من أليسدير بال وجيمس ماكنزي
نيودلهي/إسلام اباد (رويترز) - قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إن بلاده ستطلق يوم الجمعة سراح طيار هندي أسقطت القوات الباكستانية طائرته هذا الأسبوع وذلك في إطار جهود نزع فتيل أزمة بين الجارتين النوويتين.
وقال خان أمام البرلمان في إسلام اباد يوم الخميس "سنطلق سراحه غدا كبادرة سلام".
يأتي هذا في وقت قال فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده تلعب دور وساطة سعيا لتهدئة الأجواء، وذلك بعد يوم من إعلان كل من البلدين عن إسقاط طائرات مقاتلة للبلد الآخر.
وأصبح الطيار، الذي قالت إسلام اباد إنه القائد بسلاح الجو أبهي ناندان، بمثابة وجه إنساني لأحدث تصعيد بعد الكشف عن مقاطع فيديو لعملية أسره ثم وهو رهن الاحتجاز.
وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي لقناة جيو تي.في إن من المتوقع أن يزور نظيره السعودي البلاد حاملا رسالة خاصة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي زار باكستان والهند هذا الشهر.
كان خان قد دعا إلى إجراء محادثات مع الهند لمنع خطر حدوث "سوء في التقدير" بين الجيشين اللذين يمتلكان أسلحة نووية.
وجاءت تصريحات قرشي بعد قليل من قول ترامب إنه يتوقع "أخبارا طيبة إلى حد ما" فيما يتعلق بالصراع بين الهند وباكستان.
وطالبت الولايات المتحدة والصين وقوى عالمية أخرى البلدين بضبط النفس مع تصاعد التوتر بعد أن تبادلا تنفيذ ضربات جوية في أعقاب تفجير انتحاري بسيارة ملغومة أوقع 40 قتيلا على الأقل من قوات الأمن الهندية في الشطر الخاضع للهند من إقليم كشمير يوم 14 فبراير شباط.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة تقوم بالوساطة بين الطرفين.
وأضاف في هانوي، بعد قمة ثانية جمعته بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، "كانا منطلقين وتدخلنا محاولين إيقافهما... نحن نتوسط محاولين مساعدتهما على الخروج من الأزمة".
وفي وقت سابق يوم الخميس قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يواجه انتخابات عامة خلال أشهر، أمام حشد من أنصاره إن الهند ستتحد في مواجهة أعدائها.
وأضاف، في أول تصريح له منذ إسقاط الطائرات أمس الأربعاء "يراقب العالم إرادتنا الجماعية. من الضروري ألا نفعل شيئا يسمح لعدونا بأن يشير إلينا".
* استمرار إطلاق النار
بينما كان ترامب يتحدث، قالت نيودلهي إن باكستان أطلقت قذائف مورتر على منطقة خاضعة للهند في الواحدة ظهرا تقريبا (0730 بتوقيت جرينتش).
وذكر بيان للجيش الهندي أن قوات من الهند وباكستان تبادلت أيضا إطلاق النار لأكثر من ساعة في منطقة بونتش في السادسة صباحا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللفتنانت كولونيل ديفيندر أناند "رد الجيش الهندي بقوة وفعالية".
لكن إطلاق النار كان أقل بكثير مقارنة بقصف المدفعية الذي تبادله البلدان أمس الأربعاء.
وقالت باكستان إن إطلاق النار بدأ ليل الأربعاء.
وقال مسؤول إداري في الشطر الذي تديره باكستان في بونتش يدعى شوكت يوسفزي "استمر إطلاق النار بشكل متقطع خلال الليل". وأضاف أن شخصا نقل إلى المستشفى بعدما أصيب بشظية.
وتعكف الهند على إقامة أكثر من 14 ألف ملجأ حصين للأسر التي تعيش قرب الحدود في ولاية جامو وكشمير، بهدف الحفاظ على سلامتهم بالقرب من منازلهم بدلا من إجلائهم من المنطقة.
وسلمت وزارة الخارجية الهندية مساء الأربعاء ملفا لباكستان قالت إن فيه تفاصيل عن معسكرات لجماعة متشددة تتخذ من باكستان مقرا ونفذت هجوم يوم 14 فبرابر شباط.
* قلق دولي
يمثل التصعيد الأخير تدهورا مفاجئا في العلاقات بين البلدين، فرئيس الوزراء الباكستاني تحدث في نوفمبر تشرين الثاني عن "إصلاح العلاقات" مع الهند.
وفي واشنطن حث البيت الأبيض "كلا الطرفين على اتخاذ خطوات فورية لعدم تصعيد الموقف".
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو في بيان إنه تحدث مع كل من وزيري خارجية الهند وباكستان وحثهما على "إعطاء الأولوية للتواصل المباشر وتجنب المزيد من النشاط العسكري".
ودعت الصين والاتحاد الأوروبي ودول أخرى أيضا إلى ضبط النفس. وقال وزير الخارجية الياباني يوم الخميس إن بلاده قلقة إزاء "الوضع المتدهور".
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان يوم الخميس إن وزير الخارجية وانغ يي تحدث بالهاتف مع نظيره الباكستاني قرشي وعبر عن "قلق عميق".
وطالبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مجلس الأمن الدولي بأن يدرج في قائمته السوداء مسعود أظهر زعيم جماعة جيش محمد المتشددة، التي تتخذ من باكستان مقرا والتي أعلنت المسؤولية عن هجوم يوم 14 فبراير شباط.
لكن من المرجح أن تلقى هذه الخطوة معارضة الصين.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)