من جون ديفيسون
الرميلان (سوريا) (رويترز) - قال رجل طاجيكستاني انضم لتنظيم الدولة الإسلامية إن أجانب كثيرين ممن انضموا لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم من جانب واحد في العراق وسوريا تعرضوا إما للسجن أو القتل أثناء محاولتهم الفرار.
وقال الرجل (28 عاما) الذي عمل ذات يوم سائق سيارة أجرة في موسكو إنه سلم نفسه لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في جيب الباغوز في شرق سوريا، آخر معاقل التنظيم المتشدد، بعد محاولته الهرب على مدار سنوات.
وحضر مسؤولون من قوات سوريا الديمقراطية الحديث الذي أجرته رويترز مع عبد الأحد رستم نزاروف وسجلوه وذلك في مركز تابع للقوات في الرميلان بسوريا. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة ما قاله.
وعرضت طاجيكستان العفو على الذين يتركون تنظيم الدولة الإسلامية ويعودون لديارهم بشرط ألا يكونوا قد ارتكبوا جرائم أخرى.
ويقول نزاروف إنه لم يقاتل قط في صفوف الدولة الإسلامية. وبدت أجزاء من روايته عن حياته متناقضة في حين توافقت أجزاء أخرى مع ما قاله آخرون عن تنظيم الدولة الإسلامية بما في ذلك نظامه القضائي الصارم وهزيمته في نهاية الأمر.
وقال نزاروف "سجنت ثلاث مرات لمحاولتي الهرب... أردت أن آتي لأرى الدولة الإسلامية بنفسي... ولمساعدة من تقمعهم الحكومة السورية.
"لكنني لم أكن أريد مبايعة دولة الخلافة".
وأضاف أن أغلب الرجال الأجانب الذين سافروا إلى سوريا كانوا ينقلون على الفور إلى الموصل في العراق للتدريب العسكري.
وتابع أن بعضهم رفض وعوقب. وتحدث عن قسم قضائي خاص بالدولة الإسلامية كان يتعامل مع الذين يحاولون الفرار أو يرفضون البيعة.
وقال "بعض الأصدقاء أعدموا... لأنهم لم يكونوا مستعدين للانتماء للدولة الإسلامية".
* محاولات الهرب
قال نزاروف إنه حاول الفرار إلى تركيا عبر الحدود مع سوريا. وأضاف أنه أجرى اتصالات مع السلطات في طاجيكستان لترتيب تسليم نفسه لها. وقال مسؤولون من وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة في طاجيكستان، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مصرح لهم بالتعليق، إن الوزارة والجهاز لم يتلقيا أي طلب من نزاروف.
ويقدر أن آلافا من دول آسيا الوسطى سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية منذ 2014 عندما أعلن التنظيم دولة الخلافة.
وطُرد التنظيم من جميع الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق في عام 2017 ومن الباغوز آخر جيب له في شرق سوريا الشهر الماضي.
وقال نزاروف إن بعض الأجانب ومنهم من دول آسيا الوسطى سلموا أنفسهم لكن أغلبهم قتلوا.
وتابع "كان هناك قناصة مدربون بين صفوف التنظيم جاءوا من الشيشان. وقتل أغلبهم في معارك، خاصة في الموصل، وبيجي والرقة".
وقال نزاروف إن مقاتلي التنظيم حاولوا منع الرجال من تسليم أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية في الباغوز، وكانوا يحبسونهم في سيارات ويطلقون النار عليهم عندما يهربون في نهاية المطاف.
وشملت حملة دعمتها الولايات المتحدة لإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من سوريا والعراق معارك عنيفة مع المتشددين خاصة في الموصل والرقة.
وقال نزاروف إنه التقى مرة مع جولمورود حليموف وهو قائد عسكري طاجيكي انضم للتنظيم، في مقهى للإنترنت في الموصل كان يرتاده المتشددون. وهو يعتقد أن حليموف قتل في إحدى المعارك.
وتابع أنه يريد لم شمله مع زوجته الحبلى وهي شيشانية موجودة الآن في مخيم الهول في سوريا حيث يقيم نحو 60 ألفا تمكنوا من الفرار أحياء من الباغوز. وقال "طفلاي الآخران كانا يتضوران من الجوع في الباغوز".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)