💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

القوات الأفغانية تخشى فقدان الغطاء الجوي إذا سحبت أمريكا قواتها

تم النشر 15/01/2019, 13:37
© Reuters. القوات الأفغانية تخشى فقدان الغطاء الجوي إذا سحبت أمريكا قواتها

من مصطفى عندليب

غزنة (أفغانستان) (رويترز) - أثار الغموض الذي يكتنف انسحابا مزمعا للقوات الأمريكية المخاوف بين القوات الأفغانية المرهقة خشية أن تفقد الدعم الجوي الأمريكي الذي يعد من المزايا القليلة الحاسمة في مواجهة مقاتلي حركة طالبان الذين تتزايد ثقتهم بأنفسهم.

فقد اهتزت أفغانستان بفعل تقارير تحدثت عن احتمال انسحاب أكثر من 5000 جندي أمريكي في الأشهر المقبلة فيما يمثل تحولا عن الاستراتيجية المعلنة في 2017 وتقضي بزيادة الضغط على طالبان لقبول التفاوض على السلام.

ويتجاوز عدد القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان 14 ألفا في إطار قوة الدعم الحازم التي تعمل بقيادة حلف شمال الأطلسي في تدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها وعملية منفصلة لمحاربة الإرهاب تستهدف في الأساس تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.

وبينما تستمر محادثات السلام بين مسؤولين أمريكيين وممثلين لحركة طالبان ليس واضحا ما هي القوات التي قد يتم سحبها وما إذا كانوا سيتوصلون إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وعلى الخطوط الأمامية يسود هاجس واحد بين القوات الأفغانية.

قال شرطي اسمه شام الحق في غزنة المدينة الواقعة في وسط أفغانستان التي اجتاحها مئات من مقاتلي طالبان في أغسطس آب وطُردوا منها بمساعدة الضربات الجوية الأمريكية "إذا توقف الدعم الجوي من جانب الأمريكيين فستكون كارثة علينا".

وقد سقط أكثر من 28 ألف قتيل في صفوف الجيش والشرطة في أفغانستان منذ أنهى حلف شمال الأطلسي مهمته القتالية في العام 2014. ويقول القادة الأمريكيون إن هذه الخسائر "لا يمكن أن تستمر على هذا المنوال".

ورغم محادثات السلام تتواصل الاشتباكات الضارية ويسقط كل يوم عشرات من القتلى والجرحى في صفوف القوات.

وتراجعت المعنويات على الخطوط الأمامية بسبب ضعف القيادة وانخفاض الأجور وعدم انتظام الامدادات في مواجهة مقاتلي طالبان المسلحين بأسلحة متطورة من بينها أجهزة الرؤية الليلية.

وعلى الرغم من عجز حركة طالبان عن السيطرة على إحدى المدن الكبرى فقد شددت قبضتها على مناطق ريفية وأصبحت تسيطر الآن، أو تنافس على السيطرة على، ثلث مساحة البلاد وفقا لتقديرات أمريكية وعلى مساحة أكبر كثيرا وفقا لتقديرات أقل تحفظا.

قال جندي في غزنة "ليس من الممكن القتال بمعدة خاوية وأسلحة وذخيرة أقل من طالبان".

ومهما ساءت الأمور للجنود على الجبهات يدرك القادة الأفغان على الأقل أن بوسعهم الاعتماد على القوة الجوية الأمريكية للحيلولة دون أن يمنوا بهزيمة منكرة.

ومنذ عام 2017 تصاعدت الضربات الجوية الأمريكية إلى مستويات لم تشهدها أفغانستان منذ ذروة مهمة حلف شمال الأطلسي القتالية في 2011 عندما تجاوز عدد القوات الأمريكية في البلاد 100 ألف جندي.

وعندما هددت حركة طالبان بالسيطرة على مدن فراه وغزني هذا العام كانت الغارات الجوية الأمريكية حاسمة في دحرها.

ورغم تشديد مقاتلي الحركة قبضتهم على الريف فقد سقط المئات منهم بمن فيهم قادة ميدانيون كبار قتلى في غارات أمريكية بطائرات حربية وطائرات مسيرة وطائرات هليكوبتر.

ورغم أن الضربات الجوية أثارت انتقادات من نشطاء حقوق الانسان والأمم المتحدة لتسببها في سقوط خسائر بشرية بين المدنيين فإن الجنود الأفغان يعتبرونها نعمة.

* "لم تقف على أقدامها بعد"

لعدم إعلان أي تفاصيل عن سحب القوات حتى الآن فليس من المؤكد خفض الدعم الجوي نظرا لأن برنامج تدريب وتجهيز القوة الجوية الأفغانية الذي يبلغ حجمه سبعة مليارات دولار وينفذ على أربع سنوات لا يزال في منتصفه.

وفي العادة تقدم القوة الجوية الأفغانية الدعم لقوات أفغانستان وتنفذ حوالي نصف الضربات الجوية. وتضم هذه القوات طائرات ايه-29 للهجوم البري وطائرات هليكوبتر من طراز إم.دي-530 المزودة بالصواريخ.

ورغم المساعدات التي تقدر بمليارات الدولارات فإن قدرة القوة على دعم الوحدات والمحافظة على إمداداتها في التضاريس الأفغانية الوعرة تعتمد بدرجة كبيرة على المساعدة الدولية.

وقد هون متحدثون باسم الحكومة الأفغانية من الأثر المحتمل لسحب القوات الأمريكية مشيرين إلى أن القوات الأفغانية تنفذ تقريبا كل العمليات القتالية.

غير أن الجنرال كينيث ماكينزي المرشح لتولي رئاسة القيادة الأمريكية الوسطى حذر في الشهر الماضي من أنه إذا انسحب القوات الأمريكية بأعداد كبيرة الآن "فلا أعتقد أنها (القوات الأفغانية) ستتمكن من النجاح في الدفاع عن بلادها".

وفي حين يثني الضباط الأمريكيون العاملون مع القوات الأفغانية على بسالتها وروحها القتالية فلا تزال هناك مشاكل مزمنة تتعلق بالتنظيم والمسائل اللوجستية والامدادات الجوية.

وقال الجنرال محمد نسيم سانجين قائد أحد ألوية المشاة في غزنة "لدينا قوات كافية لكننا سنحتاج القوات الاجنبية في الدعم الجوي والمساعدة وتدريب القوات الأفغانية".

وأضاف "إذا تقلصت الضربات الجوية أو توقفت فسيكون ذلك مصدر قلق لنا لأن القوات الأفغانية لم تقف على أقدامها بعد".

وفي لقاء عقد مؤخرا مع مسؤولين أمريكيين قال الرئيس الأفغاني أشرف غني إن الدعم الجوي الأمريكي حيوي.

© Reuters. القوات الأفغانية تخشى فقدان الغطاء الجوي إذا سحبت أمريكا قواتها

ونقل مسؤول كبير عنه قوله في الاجتماع "بإمكاننا الصمود على الأرض إذا قمتم بتغطيتنا من السماء".

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.