القاهرة (رويترز) - قالت شقيقتا الناشط المصري البارز علاء عبد الفتاح ومحاميه في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة إن السلطات أفرجت عنه بعد قضاء حكم بالسجن المشدد خمس سنوات.
ولعب عبد الفتاح، وهو مهندس برمجيات ومدون، دورا في تنسيق الاحتجاجات التي أسقطت الرئيس حسني مبارك في 2011 بعد 30 عاما في الحكم.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد عاقبته في فبراير شباط 2015 بالسجن المشدد خمس سنوات في قضية تظاهر دون إذن.
وكتبت منى سيف وسناء سيف شقيقتا عبد الفتاح في صفحتيهما على فيسبوك أنه أفرج عنه ونشرت إحداهما مقطع فيديو ظهر فيه وهو يداعب كلبا. كما كتب المحامي والمرشح الرئاسي السابق خالد علي في صفحته على فيسبوك "الحمد لله علاء عبد الفتاح في بيته" ونشر صوره أيضا لموكله.
وترجع القضية إلى مظاهرة نظمت أمام البرلمان بوسط القاهرة في نوفمبر تشرين الثاني عام 2013 احتجاجا على صدور قانون يحظر التظاهر دون إذن السلطات الأمنية، وهو القانون الذي قالت منظمات حقوقية دولية ومحلية إنه يقيد الحق في التعبير.
وعبد الفتاح، وهو في أواخر الثلاثينيات من العمر، أحد أبرز النشطاء الليبراليين الذين سجنوا بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في 2013 في أعقاب احتجاجات حاشدة على حكمه.
ويتضمن الحكم الذي صدر على عبد الفتاح خضوعه لمراقبة شرطية
مدة مساوية لمدة عقوبته تعقب الإفراج عنه. وقال علي لرويترز إن المراقبة تتطلب أن يقضي موكله الفترة من السادسة مساء إلى السادسة صباحا يوميا في قسم للشرطة.
ويقول قانونيون إن السجن المشدد يحرم المحكوم عليه من العفو عن جزء من مدة العقوبة. وقال علي إن عبد الفتاح قضى في السجن خمس سنوات كاملة بعد احتساب مدة الحبس الاحتياطي التي سبقت صدور الحكم.
وأظهر مقطع فيديو نشر في فيسبوك عبد الفتاح وهو يعانق أصدقاءه الذين كانوا في انتظاره عند الإفراج عنه.
وكانت محكمة النقض، أعلى محكمة مدنية في مصر، قد أيدت حكم محكمة الجنايات بسجن عبد الفتاح خمس سنوات بعدما اتهمته النيابة العامة بالتحريض من خلال الإنترنت على التظاهر أمام مبنى البرلمان.
ويقول نشطاء إن مصر تشهد منذ انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لولايته الأولى في عام 2014 أسوأ حملة على الحريات في تاريخها الحديث. ومنذ ذلك الوقت ألقي القبض على 60 ألف شخص على الأقل في قضايا متصلة بالسياسة بحسب تقديرات منظمة هيومن رايتس ووتش.
ونفى السيسي وجود أي سجناء سياسيين في البلاد ويقول مؤيدوه إن الإجراءات التي اتخذها ضرورية لإعادة الاستقرار بعد سنوات من الفوضى أعقبت انتفاضة 2011.
(تغطية صحفية لينا مصري ومحمد عبد اللاه وعمر فهمي إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير سها جادو)