💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

لبنانيون يحيون ذكرى الحرب الأهلية بمعرض (ذكرى وعبرة)

تم النشر 13/04/2019, 22:04
لبنانيون يحيون ذكرى الحرب الأهلية بمعرض (ذكرى وعبرة)

من ليلى بسام

بيروت (رويترز) - ارتمت الكاميرا في أحضان الحرب مجددا لكن لالتقاط العبرة من مرحلة كلفت اللبنانيين خسارة وطن في الحرب الأهلية التي اندلعت في 13 أبريل نيسان عام 1975 وانتهت عام 1990.

وفي (بيت بيروت) ذاك المبنى الواقع عند نقطة تماس ما تزال مزخرفة بآثار الحرب اختارت نقابة المصورين الصحفيين في لبنان أن ترفع صورها ضمن معرض حمل عنوان (ذكرى وعبرة) وذلك في ذكرى مرور 44 عاما على بدء الحرب الاهلية.

وكجريح حرب يخضع لعلاج مزمن تمددت الصور على جدران المبنى الذي بقي واقفا كشاهد عيان يروي زمنا انقسمت فيه المدينة إلى شطرين لتكون موعظة لكل من يكرر تجربة القتال.

وما تزال حكايات الحرب حية في أذهان اللبنانيين حيث ترتسم معالمها على (بيت بيروت) الواقع في منطقة السوديكو في منتصف العاصمة التي انشطرت بين شرقية وغربية آنذاك.

ويضم المعرض مئة صورة عن الحرب بالإضافة إلى مجسم يضم صفحات الجرائد التي صدرت في اليوم التالي بالإضافة الى نبذة عن المصورين الذين سقطوا ضحية الحرب.

وقال نقيب المصورين عزيز طاهر إن هدف هذا المعرض هو توجيه رسالة إلى الجيل الجديد بأن الحرب مؤلمة وأدت الى ضياع وطن. وأضاف طاهر "نحن جيل الحرب الذين تعبت عيوننا وعدساتنا من التقاط صور التشرذم والدمار والقتل والانقسام وصور الخطف والتهجير، وهذه الصور كي لا تتكرر التجربة مرة جديدة وهي عبرة لنا وللأجيال التي لم تعرف تلك الحرب وفظائعها".

وقال جمال السعيدي النقيب السابق للمصورين والذي أصيب خلال تغطيته لإحدى المعارك لرويترز إن "المعرض محاولة لإبقاء الذاكرة حية تنبض بذكرى مؤلمة سببت مآسي وخرابا طالت كل مناطق لبنان وكل شرائحه. كما أنه دعوة لأخذ عبرة مما جرى على مدى سنوات طويلة علنا نأخذ درسا من حروب الماضي ونسعى لبناء السلم الأهلي وننقي ذاكرتنا من جروح الحرب".

أما زوجته سمر عواضة فدعت طلاب المدارس والجامعات لزيارة هذا المعرض "ليروا أن الحرب لم تكن نزهة ولا مزحة".

أضافت "نحن الذين عشنا الحرب نعرف كم كان فيها قتل ودمار ووجع وعذاب وفي ناس انخطفت ومصيرها ما زال مجهولا حتى الآن. هناك 17 ألف مفقود وعشرات الآلاف من الجرحى. الجيل الجديد لا يعرف هذا الأمر. يجب دائما وكل سنة إقامة مشاريع مثل هذه للإضاءة على الحرب والصورة هي أكبر وثيقة تغني عن الكثير من المقالات والوثائق وتظهر الصورة الحقيقية للحرب".

وتلبية للدعوة حضر العديد من طلاب المدارس وتجولوا بين أروقة بيت بيروت مطلعين على البيت بحد ذاته والذي ما زال يحمل ندوب الحرب وعلى الصور المعلقة على جدرانه من جهة ثانية.

وقال الطالب في المرحلة الثانوية جو اليو شاعر لرويترز إن "الحرب كانت بالنسبة لي مثل لعبة كثير من الناس بتقوص (تطلق النار) والذي يحمي جيشه في الأول يربح. لكن إذا ما دخلنا إلى صلب ما حصل مع الشعب يعني نرى أشياء لم نكن لنتخايلها ولا مرة. صغار وكبار نراهم كلهم خائفون. وجديا هذا كثير شيء بشع والحمد لله أن الحرب لم تحصل على أيامنا. أتمنى الآن ألا يعيش جيلنا نفس الغلطة".

أما الطالبة كلوي نصار فقالت "نحن عادة عندما كانوا يخبروننا القصة كنا نمر عليها مرور الكرام وكنا نقول لهم أوك كان في حرب في السابق ولكن الآن بعد رؤية هذه الصور زادت مشاعر الخوف علي الخوف من المستقبل وأن لا نرجع نعيدها".

وخلال افتتاحه المعرض قال محافظ بيروت زياد شبيب إن بيت بيروت هو مكان ما زال يحمل في جسده جراح الحرب ويحفظ ذكريات مئة عام من تاريخ بيروت الحديث بما فيها مرحلة الحرب الأليمة حيث "كان المصورون الصحفيون جنودا مجهولين معلومين قاموا بأهم عمل توثيقي".

أضاف "تم اختيار ذكرى 13 (أبريل) نيسان لافتتاح هذا المعرض لأن في الذكرى عبرة أولا كما هو شعار هذا المعرض وثانيا لأن الجيل الحالي الصاعد في لبنان الذي لم يعرف مآسي الحرب وويلاتها عليه الاطلاع على ما وثقته عدسات المصورين في تلك المرحلة".

وتأسس (بيت بيروت) الذي كان يعرف بالبيت الأصفر عام 1924 من القرن الماضي حيث كان ملكا لعائلة بركات التي كلفت المهندس البارز يوسف أفندي أفطيموس بتشييده خلال الانتداب الفرنسي فاعتمد أفطيموس على الزوايا المفتوحة التي منحت غرف القصر جميعها إطلالة على الخارج من جميع الجهات. 

ومع بداية الحرب الأهلية استفادت القوى المتحاربة من الموقع الاستراتيجي للبيت الأصفر وهندسته المفتوحة على المدينة مما سمح لها باستخدامه منصة قنص .وقالت المدرسة ديانا يعقوب التي كانت تتجول مع طلابها في أرجاء المعرض إن هذا المبنى هو وثيقة لنا لنظهر لطلابنا تاريخ المدينة من جهة وتاريخ الحرب من جهة أخرى.

وقالت "الحرب لم تجر على الحجر ولكن على البشر أيضا. كم هو حجم الناس الذين تهجروا أو طردوا أو هاجروا أو قتلوا أو اعتقلوا أو فقدوا بسبب الحرب ومآسي الحرب. هذه الخطوة فقط لتعزيز مفهوم الانتماء عند التلامذة. هذا جيل صغير. إذا لم يفهم أن الأرض هي أنت، الأرض هي تاريخك، الأرض هي الشعب، الأرض هي الناس الذين قتلوا لكي نبقى نحن، لا يفهم كم هي مهمة الأرض".

(تغطية صحفية للنشرة العربية ليلى بسام من بيروت- تحرير أحمد صبحي خليفة) OLMEENT Reuters Arabic Online Report Entertainment News 20190413T190325+0000

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.