من إلن فرنسيس ورودي سعيد
محافظة دير الزور (سوريا) (رويترز) - قالت قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها تتوقع "معركة شرسة" مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين لا يزالون متحصنين في آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن المتشددين طُردوا من جميع الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها.
وتتأهب قوات سوريا الديمقراطية منذ عدة أسابيع لاقتحام آخر جيب للدولة الإسلامية في قرية الباغوز المحاصرة بالقرب من الحدود العراقية لكن العملية تعطلت بسبب جهود إجلاء آلاف المدنيين من هناك.
وقالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن ما لا يقل عن 84 شخصا، ثلثاهم أطفال، لاقوا حتفهم منذ ديسمبر كانون الأول وهم في طريقهم إلى مخيم الهول في شمال شرق سوريا الذي استقبل آلاف النازحين بعد خروجهم من الجيب الخاضع لسيطرة الدولة الإسلامية في الباغوز.
ويعد هذا الجيب، الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، آخر منطقة مأهولة لا تزال تحت سيطرة المتشددين.
وعلى الرغم من أن استرداد الباغوز يمثل نصرا كبيرا في الحرب ضد الدولة الإسلامية فإن التنظيم ما زال يشكل تهديدا أمنيا حيث يستخدم أساليب حرب العصابات ولا يزال يسيطر على بعض الأراضي في منطقة نائية غربي نهر الفرات.
وقال مصطفى بالي رئيس المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن متشددي الدولة الإسلامية لا يزالون متحصنين داخل المنطقة ولم يستسلموا وما زال هناك مدنيون أيضا داخل الجيب.
وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية تعتزم إجلاء مجموعة كبيرة أخرى من المدنيين يوم الجمعة.
وأضاف "ما رح نقتحم القرية ونعلنها محررة إلا إذا تأكدنا تماماً من خروج المدنيين. نتوقع معركة شرسة".
وقالت قوات سوريا الديمقراطية من قبل أن الكثير من المتشددين الذين غادروا الباغوز من المقاتلين الأجانب.
* تحرك متأني ومدروس
وغادر نحو 40 ألف شخص المنطقة التي يسيطر عليها المتشددون في الشهور الثلاثة الماضية بينما تسعى قوات سوريا الديمقراطية لطرد التنظيم المتشدد من الجيوب المتبقية تحت سيطرته.
وفاق عدد النازحين من الباغوز التقديرات الأولية بشأن عدد الموجودين بالداخل.
وصرح قائد في قوات سوريا الديمقراطية لرويترز يوم الخميس بأن الكثير من الأشخاص الذين غادروا الباغوز كانوا يختبئون في كهوف وأنفاق.
وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم قوات سوريا الديمقراطية إن القوات التي يقودها الأكراد تتبع منهجا "متأنيا ومدروسا" في الباغوز.
وقال الكولونيل شون رايان "إنهم يتعاملون مع عدة مشكلات ويحاولون تحقيق الاستقرار في المنطقة".
وأعلن التحالف في وقت متأخر يوم الخميس مقتل المتشدد الفرنسي فابيو كلان في الباغوز. وكان كلان سجل بصوته إعلان المسؤولية عن الهجمات التي وقعت في باريس في نوفمبر تشرين الثاني عام 2015.
ولم يذكر التحالف متي قُتل.
ويوجد نحو 2000 من القوات الأمريكية في سوريا يدعمون بشكل أساسي قوات سوريا الديمقراطية في معركتها ضد الدولة الإسلامية.
وأعلن ترامب في ديسمبر كانون الأول إنه سيسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا لأن تنظيم الدولة الإسلامية هُزم بالفعل وهو القرار الذي صدم حلفاء الولايات المتحدة وكبار مساعدي ترامب ودفع وزير الدفاع جيمس ماتيس للاستقالة. لكن البيت الأبيض تراجع بعد ذلك عن هذا القرار جزئيا معلنا بقاء نحو 400 جندي أمريكي في سوريا.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)