من رودي سعيد
الباغوز (سوريا) (رويترز) - قال قادة يوم الاثنين إن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية يتحركون ببطء داخل آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا للحيلولة دون وقوع خسائر في مواجهة نيران القناصة والألغام الأرضية.
وحلقت الطائرات الحربية فوق الباغوز التي تضم مجموعة من المنازل على ضفتي نهر الفرات عند الحدود مع العراق وحيث لا يزال يتحصن مقاتلون من الدولة الإسلامية. وتصاعدت أعمدة الدخان فوق المنطقة مع سماع أصوات اشتباكات على فترات متقطعة.
وإلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية في الباغوز سيكون علامة فارقة في الحرب على التنظيم المتشدد وستنهي سيطرته على أراض مأهولة في المنطقة الممتدة في العراق وسوريا والتي اتسعت رقعتها بشكل مفاجئ في 2014 وأعلن إقامة خلافة إسلامية عليها.
لكن التنظيم أظهر بالفعل أنه سيستمر كمصدر تهديد أمني قوي بشن سلسلة من الهجمات في البلدين.
وتسيطر قوى موالية للحكومة السورية على الضفة الأخرى لنهر الفرات في مواجهة الباغوز وتتمركز فصائل عراقية مسلحة على الحدود مما يقطع على المتشددين أي طريق سهل للهرب.
وقال عدنان عفرين القيادي بقوات سوريا الديمقراطية إن القوات المدعومة من الولايات المتحدة حققت "تقدمات بسيطة" منذ استئناف هجومها في وقت متأخر يوم الأحد، وقتلت وأصابت العديد من المقاتلين المتشددين.
واستمرت عمليات قوات سوريا الديمقراطية العسكرية يوم الاثنين تزامنا مع ضربات جوية للتحالف، لكن عفرين قال إن التقدمات بطيئة نظرا لأن القوات تريد إتمام العملية بأقل خسائر.
وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية حاولوا تنفيذ أربع هجمات انتحارية وعثرت القوات على مخزن للسلاح. وقتل أحد مقاتلي القوات وأصيب أربعة آخرون.
ولم تقدم القوات على شن هجوم شامل على مدى أغلب الأسابيع القليلة الماضية نظرا لخروج الآلاف من الباغوز ومن بينهم مقاتلون مستسلمون ومؤيدون للدولة الإسلامية ومدنيون وبعض أسرى التنظيم.
ولم يخرج المزيد من الناس بحلول مساء الأحد مما دفع قوات سوريا الديمقراطية إلى بدء هجومها.
* أوضاع صعبة
وداخل الباغوز، أظهرت لقطات لتلفزيون رويترز يوم الأحد الأوضاع الصعبة في أطلال دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم حيث انتشرت الخيام البدائية وتناثرت القمامة في منطقة مليئة بالقاذورات.
ووسط أشجار نخيل ورقع زراعية، كانت هناك سيارات يعلوها الصدأ وسط خيام بدائية الصنع. وتناثرت براميل بلاستيكية ومعدنية في المكان.
ونقلت قوات سوريا الديمقراطية معظم الفارين مما تبقى من حكم تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى الهول في شمال شرق سوريا حيث يعيش نحو 65 ألف شخص في مخيم تقول الأمم المتحدة إنه يسع لعشرين ألف شخص فقط.
وأثار دفاع الكثير من الفارين باستماتة عن الدولة الإسلامية، خاصة الأجانب منهم، تحديا أمنيا وقانونيا وأخلاقيا معقدا لقوات سوريا الديمقراطية ولحكوماتهم.
واتجهت الأنظار إلى هذه القضية يوم الجمعة بوفاة رضيع شاميما بيجوم الشابة البريطانية التي غادرت بلادها وهي صغيرة السن للانضمام للتنظيم المتشدد.
وقال جيرت كابيليري رئيس منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في مؤتمر صحفي ببيروت يوم الاثنين إن حوالي ثلاثة آلاف طفل من 43 دولة يعيشون في الهول، إلى جانب أطفال سوريين وعراقيين كثيرين، في ظروف "مأساوية للغاية".
وأضاف "منذ أول يناير 2019، هناك طفل يموت يوميا أثناء الفرار من الحرب على داعش".
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)