بيروت (رويترز) - تعهدت الحكومة السورية يوم الجمعة باستعادة هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل فيما أدان حلفاؤها وخصومها على حد سواء تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن الوقت حان للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.
وتمثل تصريحات ترامب تحولا جذريا في السياسة الأمريكية بشأن وضع المنطقة التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 ثم ضمتها عام 1981 في خطوة لم تحظ باعتراف دولي.
ووسط تصاعد الرفض للخطوة الأمريكية وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى بيروت يوم الجمعة بعد زيارة لإسرائيل. ومن المتوقع أن يصعد الضغوط على الحكومة لكبح نفوذ جماعة حزب الله المدعومة من إيران.
والإعلان هو الأحدث ضمن سلسلة خطوات أججت الغضب بين البلدان العربية وبعضها حليف لواشنطن.
وجاء بعد اعتراف الولايات المتحدة في ديسمبر كانون الأول 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو قرار أثار أيضا انتقادات دولية إذ أن وضع المدينة ما زال في قلب الصراع العربي الإسرائيلي.
وقالت روسيا حليفة الرئيس بشار الأسد في الحرب إن تصريحات ترامب تهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
ونددت إيران حليفة الأسد الرئيسية بالمنطقة بالتصريحات ووصفتها بأنها غير مشروعة وغير مقبولة.
كما انتقدت تركيا وهي حليفة لواشنطن وواحدة من خصوم دمشق، الخطوة وقالت إنها تدفع الشرق الأوسط إلى شفا أزمة جديدة وإنه لا يمكن السماح بإضفاء الشرعية على احتلال الجولان.
وعبرت دول مجلس التعاون الخليجي يوم الجمعة عن أسفها لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا في حرب عام 1967.
وقال عبد اللطيف الزياني الأمين العام للمجلس في بيان "إن تصريحات ترامب لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها اسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو 1967".
وأضاف "تصريحات الرئيس الأمريكي تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط".
وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تغريدة ترامب على تصريحاته التي جاءت "في وقت تسعى فيه إيران لاستخدام سوريا منصة لتدمير إسرائيل" ويقول محللون إن هذه التصريحات قد تساعد نتنياهو في خضم معركة حامية لإعادة انتخابه.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) قال مصدر في وزارة الخارجية إن تصريحات الرئيس الأمريكي "تؤكد مجددا انحياز الولايات المتحدة الأعمى" لإسرائيل لكنها "لن تغير أبدا من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا".
وقال المصدر "الشعب السوري أكثر عزيمة وتصميما وإصرارا على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطني السوري بكل الوسائل المتاحة"، مضيفا أن تصريح ترامب "لا مسؤول" ويعكس "ازدراء للشرعية الدولية".
وعادت الجولان التي سادها الهدوء لعقود، لتكون نقطة ساخنة في التوترات الإقليمية خلال الحرب السورية. وفي مايو أيار الماضي اتهمت إسرائيل الحرس الثوري الإيراني بإطلاق صواريخ على أراضيها من الجانب السوري من الحدود.
وشنت إسرائيل عددا كبيرا من الضربات الجوية على ما وصفتها بأهداف تدعمها إيران في سوريا وطالبت روسيا بإبقاء القوات المتحالفة مع طهران بعيدا عن الحدود.
وخضع الجانب السوري من الحدود لسيطرة مقاتلين من المعارضة لسنوات حتى استعادته القوات الحكومية في يوليو تموز.
* بومبيو يطرح المخاوف بشأن حزب الله
قال الاتحاد الأوروبي إن موقفه لم يتغير بشأن الجولان. وصرحت متحدثة باسم التكتل بأن "الاتحاد الأوروبي لا يعترف، كما يتماشى مع القانون الدولي، بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ يونيو 1967 بما فيها هضبة الجولان ولا يعتبرها جزءا من الأراضي الإسرائيلية".
وقالت الجامعة العربية التي جمدت عضوية سوريا في بداية الحرب إن تصريحات ترامب التي "تمهد لاعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي".
وقالت مصر في بيان يوم الجمعة إن هضبة الجولان السورية أرض عربية محتلة.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الجمعة أن باريس لا تعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان وأن الاعتراف به يتعارض مع القانون الدولي.
وتقول إسرائيل إن الحرب السورية أكدت ضرورة الاحتفاظ بالهضبة، الغنية بموارد المياه فضلا عن تربتها الخصبة، لتكون منطقة تفصل البلدات الإسرائيلية عن الاضطرابات في سوريا.
وفي لبنان، من المتوقع أن يطرح بومبيو المخاوف الأمريكية حيال تنامي دور حزب الله في الحكومة. وللجماعة ثلاثة وزراء وتسيطر مع حلفائها على أكثر من 70 من مقاعد البرلمان وعددها 128.
وقال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تغريدة على تويتر "هكذا يحضرون الأرضية لصفقة القرن. (العرب يجب أن يتصببوا عرقا، إنهم منقسمون ومجزئون ويعتقدون أن إيران تشكل تهديدا وجوديا عليهم).. هكذا يفكر ترامب. وهؤلاء الذين يعتمدون عليه في بقائهم سرعان ما سيختفون".
(شارك في التغطية علي عبد العاطي من القاهرة وعلى صوافطة من رام الله - إعداد سها جادو للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)