بيروت (رويترز) - وردت أنباء يوم الأحد عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصا في قصف متبادل بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في شمال غرب سوريا، مما يزيد الضغط على وقف لإطلاق النار بالمنطقة توسطت فيه روسيا وتركيا.
وشمال غرب سوريا هو آخر معقل كبير لمعارضي الرئيس بشار الأسد الذين اضطر كثير منهم للتراجع بعد الهزائم العسكرية التي تعرضوا لها على يد القوات الحكومية بدعم من إيران وروسيا.
وكانت دمشق العام الماضي بصدد شن هجوم على الشمال الغربي، مما أثار مخاوف من كارثة إنسانية. وتأجل الهجوم بعدما أبرمت موسكو اتفاقا مع أنقرة شمل إقامة "منطقة منزوعة السلاح".
لكن الاتفاق واجه مصاعب في الأسابيع القليلة الماضية. فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 45 شخصا قتلوا في الأيام الخمسة الأخيرة فقط، وأن معظمهم سقط نتيجة للقصف الحكومي لمناطق المعارضة.
وأفاد المرصد الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا وقناة أورينت الموالية للمعارضة بأن سبعة أشخاص لقوا حتفهم يوم الأحد في القصف الحكومي لبلدة النيرب التي تسيطر عليها المعارضة. وذكرت خدمة للدفاع المدني على حسابها على تويتر أن ثلاثة آخرين قتلوا في سراقب الخاضعة لسيطرة المعارضة.
في غضون ذلك قالت وسائل الإعلام الحكومية السورية إن خمسة أشخاص قتلوا في بلدة مصياف الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وأشار وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة وإيطاليا واليابان يوم السبت "بقلق متزايد إلى تصاعد النشاط العسكري السوري في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب خلال الأسابيع القليلة الماضية" وفقا لما جاء في بيان صدر بعد اجتماع لمجموعة الدول السبع.
وتعهدت الحكومة السورية باستعادة السيطرة على منطقة الشمال الغربي التي تضم إدلب والمناطق المجاورة لها في محافظتي حماة وحلب.
وقالت دمشق الأسبوع الماضي إن حليفتها روسيا بدأت تشعر بأن صبرها قد نفد إزاء الشمال الغربي. لكن موسكو قالت لدمشق إن تركيا ما زالت عازمة على تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في سبتمبر أيلول.
ونشرت تركيا قوات في إدلب بموجب اتفاق مع روسيا وإيران. ويتمتع مقاتلون من جماعة تحرير الشام المتشددة بنفوذ في المنطقة.
وتقول الأمم المتحدة إن إدلب والمناطق المجاورة تؤوي نحو ثلاثة ملايين شخص نصفهم نزحوا إليها من أجزاء أخرى في سوريا بسبب الحرب.
وتسيطر القوات التركية على قطاع منفصل من الأراضي إلى الشمال من حلب حيث يتمركز مقاتلو الجيش السوري الحر المدعومون من تركيا.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير سها جادو)