كابول (رويترز) - هددت حركة طالبان يوم الثلاثاء بالانسحاب من محادثات السلام مع الولايات المتحدة إذا حادت عن انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وهو مطلب رئيسي للحركة الإسلامية المتشددة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما.
وذكرت الحركة في بيان أنه يتعين على واشنطن مواصلة محادثات السلام "بنوايا صادقة" وإلا فإنها "ستضطر لوقف المحادثات والمفاوضات إلى أن تنهي أمريكا ضغوطها غير المشروعة ومناوراتها وتخطو خطوات صوب سلام حقيقي".
يأتي التحذير بعد يوم من تفجير مقاتلي طالبان سيارة ملغومة خارج مجمع شديد الحراسة في العاصمة كابول فقتلوا ما لا يقل عن خمسة أشخاص وأصابوا أكثر من 110 من الأفغان والرعايا الأجانب.
وكان كبار قادة طالبان ألغوا الأسبوع الماضي الجولة الرابعة من محادثات السلام مع زلماي خليل زاد، المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في أفغانستان بشأن "اختلاف على جدول الأعمال".
وقالت السفارة الأمريكية في كابول إن خليل زاد وصل إلى كابول يوم الثلاثاء بعد لقائه بمسؤولين في الهند والإمارات والصين.
وعُين السفير الأمريكي السابق لدى كابول، والمولود في أفغانستان، العام الماضي للإشراف على جهود السلام التي تبذلها واشنطن. والتقى بزعماء طالبان ثلاث مرات على الأقل لبحث انسحاب القوات الأجنبية وجدول زمني لوقف إطلاق النار.
وتشدد الولايات المتحدة كذلك على أن أي تسوية نهائية يجب أن يقودها الأفغان أنفسهم.
وقالت السفارة في بيان "الهدف هو دعم الحوار بين الأفغان بشأن كيفية إنهاء الصراع وتشجيع الأطراف على الجلوس إلى مائدة التفاوض للوصول إلى تسوية سياسية يحظى فيها جميع المواطنين الأفغان بحقوق ومسؤوليات متساوية في إطار حكم القانون".
لكن زعماء الحركة المسلحة رفضوا طلبا من الولايات المتحدة والقوى الإقليمية بالتعامل مباشرة مع الحكومة في كابول، التي تعتبرها الحركة غير مشروعة ونظاما مفروضا من الخارج.
وتضغط طالبان لتغيير مقر المحادثات من السعودية إلى قطر في محاولة لإحباط محاولة الرياض إشراك الحكومة الأفغانية فيها.
ويشدد مقاتلو الحركة على أن الولايات المتحدة هي خصمهم الرئيسي في الحرب ويطالبون بعقد محادثات ثنائية.
وقالت طالبان "الولايات المتحدة وافقت خلال اجتماع الدوحة في شهر نوفمبر 2018 على بحث انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان ومنع استخدام أفغانستان ضد دول أخرى في الاجتماع القادم... (لكنها) تتراجع الآن عن جدول الأعمال هذا وتضيف قضايا أخرى بصورة أحادية".
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)