من زيبا صديقي وروما بول وكريشنا إن.داس
داكا (رويترز) - أعلن مسؤولون في بنجلادش يوم الاثنين فوز رئيسة الوزراء الشيخة حسينة بولايتها الثالثة على التوالي إذ حققت فوزا ساحقا بكل مقاعد البرلمان تقريبا في حين وصفت المعارضة النتائج بالمزورة ودعت إلى انتخابات جديدة.
وعزز فوز حسينة في الانتخابات العامة التي أجريت يوم الأحد حكمها الذي بدأ قبل عشر سنوات لبنجلادش حيث يُنسب إليها فضل تحسين الاقتصاد وتشجيع التنمية ولكنها تواجه أيضا اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وشن حملة على وسائل الإعلام وقمع المعارضة. وتنفي الحكومة هذه الاتهامات.
وقالت مفوضية الانتخابات إن التحالف الذي يقوده حزب رابطة عوامي الذي تتزعمه حسينة حصل على 287 مقعدا من بين 298 مقعدا. وأضافت المفوضية أنها تحقق في مزاعم بشأن تزوير الانتخابات "في أنحاء مختلفة من البلاد".
وحصل حزب بنجلادش الوطني الذي يعد حزب المعارضة الرئيسي في البلاد على ستة مقاعد. وكان الحزب قد قاطع الانتخابات العامة السابقة التي جرت في 2014 قائلا إنها لن تكون نزيهة.
وسُجنت زعيمة الحزب خالدة ضياء، وهي الخصم اللدود لحسينة ورئيسة وزراء سابقة، في فبراير شباط بسبب اتهامات بالفساد تقول إن دوافعها سياسية. وهذه أول انتخابات يخوضها حزب بنجلادش الوطني بدونها.
وقال زعماء بحزب رابطة عوامي إن رفع الحد الأدنى لأجور العمال في قطاع النسيج القوي في بنجلادش قد يكون أولى مهام حسينة.
ومن المقرر أن تعقد حسينة وأحزاب المعارضة مؤتمرات صحفية منفصلة يوم الاثنين.
"لم يسبق له مثيل"
وقال زعيم المعارضة كمال حسين إن تحالف جبهة الوحدة الوطنية المعارض، الذي يقوده حزب بنجلادش الوطني، دعا مفوضية الانتخابات إلى إصدار أمر بإجراء انتخابات جديدة تحت إشراف إدارة محايدة "بأسرع ما يمكن" زاعما أن الانتخابات شابها قصور.
ورفضت الحكومة في السابق طلبات مشابهة من المعارضة وسترفض هذا الطلب على الأرجح أيضا.
وقالت الشرطة إن ما لا يقل عن 17 شخصا قتلوا خلال الانتخابات بعد حملة انتخابية سادها العنف وزعمت المعارضة أن الحكومة حرمتها من الحصول على فرصة متساوية فيها.
وقال حسين الذي يبلغ من العمر 82 عاما لرويترز في ساعة متأخرة من مساء الأحد "شهدنا انتخابات سيئة في الماضي ولكن لا بد وأن أقول أن سوء هذه الانتخابات بالذات لم يسبق له مثيل".
وقال مرشحون إنهم شاهدوا نشطاء من الحزب الحاكم يعبئون الصناديق ببطاقات انتخابية ويقومون بتزوير الأصوات كما منعوا أيضا وكلاء المعارضة من دخول مراكز التصويت.
وقال حسين "الحد الأدنى من شروط الانتخابات الحرة والنزيهة لم يكن متوفرا".
وأضاف أنه سيلتقي مع أعضاء تحالف المعارضة يوم الاثنين لتحديد خطوتهم التالية.
لكن سجيب واجد، وهو ابن حسينة وعضو في حزب رابطة عوامي، قال لرويترز إن أحدا لم يتعرض للترهيب حتى يصوت للحزب، واتهم حزب بنجلادش الوطني بالمسؤولية عن العنف الذي سبق الانتخابات.
وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني "في المجمل كانت هناك طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع وكان التصويت سلميا... الديمقراطية مستقرة ومزدهرة".
وقالت حكومة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إنه اتصل هاتفيا بحسينة ليهنئها.
وحسينة هي أطول القادة بقاء في السلطة في تاريخ بنجلادش ذات الغالبية المسلمة والتي يبلغ عدد سكانها 165 مليون نسمة.
ولم يعلق معظم المراقبين الدوليين، وبينهم عدد من الأمريكيين، بعد على النتيجة. وكانت واشنطن قد عبرت عن قلقها من العنف خلال الحملات الانتخابية.
وعبرت منظمة هيومن رايتس ووتش عن قلقها إزاء مصداقية الانتخابات، كما دعت منظمة العفو الدولية إلى تحقيق محايد في العنف "المزعج بشدة".
واعتقل مئات من أعضاء المعارضة خلال الأشهر التي سبقت الانتخابات بسبب اتهامات وصفتها المعارضة بأنها "زائفة" وقال كثيرون إنهم تعرضوا لهجمات من قبل أنصار الحزب الحاكم مما شل قدرتهم على القيام بدعاية انتخابية.
ونفت حكومة حسينة هذه الاتهامات ويقول حزبها إن كثيرين من أنصاره أصيبوا في هجمات شنتها المعارضة.
وبدا أن إقبال الناخبين على التصويت كان ضعيفا. ومن المقرر أن تعلن مفوضية الانتخابات الأرقام في وقت لاحق يوم الاثنين.
وقالت المفوضية إنها ستنظم اقتراعا جديدا على مقعد واحد لأن التصويت عليه شابه العنف. وسيتم تنظيم اقتراع أيضا خلال أيام في دائرة انتخابية أخرى توفي مرشح فيها قبل الانتخابات بأيام.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)