من نضال المغربي وران تساباري
القدس (رويترز) - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إن إسرائيل مستعدة لشن حملة عسكرية موسعة في قطاع غزة إذا لزم الأمر وذلك بعد اشتباكات عبر الحدود استمرت ليومين، مما سلط الضوء على سياساته الأمنية قبل أسبوعين على الانتخابات الإسرائيلية.
وفي غزة، أعلن منظمون خططا لمسيرة حاشدة يوم السبت على طول الحدود لإحياء ذكرى الاحتجاجات الأسبوعية التي يقول مسؤولون في قطاع الصحة في غزة إنها شهدت مقتل نحو 200 فلسطيني على أيدي القوات الإسرائيلية.
وشنت إسرائيل ضربات جوية ونقلت جنودا وتعزيزات مدرعة لحدود غزة هذا الأسبوع بعدما أسفر هجوم صاروخي فلسطيني من القطاع الذي يخضع لسيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن إصابة سبعة إسرائيليين في قرية إلى الشمال من تل أبيب يوم الاثنين.
وقال نتنياهو بعد زيارة الحدود مع قطاع غزة ولقاء قادة عسكريين إسرائيليين "ليعلم كل الإسرائيليين أنه إذا تطلب الأمر القيام بحملة شاملة فإننا سنقوم بها بقوة وأمان وبعد أن نستنفد كل الخيارات الأخرى".
ورغم الهدوء الذي ساد بعد وساطة مصرية، فإن الاستعدادات الأمنية الإسرائيلية تجاه غزة ستتعرض للاختبار مجددا أثناء مظاهرات حاشدة متوقعة يوم السبت.
وقال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن قوات الأمن الإسرائيلية ربما ارتكبت جرائم حرب باستخدام القوة المفرطة في الاحتجاجات. وتقول إسرائيل إن الاحتجاجات تستخدم كغطاء من قبل نشطاء لمهاجمة الحدود وإن هناك حاجة لاستخدام القوة المميتة لحماية البلدات الحدودية من التسلل.
وقال أرييه درعي الوزير بمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لراديو الجيش "الجيش سيلجأ إلى اليد الباطشة ضد أي شخص يحاول مواجهة قواتنا... لا أحد يلوم إسرائيل بعد ذلك".
واحتلت إسرائيل غزة في حرب عام 1967 وسحبت قواتها ومستوطنيها في عام 2005. وبعد عامين، تولت حماس، التي تدعو إلى تدمير إسرائيل، السلطة في القطاع. وخاضت إسرائيل ثلاث حروب ضد حماس في الفترة من 2007 إلى 2014.
ومنذ الحرب الأخيرة قبل خمس سنوات، تراجع الطرفان مرارا من شفا صراع كبير آخر. وباتت الاحتجاجات الحدودية الأسبوعية محورا للمواجهة.
ويقول الفلسطينيون إن الاحتجاجات ليست بلا جدوى رغم فشلها في تحسين الظروف المعيشية.
وقال خليل شاهين وهو من مخيم النصيرات للاجئين وقد قتل ابنه عماد عند السياج الحدودي "المسيرات حققت شيئا، احنا شرحنا لكل العالم القضية الفلسطينية ولكل الناس، وأظهرنا أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تموت".
وتدعو الاحتجاجات التي أطلق عليها اسم مسيرات العودة إلى حق الفلسطينيين في العودة إلى الأراضي التي فر منها آباؤهم أو أُجبروا على الفرار منها وإلى رفع الحصار الأمني الإسرائيلي الذي دفع اقتصاد غزة إلى شفا الانهيار.
* جيل بلا أمل
أشار تقرير للأمم المتحدة في ديسمبر كانون الأول عن الوضع الإنساني إلى أن 53 في المئة من سكان غزة يعيشون في براثن الفقر وإن 54 في المئة بلا عمل. وقال سامح السكني وهو محتج عمره 26 عاما إن هناك جيلا نشأ بلا أمل.
وقال السكني "احنا في عنا (عندنا) جيل التسعينات وما بعده لم يرى شيئا بالمرة، يعني جيل منه اللي تعب اربع وخمس سنين في الجامعة وآخريته ما بيلاقيش (لا يجد) شغل... احنا حتى الآن مش شايفين شي على العكس الحصار والخناق بيزيد".
والأمن قضية أساسية لنتنياهو في انتخابات التاسع من أبريل نيسان. ويواجه رئيس الوزراء المحاصر بمزاعم فساد تحديا انتخابيا قويا من ائتلاف ينتمي للوسط بزعامة جنرال سابق.
واختصر نتنياهو زيارته إلى الولايات المتحدة بعد إصابة سبعة إسرائيليين في هجوم صاروخي يوم الاثنين على قرية مشميريت التي تبعد 120 كيلومترا (75 ميلا) إلى الشمال من غزة. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 12 فلسطينيا أصيبوا في هجمات إسرائيلية لاحقة.
وتمثل المشاهد التلفزيونية لجيش متقدم يواجه حشود الشباب وأغلبهم مسلحون بالحجارة وقنابل حارقة بدائية الصنع محمولة على طائرات ورقية أو بالونات معضلة لحكومة نتنياهو.
وتشعر الحكومة بالقلق من الانزلاق إلى حرب جديدة في غزة. لكنها لا تستطيع أيضا أن تتجاهل توتر الإسرائيليين قرب الحدود، والذين يقولون إنهم يعيشون تحت تهديد مستمر من الصواريخ والطائرات الورقية الحارقة التي تنطلق عبر الحدود.
وقالت يفعات بن شوشان وهي أم إسرائيلية لطفلين من نتيف هاسارا على بعد مئات الأمتار من الحدود "ما حدث هنا خلال الاثني عشر شهرا الماضية كان جحيما".
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)