من فاتوس بيتيجي
بريشتينا (رويترز) - قالت الحكومة في كوسوفو إنها استعادت 110 من مواطنيها من سوريا يوم السبت، من بينهم متشددون ذهبوا إلى هناك للقتال في الحرب الأهلية، بالإضافة إلى 74 طفلا.
وبعد انهيار "الخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق تواجه عدة دول معضلة بشأن التعامل مع المتشددين وأسرهم الذين يريدون العودة لبلادهم.
وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في 2008 ونحو 90 بالمئة من السكان فيها مسلمون رغم أن أسلوب الحياة يتسم بالعلمانية إلى حد كبير.
وكان أكثر من 300 من مواطني كوسوفو قد سافروا إلى سوريا منذ 2012. وقُتل نحو 70 رجلا كانوا يحاربون في صفوف جماعات متطرفة.
وقال أبيلارد تاهيري وزير العدل في كوسوفو في مؤتمر صحفي "اليوم في الساعات المبكرة من الصباح نظمت عملية مهمة وحساسة استعادت فيها حكومة كوسوفو بمساعدة الولايات المتحدة 110 من مواطنيها من سوريا".
ولم يحدد تاهيري دور الولايات المتحدة في العملية لكن طائرة يحمل ذيلها صورة العلم الأمريكي شوهدت في منطقة الشحن من مطار بريشتينا أثناء تنفيذ العملية.
وقال المتحدث العسكري الأمريكي شون روبرتسون ردا على سؤال عن عودة متشددين لكوسوفو وعودة متشدد للبوسنة "جرى استخدام أصول أمريكية لدعم عملية التسليم هذه. الولايات المتحدة لم تحتجز مقاتلين أجانب في أي وقت". ورفض الإدلاء بالمزيد من التفاصيل متعللا بأسباب أمنية.
وقالت السلطات إن هناك أربعة متشددين من بين من عادوا وقد اعتقلوا على الفور. كما يضم عدد العائدين 32 امرأة و74 طفلا من بينهم تسعة دون والدين. وقال النائب العام إن لائحة الاتهامات بحق الأربعة المعتقلين ستعلن قريبا.
وبعد قضاء ساعات في المطار نقلت حافلتان النساء والأطفال تحت حراسة الشرطة إلى ثكنات للجيش خارج بريشتينا مباشرة.
وقالت الشرطة إن 30 مسلحا و49 امرأة وثمانية أطفال من مواطنيها ما زالوا في مناطق الصراع.
وقال تاهيري "لن نتوقف قبل أن نعيد كل مواطن من جمهورية كوسوفو لبلاده وكل من ارتكب أي جريمة أو كان عضوا في تلك المنظمات الإرهابية سيحاكم... لا يمكن أن نسمح لمواطنينا بأن يشكلوا تهديدا للغرب ولحلفائنا".
وحذرت وكالات أمنية دولية ومحلية من قبل من الخطر الذي يمثله المقاتلون العائدون. وأقرت كوسوفو في 2015 قانونا يعاقب بالسجن لفترة تصل إلى 15 عاما من يقاتل في صراعات خارجية.
وأشادت الولايات المتحدة بكوسوفو لاستعادتها مواطنيها ودعت دولا أخرى لتحذو حذوها.
وقالت السفارة الأمريكية في بريشتينا في بيان "ضربت كوسوفو بعملية استعادة (مواطنيها) مثالا مهما لكل الدول الأعضاء في التحالف العالمي لمحاربة الدولة الإسلامية والمجتمع الدولي لاتباعه. نحيي تعاطفهم بقبول عودة هذا العدد الكبير من المدنيين".
ولم يشن إسلاميون هجمات على أراضي كوسوفو على الرغم من أن أكثر من 100 رجل سجنوا أو وجهت لهم اتهامات بالقتال في سوريا والعراق. وأدين بعضهم بالتخطيط لشن هجمات في كوسوفو.
وقال الادعاء إنه يحقق مع 156 آخرين من المشتبه بهم.
وتقول الحكومة إن شكلا من التطرف الإسلامي جاء إلى البلاد من تنظيمات غير حكومية في الشرق الأوسط بعد انتهاء الحرب التي دارت في عامي 1998 و1999 للانفصال عن صربيا.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)