من إلن فرنسيس
محافظة دير الزور (سوريا) (رويترز) - قال مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية يوم الخميس إنه تم العثور على مقبرة جماعية تحوي جثث عشرات الأشخاص الذين قتلهم تنظيم الدولة الإسلامية بينهم كثير من النساء في منطقة انتزعتها القوات من التنظيم مؤخرا.
وتستعد قوات سوريا الديمقراطية لاجتياح آخر جيب من الأراضي التي حكمها التنظيم في قرية الباغوز المحاصرة قرب الحدود العراقية. لكن العملية متوقفة مع سعي القوات المدعومة من الولايات المتحدة إلى إجلاء آلاف المدنيين.
وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني في تسجيل فيديو وزعه المركز الإعلامي للقوات يوم الخميس "نحن بعد أسبوع نعلن الانتصار الكامل على داعش".
وكان كوباني يتحدث في الفيديو لمجموعة من مقاتلي القوات بعد تحريرهم من قبضة التنظيم المتشدد.
ولم يتضح متى تم تسجيل الفيديو.
كانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت في وقت سابق من يوم الخميس تحرير 24 من مقاتليها المحتجزين لدى التنظيم.
والباغوز وهي منطقة صغيرة على الضفة الشرقية لنهر الفرات هي آخر منطقة مأهولة يسيطر عليها المتشددون الذي تكبدوا خسائر متتالية على يد مجموعة من الأعداء وطُردوا من معظم الأراضي التي كانت بحوزتهم.
وعلى الرغم من أن سقوط الباغوز سيمثل علامة فارقة في الحملة ضد الدولة الإسلامية إلا أن التنظيم ما زال يمثل تهديدا أمنيا مع استخدامه لأساليب حرب العصابات واحتفاظه ببعض الأراضي في منطقة نائية غربي نهر الفرات.
وقال عدنان عفرين القيادي في قوات سوريا الديمقراطية لرويترز إنه تم العثور على المقبرة الجماعية قبل أسبوع في منطقة من الباغوز أصبحت تحت سيطرة القوات ولا يزال يجري استخراج الجثث منها. ولم يتضح متى قتلوا.
وأضاف عفرين "طبعا هي موجود بها نساء ورجال، مقطوعين الرؤوس أو بها طلقات نارية طبعا هي حالات وفاة إما بقطع الرأس أو بطلقات نارية". وأضاف "لكن إلى الآن التحقيقات جارية، ولم يثبت إن كان هؤلاء يزيديين أم من ملة أخرى".
وتعرضت آلاف من نساء الأقلية اليزيدية في العراق للاسترقاق الجنسي من جانب المتشددين حينما اجتاحوا الحدود عام 2014 واستولوا على مساحات شاسعة من أراضي البلاد.
وقتل ما يربو على ثلاثة آلاف يزيدي في حملة وصفتها الأمم المتحدة فيما بعد بأنها إبادة جماعية مما دفع الولايات المتحدة لتنفيذ أول ضربات جوية ضد التنظيم المتشدد. وفر آلاف آخرون سيرا على الأقدام ولا يزال كثيرون منهم بعيدا عن ديارهم رغم مرور أكثر من أربع سنوات.
* كهوف وأنفاق
خرج نحو 40 ألفا من المنطقة الخاضعة لسيطرة التنظيم والآخذة في التناقص خلال الشهور الثلاثة الماضية مع سعي قوات سوريا الديمقراطية إلى القضاء على التنظيم. وقد تجاوز عدد الذين ما زالوا يتدفقون من الباغوز التقديرات الأولية.
وقال عفرين إن كثيرا ممن غادروا الباغوز كانوا مختبئين في الكهوف والانفاق. واضاف "بحسب المعلومات هؤلاء المدنيين كانوا جميعا في داخل الباغوز، كانوا بكهوف تحت الأرض".
وذكرت قوات سوريا الديمقراطية إنها تسعى لإجلاء المدنيين من الباغوز قبل اقتحامها أو إجبار من تبقى من المتشددين على الاستسلام. وتقول القوات إن معظمهم من الأجانب.
وذكر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن الباغوز كانت "مكدسة بالمدنيين والمسلحين أكثر مما كان متوقعا".
وقال الكولونيل شون رايان المتحدث باسم التحالف "كان التدفق خلال فترة الهدنة في المعركة صعبا على قوات سوريا الديمقراطية وتعاملوا مع كل شيء بشكل جيد...".
وذكر عفرين أن معظم المقاتلين الأربعة والعشرين الذين جرى تحريرهم يوم الخميس أسروا خلال حملة الدولة الإسلامية على دير الزور وتم إنقاذهم "بناء على معلومات، ومن قبل قوات عمليات خاصة من قوات سوريا الديمقراطية تقدمت فيها القوات وأخرجتهم".
وتعتقد القوات أن عدة مئات من المتشددين يتحصنون في الباغوز وهي مجموعة من القرى التي تحيط بها أراض زراعية على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وقال عفرين "إلى الآن لم نتفاوض مع داعش، ولم تأتنا رسالة رسمية أو بشكل غير رسمي بخصوص التفاوض، أو تسليم الأسرى، أو حول أي نقطة من التي ذكرناها، لكن في المستقبل احتمال أن يطلبوا التفاوض حول الاستسلام، لكن حتى الآن لم نتفاوض مع التنظيم، وليس هناك أي اتصال بيننا وبين تنظيم داعش".
وأضاف أن التنظيم لا يزال يحتفظ برهائن من المدنيين ومقاتلي القوات داخل الباغوز.
(إعداد سها جادو للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)