investing.com - على الرغم من عدم وجود مصارف فعلية في منطقة الملك عبد الله المالية، إلا أن التنمية الإقتصادية في المملكة العربية السعودية تجري على قدم وساق وتحظى بدعم الكثيرين بسبب الرؤية الإقتصادية الجديدة للمملكة والتحول الإجتماعي العصري لها.
ومن ضمن مظاهر هذا التحول الإجتماعي هو افتتاح عدد من المقاهي التي تبث الموسيقى الحية في الشهر الماضي في منطقة الملك عبد الله المالية، بالإضافة إلى افتتاح دار سينما قريبة من المنطقة مما يظهر حجم التطور الذي طال المنطقة.
في عام 2006، تم الإعلان عن بناء منطقة الملك عبد الله المالية بهدف أن تصبح مركزا للمصارف المحلية والأجنبية، ولكن المشروع المقدر تكلفته بنحو 10 مليار دولار تعرض للكثير من الانتقادات والتأخيرات بسبب كونه أشبه بمدينة أشباح ترفض الشركات الانتقال إليها.
وعندما أطلق ولي العهد محمد بن سلمان خطته للتحول الإقتصادي في عام 2016، وعد بإحياء المشروع مرة أخرى، وبالفعل بدأ بناء المنطقة وأصبحت على وشك الانتهاء، ولكن بدلا من أن تكون موجهة للقطاع المالي فحسب تم تغيير مفهومها لتشمل وحدات سكنية وأماكن ترفيهية مثل المقاهي ودور السينما في ظل تغير موقف المملكة الصارم اجتماعيا والاتجاه نحو تحول إجتماعي عصري.
وأوضح كبير المحللين في شركة "كنترول ريسك"، جراهام جريفيز، أن الحكومة السعودية اعترفت علنا بخطأها في اقتصار رؤيتها لمنطقة الملك عبد الله المالية كمركز مالي وتجاري فحسب، وبالنظر إلى حجم الاستثمارات الكبيرة فيها، كان من الطبيعي أن يتم إعادة توجيه المشروع ليشمل جوانب أخرى.
ويبقى السؤال المهم حول موقف الشركات الأجنبية من هذه المنطقة المالية، وهل ستتجه إليها أم لا لاسيما بعد حادث مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في السفارة السعودية باسطنبول في العام الماضي، والذي أبعد الكثير من المستثمرين عن السوق السعودي.
وقد ظهرت تكهنات عن وضع حوافز لإغراء الشركات الأجنبية مثل جعل المنطقة المالية منطقة خاصة بإعفاءات من التأشيرات واتصال مباشر مع المطار.
يذكر أن السعودية شهدت عودة بعض المستثمرين الأجانب إلى سوقها بعد قضية خاشقجي، إذ حصلت عملية بيع سندات شركة النفط الحكومية العملاقة "أرامكو" على طلبات مذهلة بقيمة 100 مليار دولار، كما قام الرئيس التنفيذي ل"جولدمان ساكس" بزيارة إلى المملكة مؤخرا.