمة السيولة. هذه أوضاع صعبة ولا يمكن أن نعيش معها والحكومة لا تهتم بنا".
كان قرار بخفض دعم الخبز في وقت سابق من العام قد أثار احتجاجات نادرة في أنحاء البلاد بعد تضاعف أسعار الخبز. لكن بعد ذلك زاد دعم الدقيق بنسبة 40 بالمئة في نوفمبر تشرين الثاني.
وبلغ التضخم الآن 69 في المئة واضطر الناس في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى للوقوف في طوابير عند المخابز ومحطات الوقود بسبب نقص حاد في الوقود والخبز المدعومين من الحكومة.
وقال رئيس الوزراء معتز موسى إن ميزانية بلاده لعام 2019 تشمل مخصصات للدعم بقيمة 66 مليار جنيه سوداني (1.39 مليار دولار)، منها 53 مليارا للخبز والوقود.
وتضرر اقتصاد السودان بشدة عند انفصال الجنوب في عام 2011 وهو ما أدى إلى فقدانه ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي الذي يعد مصدرا أساسيا للنقد الأجنبي.
وفي أكتوبر تشرين الأول خفض السودان قيمة عملته بشدة بعد أن طلبت الحكومة من هيئة مؤلفة من بنوك ومؤسسات صرافة تحديد سعر الصرف يوميا.
أدت هذه الخطوة إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار وأزمة سيولة بينما استمرت الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والسعر بالسوق السوداء في الاتساع.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)