💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

ليبيا تحلم بميناء عملاق في شرق البلاد الذي يحمل عبق التاريخ

تم النشر 13/02/2019, 19:17
© Reuters. ليبيا تحلم بميناء عملاق في شرق البلاد الذي يحمل عبق التاريخ

من أولف ليسينج وأيمن الورفلي

سوسة (ليبيا) (رويترز) - حجر أساس أبيض بجانب شاطئ مهجور قرب ميناء سوسة الليبي الهاجع هو كل ما يظهر من حلم عمره سبع سنوات لبناء أحد أكبر الموانئ في شمال إفريقيا.

لكن مسؤولين يقولون إن ليبيا الآن في المراحل الأخيرة من محادثات لترسية اتفاق بقيمة 1.5 مليار دولار على شركة أمريكية لإقامة "ميناء عملاق" يهدف إلى تحويل الساحل النابض بالحياة، الذي ترتاده الأسر للتنزه، إلى مركز كبير للحاويات.

وأكدت شركة جويدري جروب للأمن، التي مقرها تكساس، لرويترز أنها تخطط لتوقيع اتفاق مدته 35 عاما لبناء وتشغيل المشروع في منطقة احتلها يوما ما الإغريق، قبل أن تسلمه إلى السلطات المحلية.

ومثل هذا الاستثمار الأجنبي الكبير سيكون أمرا نادرا لليبيا، التي تشهد حالة من الفوضى والصراع منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.

وبنبرة متحمسة، قال صلاح الحاسي أحد المهندسين الرئيسيين للمشروع ورئيس فرع مصلحة الموانئ والنقل البحري بشرق البلاد في فيلته المتواضعة التي تحولت إلى مكتب إنه أكبر سفن الحاويات سيكون بمقدورها الرسو.

وقال عبد الله الحاسي، وهو مستشار لجويدري، إن عمق البحر الذي يصل إلى 40 مترا سيتيح لسفن الحاويات تحميل السلع على متن سفن أصغر تتجه إلى مدن ليبية أخرى وكذلك دول مجاورة مثل مصر وتونس لا تحوي موانئ مماثلة.

وتحتاج ليبيا بشكل عاجل إلى وظائف للشبان الذين ليس أمامهم إلا الانضمام للقطاع العام المتضخم أو حمل السلاح لكسب قوت يومهم. وتضررت ليبيا جراء القتال بين المجموعات المسلحة والانقسام بين حكومتين متنافستين.

وبخلاف النفط، لم تحقق ليبيا نجاحا يذكر في النشاط الاقتصادي حتى في استيراد الحليب. وقد يوفر الميناء 2500 وظيفة.

وقال مستشار جويدري إن الشركة تريد الفوز باستثمار محلي وأجنبي للمساعدة في التمويل وإنها ترغب في بدء البناء في أكتوبر تشرين الأول.

وقالت جويدري في رسالة عبر البريد الإلكتروني "من المتوقع أن يأتي تمويل مشروع ميناء سوسة من مصادر متنوعة، بما في ذلك وكالات دولية متعددة الأطراف، ومؤسسات مالية كبرى ومستثمرين في تمويل المشاريع العالمية لأن هذا المشروع هو شراكة بين القطاعين العام والخاص".

والشركة متخصصة بشكل تقليدي في حسم حالات الخطف وطلب الفدية، لكنها تتوسع حاليا في البنية التحتية.

ونقلت ليبيا هيرالد عن مايكل جويدري الرئيس التنفيذي للشركة قوله العام الماضي "ليبيا مكان موات للعمل والاستثمار في الوقت الحالي. لا أريد أن يكون الصين أو الروس في ليبيا أولا... أريد الحصول على موطئ قدم هناك الآن".

* إرث المخاوف

وبخلاف التمويل، هناك تحديات أخرى كبيرة.

في البداية، ما زالت ليبيا بحاجة إلى إصلاح طرقها التي تنتشر فيها الحفر وبناء بنية تحتية للسكك الحديدية.

وعلي سبيل المثال، الطريق من سوسة إلى المدينة التالية الكبيرة وهي البيضاء غير مناسب للشاحنات إذ أنه يلتف حول منحدرات حادة مع مناظر خلابة لمقابر صخرية رومانية لكن دون سياج.

كما يخشى البعض احتمال أن يدمر الميناء مواقع تاريخية قديمة.

وسوسة، بميناء الصيد الخامل بها إلى جوار أعمدة معبد تاريخي وأيضا بعض المواقع الأثرية التي تغمرها المياه، قريبة من مدينة القيروان الجبلية التي أنشأها الإغريق.

وقال أحمد حسين رئيس مصلحة الآثار في شرق البلاد إن لديه مخاوف حقيقية من هذا المشروع الذي يُبنى بالقرب من سوسة. ويخشى حسين من احتمال أن تتعرض آثار تعود إلى عصر البطالمة للتدمير إذا أدى الميناء إلى طريق ساحلي جديد يمتد من سوسة إلى بنغازي.

وللتغلب على بعض المخاوف، يقول مخططو المشروع إن الميناء سيُشيد على بعد خمسة كيلومترات خارج سوسة.

وهم يهدفون إلى أن تستغل ليبيا بشكل كامل موقعها المتميز على البحر المتوسط لتصبح مركزا تجاريا رئيسيا بين إفريقيا وأوروبا. وفي الوقت الحالي، فإن الشريط الساحلي الليبي أكثر شهرة في نقل المهاجرين غير الشرعيين.

وقال صلاح الحاسي إن ميناء سوسة سيكون بمقدوره مناولة بضائع من شرق آسيا وأوروبا وأمريكا إلى إفريقيا.

ودشن مسؤولون فكرة المشروع في 2012 حين بدت ليبيا متأهبة لإجراء انتخابات سلمية. ومنذ ذلك الحين، بدأ الوضع الأمني يتدهور على الرغم من أن شرق البلاد أكثر استقرار من الغرب.

وتدير حكومتان متنافسان شرق البلاد وغربها، رغم أنهما تتفقان على الحاجة إلى ميناء كبير جديد بالنظر إلى الحالة البالية للموانئ القائمة. وسيكون ميناء سوسة أعمق من مصراتة أكبر موانئ ليبيا والذي يوجد في منطقة حرة في الغرب.

وسيتولى الجيش الوطني الليبي المتمركز في الشرق والذي يقوده القائد العسكري خليفة حفتر توفير الأمن في البداية.

وعلى مدى ساعة، دافع الحاسي بحماس عن رؤيته في مواجهة مخاوف من أن الميناء قد يكون مشروعا آخر مرتفع التكلفة دون استخدام من بين الكثير من المشروعات المماثلة حول إفريقيا. وقال إن هذا الاستثمار سيغير العقلية الليبية.

ومال المواطنون الذين أجرت رويترز مقابلات معهم إلى الموافقة.

وقال سفيان العبيدي، وهو صياد وطالب يدرس الصيدلة يأمل في أن يوفر له مشروع الميناء مستقبلا مهنيا، إن الكثير من الشبان هنا لا يملكون وظيفة.

© Reuters. ليبيا تحلم بميناء عملاق في شرق البلاد الذي يحمل عبق التاريخ

(إعداد معتز محمد للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.