من ستيفاني فان دين برج
لاهاي (رويترز) - برأت المحكمة الجنائية الدولية يوم الثلاثاء زعيم ساحل العاج السابق لوران باجبو من كل اتهامات جرائم الحرب وأمرت بإخلاء سبيله فورا مما جعل أنصاره يرقصون فرحا بينما أثار القرار الإحباط بين ضحايا الاعتداءات الوحشية.
وربما يؤدي هذا الحكم واحتمال عودة باجبو لوطنه إلى تغيير خريطة الانتخابات الرئاسية المقررة في ساحل العاج عام 2020.
وذكر معسكر الرئيس الحسن واتارا إنه ربما يعيد النظر في قرار ترشحه للانتخابات المقبلة إذا قرر باجبو أو الرئيس الأسبق هنري كونان بيدييه الترشح لتلك الانتخابات.
وقال رئيس القضاة بالمحكمة الجنائية الدولية كونو تارفوسر إن الادعاء لم يفلح في إثبات الاتهامات على باجبو وحليفه المقرب شارل بليه جوديه وأمر بإخلاء سبيلهما.
وأضاف تارفوسر "توصلت الأغلبية إلى أن الادعاء فشل في إثبات وجود خطة مشتركة للإبقاء على السيد باجبو في السلطة بما يشمل ارتكاب جرائم ضد مدنيين".
وتجمع عشرات من أنصار باجبو خارج قاعة المحكمة وبينهم كثيرون سافروا إلى لاهاي بحافلات من باريس ورددوا هتافات ورقصوا بعد النطق بالحكم.
وذكرت زوجته سيمون باجبو لرويترز أنه سيعود إلى ساحل العاج لكنها أحجمت عن التعليق على ما إذا كان ينوي الترشح للانتخابات العام المقبل.
وقالت لرويترز في منزلها في أبيدجان، وحولها أنصار يحتفلون ببراءة زوجها، "انتظروا حتى يعود وسيكون بإمكانكم توجيه كل الأسئلة إليه".
وقالت جماعات حقوقية إن هذا الحكم لم يكن عادلا بالنسبة لضحايا الصراع، الذي اندلع في الفترة بين ديسمبر كانون الأول 2010 وأبريل نيسان 2011 في أعقاب الانتخابات التي رفض باجبو الاعتراف بهزيمته فيها أمام واتارا، مما أسفر عن سقوط نحو ثلاثة آلاف قتيل.
وقالت فاتو بنسودا رئيسى الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية إن مكتبها يتمسك بحق الطعن على قرار المحكمة ويعتزم "تقديمه" خلال جلسة مقررة يوم الأربعاء.
وفي أبيدجان عاصمة ساحل العاج، قال أوليفيه كيبري أحد أنصار باجبو "القاضي أسقط التهم بالكامل... أشعر بسعادة غامرة. سأفقد صوابي فأنا لم أتوقع أن يخلى سبيله".
وباجبو هو أول رئيس دولة سابق يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وتبرئة باجبو انتكاسة كبيرة للادعاء الذي صدمته هزائم في قضايا ضد جان بيير بيمبا نائب رئيس الكونجو السابق الذي أخلي سبيله العام الماضي بعد تبرئته من اتهامات بارتكاب جرائم حرب والرئيس الكيني أوهورو كينياتا الذي أُسقطت الاتهامات الموجهة ضده في عام 2015.
ولم يكسب الادعاء سوى ثلاث قضايا تتعلق باتهامات بارتكاب جرائم حرب في 15 عاما.
ويحاكم باجبو (73 عاما) وجوديه منذ عام 2016 في اتهامات بارتكاب جرائم حرب أثناء حكم باجبو.
ومثل باجبو أمام المحكمة يوم الثلاثاء مرتديا سترة باللون الأزرق الغامق واستمع للحكم فيما اضطر قاض لإلزام أنصار للرئيس السابق خارج القاعة بالهدوء بعدما تعالت أصوات تهليلهم.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)