بيروت (رويترز) - يقترب لبنان على ما يبدو من تشكيل حكومة جديدة بعد أشهر من المشاحنات والخلافات السياسية. ويعتقد سياسيون من فصائل متنافسة أن الحكومة ستبصر النور هذا الأسبوع على الرغم من أنه نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو رئيس حركة أمل الشيعية، قوله انه لم يتم تسوية كافة النقاط العالقة.
ولبنان بحاجة ماسة إلى حكومة للتصدي لمشكلاته الاقتصادية الواسعة والتي تشمل دينا عاما يساوي 150 بالمئة من الناتج الاجمالي المحلي وانخفاض النمو على مدى سنوات.
وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة ستشكل خلال 24 أو 48 ساعة، قال عبد الرحيم مراد في مقابلة مع تلفزيون الجديد "أعتقد تكون قد شُكلت... وقد يكون السبت أقصى يوم".
ومراد هو أحد النواب السنة الستة المؤيدين لحزب الله، وشكل تمثيلهم في مجلس الوزراء أحد العقبات العديدة أمام تشكيل رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري للحكومة.
وقال الحريري يوم الثلاثاء إن الأسبوع الحالي سيكون حاسما في جهود تشكيل حكومة جديدة، مما يمثل فرصة أخيرة لكسر الجمود.
وكتب وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم رياشي المنتمي الى حزب القوات اللبنانية المناهض لحزب الله على تويتر "وأخيرا خلصت الجمعة 1 (فبراير) شباط 2019".
لكن بعض النواب نقلوا عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حركة أمل الشيعية قوله إن الاتصالات تتركز على كيفية تمثيل النواب السنة المتحالفين مع حزب الله في الحكومة "ووضع بعض اللمسات على بعض الحقائب".
وبحسب الوكالة الوطنية للاعلام قال النائب علي بزي المنتمي لحركة أمل المتحالفة مع حزب الله "حصلت ليل أمس اتصالات وبشائر خير لكن تبقى نقطة صغيرة".
وبدأت النقاشات حول تشكيل حكومة وحدة وطنية عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو أيار الماضي وهي الأولى منذ تسع سنوات وكان هدفها توزيع الحقائب الوزارية بين الكتل السياسية الرئيسية في لبنان حسب التوازن الطائفي الدقيق.
وكانت الحكومة على وشك الإعلان عدة مرات لكن ذلك تعثر بسبب الخلافات بين المسؤولين.
وقال وزير المالية علي حسن خليل الشهر الماضي إن البلاد تواجه ازمة اقتصادية وهناك خشية من أن تصبح ازمة مالية.
وانعكست المخاوف الاقتصادية على الاقتصاد وعلى وجه الخصوص على السندات اللبنانية واسعارها.
وحذر صندوق النقد الدولي في يونيو حزيران من أن هناك حاجة ملحة لوضع المالية للبنان على أسس مستدامة.
وكان حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله قد اجتمع ليل الثلاثاء مع النواب السنة الستة المتحالفين مع حزب الله.
وردا على سؤال عما إذا كانت المساعي الأخيرة مختلفة عن السابقة التي فشلت في تشكيل الحكومة، قال مراد "الفرق هذه المرة أنه يوجد أجواء جدية". مشيرا إلى أن جبران باسيل، وهو سياسي مسيحي يشارك في المحادثات، "كثف نشاطه" خلال الأربع والعشرين أو الثماني والأربعين ساعة الأخيرة.
وكان العنوان الرئيسي بالصفحة الأولى لجريدة الأخبار الموالية لحزب الله يوم الثلاثاء هو "تنازلات متوازنة تسرّع ولادة الحكومة".
(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)