💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مقابلة-طالبان تسعى لتغيير صورتها مع تقدم محادثات السلام الأفغانية

تم النشر 28/12/2018, 18:05
© Reuters. مقابلة-طالبان تسعى لتغيير صورتها مع تقدم محادثات السلام الأفغانية

من عبد القادر صديقي وجبران أحمد

كابول/بيشاور (باكستان) (رويترز) - بينما تتزايد التحركات نحو السلام في أفغانستان تحاول طالبان إظهار أنها تغيرت منذ أيام الوحشية التي أظهرتها في التسعينيات عندما حظرت الموسيقى ومنعت تعليم البنات ونفذت إعدامات علنية في استاد لكرة القدم في كابول.

وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد لرويترز في مقابلة "إذا حل السلام وعادت طالبان فلن تكون بنفس الأساليب القاسية كما كانت في 1996" مشيرا إلى العام الذي سيطرت فيه الحركة على السلطة في كابول قبل الإطاحة بها بالغزو الذي قادته القوات الأمريكية في 2001.

وأضاف "نريد أن نؤكد للمواطنين الأفغان أنه لن يكون هناك خطر على أحد من جانبنا".

جاءت تصريحات المتحدث باسم طالبان بينما زادت وتيرة التحركات نحو مفاوضات السلام بعد سلسلة اجتماعات بين المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد وممثلين للحركة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وزادت التوقعات بتحول حاسم في وضع البلاد بعد تقارير عن أن الولايات المتحدة قد تسحب أكثر من 5000 جندي منها وذلك في تغيير مفاجئ للاستراتيجية الأمريكية السابقة التي قامت على تصعيد الضغط العسكري على طالبان.

وقال مجاهد "معارضتنا هي لوجود القوات الأجنبية في أفغانستان. عندما تنسحب ويتم التوصل إلى اتفاق سلام سيتم وقتئذ إعلان عفو في جميع أنحاء البلاد".

* تجارب مريرة

تقارير الانسحاب غير مؤكدة لكنها أثارت القلق لدى كثير من الأفغان الذين لهم تجارب مريرة مع حكم الحركة المتشددة.

وقال بلال صديقي المتحدث باسم لجنة حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان "لا أعتقد أن عقليتهم تغيرت لكنهم أدركوا أنهم لن يكونوا مقبولين من المجتمع الدولي إذا لم يحترموا حقوق الإنسان".

وبينما يرجح أن تظل أفغانستان معتمدة على المساعدات الأجنبية لسنوات تدرك طالبان أنها لا يمكنها العودة إلى الماضي عندما اجتاح مقاتلوها كابول بعد فوضى الحرب الأهلية في التسعينيات.

لكن الحركة تصر على أنه ستكون هناك عودة إلى تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية إلى جانب إصرارها على انسحاب القوات الأجنبية. ومع ذلك يشك كثير من الأفغان في ادعاءاتها أنها مالت إلى اللين حتى في الوقت الذي تتوق فيه إلى نهاية للحرب.

* صور "سيلفي"

في يونيو حزيران عبر قادة طالبان عن غضبهم لأن مقاتلي الحركة التقطوا صورا بالهواتف المحمولة (سيلفي) مع الجنود والمسؤولين الأفغان وتناولوا الآيس كريم (بوظة) مع المواطنين خلال وقف لإطلاق النار مدته ثلاثة ايام.

وبعد انتهاء وقف إطلاق النار بوقت قصير شنت الحركة هجمات عنيفة في أقاليم استراتيجية في محاولة لطرد القوات الحكومية منها واستخدمت مدنيين دروعا بشرية.

وقال رجل شرطة تبلغ مدة خدمته 12 عاما ويخدم الآن في إقليم فراه "أعرف أنه لا مكان لي إذا عادت طالبان على الطريقة القديمة... سأقف في جانب الحكومة أيا كان قرارها. لكن إلى الآن لم أفقد أملي في المستقبل. طالبان لم يعودوا كما كانوا. نشهد تغييرات بينهم. أيضا تعبوا من الحرب".

تسيطر طالبان التي تغلب عليها عرقية البشتون، أقوى العرقيات في جنوب وشرق البلاد، على مناطق واسعة من الريف الأفغاني وتجمع فيها الضرائب وتدير المحاكم وتسيطر على التعليم.

وبالنسبة لكثير من سكان الريف المحافظ في أفغانستان يوفر حكم طالبان استقرارا يرحب به السكان وتناسب عقوباتها الصارمة وقيودها المشددة على حقوق النساء التقاليد السائدة في كثير من المناطق.

وقالت نساء في منطقة تسيطر عليها طالبان في إقليم قندوز بشمال البلاد إنهن مسموح لهن بالسير بحرية وكشف وجوههن.

وقال مجاهد إن طالبان ليست ضد تعليم البنات أو عملهن لكنها تريد الاحتفاظ بأعرافها الثقافية والدينية.

وقال "لسنا ضد عمل النساء في المؤسسات الحكومية أو ضد أنشطتهن خارج البيوت لكننا ضد ثقافة الملبس الغريبة علينا التي جيء بها إلى بلادنا".

وقال نائب المتحدث باسم الرئيس التنفيذي لأفغانستان عبد الله عبد الله إن الحكومة تحمي حقوق الإنسان ولا بد أن تقبل طالبان الدستور الوطني من أجل أن تغير صورتها المتشددة.

وأضاف "رأينا بعض علامات التغييرات لديهم لكن يتعين أن يُظهروا في أفعالهم أنهم تغيروا حقا".

ويعتقد كثير من الأفغان أن طالبان ستعود إلى سابق عهدها إذا عادت إلى الحكم. وقالت مالينا حميدي وهي مدرسة في إقليم بلخ "أثق بنسبة مئة في المئة أنه حال عودة طالبان إلى السلطة فستكون طالبان نفسها التي حكمت أفغانستان في التسعينيات".

© Reuters. مقابلة-طالبان تسعى لتغيير صورتها مع تقدم محادثات السلام الأفغانية

(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.