💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

أفغانستان تشعر بوطأة العزلة الاقتصادية لإيران

تم النشر 25/04/2019, 17:50
أفغانستان تشعر بوطأة العزلة الاقتصادية لإيران

من باباك دهقان بيشه وحميد شاليزي

جنيف/كابول (رويترز) - فر عبد الصبور من شظف العيش والاضطرابات في أفغانستان قبل ثلاثة أعوام مع زوجته وأطفاله الثلاثة وعثر على عمل في إيران المجاورة. لكنه لم يلبث أن عاد إلى دياره، على الرغم من أن الحياة لم تشهد أي تحسن هناك.

كان عبد الصبور يجني من عمله في متجر بقالة في مدينة أصفهان بوسط إيران نحو 280 دولارا في الشهر، وهو مبلغ يكفيه لإعالة أسرته. لكن قيمة الريال الإيراني هبطت العام الماضي وخفّض صاحب المتجر أجر عبد الصبور إلى أقل من 100 دولار شهريا.

وقال عبد الصبور (28 عاما) "الوضع الاقتصادي في إيران في غاية السوء. لقد انخفضت الأجور منذ العام الماضي والكثير من العائلات عادت إلى أفغانستان".

بدأ الأفغان في الانتقال إلى إيران بأعداد كبيرة بعد الغزو السوفيتي لبلادهم في عام 1979 واستمروا في الهجرة إلى هناك خلال عقود من الصراع بحثا عن فرص عمل. وساهمت الأموال التي كانوا يرسلونها إلى ذويهم في وطنهم في دعم الاقتصاد الأفغاني المتعثر.

وفي عام 2017، كان هناك ما يتراوح بين 2.5 مليون وثلاثة ملايين أفغاني في إيران، وفقا لتقديرات الحكومة الإيرانية التي أوردتها الأمم المتحدة.

وقد ينخفض هذا الرقم إلى النصف بحلول نهاية العام الحالي. فالمنظمة الدولية للهجرة قالت في يناير كانون الثاني إن أكثر من 770 ألف أفغاني غادروا إيران العام الماضي مع هبوط قيمة العملة، وإن 570 ألفا آخرين من المتوقع أن يلحقوا بهم هذا العام.

يتعرض الاقتصاد الإيراني لضغوط منذ أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات على إيران العام الماضي بعد الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين طهران وقوى عالمية.

وقال مسؤولون أمريكيون إن العقوبات تهدف إلى الضغط على إيران ودفعها إلى التفاوض بشأن برامج صواريخ وسياسات إقليمية يصفونها بالعدائية. لكن المنتقدين يقولون إن العقوبات تضر بالناس العاديين وتعزز وضع الحكام المتشددين.

وخسر الريال ما يقرب من 70 في المئة من قيمته العام الماضي قبل أن يتعافى قليلا، وهو ما أدى إلى تعطيل حركة التجارة الخارجية لإيران وساهم في ارتفاع معدل التضخم السنوي لأربعة أمثاله ليصل إلى نحو 40 في المئة في نوفمبر تشرين الثاني. وأدت تقلبات العملة والاضطرابات الاقتصادية إلى اندلاع احتجاجات متفرقة في الشوارع منذ نهاية 2017.

وذكر تقرير للمنظمة الدولية للهجرة في يناير كانون الثاني أن القفزة الكبيرة في عدد الأفغان العائدين من إيران العام الماضي كانت "مدفوعة إلى حد كبير بالمشاكل السياسية والاقتصادية التي شهدتها إيران في الآونة الأخيرة، ومن بينها الانخفاض الكبير في قيمة العملة".

وقال سعيد ليلاز، وهو محلل سياسي وخبير اقتصادي يعيش في طهران، إن الأفغان يمتهنون عادة الأعمال الشاقة التي تحتاج لعمالة كثيفة في إيران، ومن شأن رحيلهم أن يزيد من تكاليف الإنتاج.

* تحت ضغط

على مدى العام الأخير، سعى الكثير من الأفغان في إيران للحصول على المشورة بشأن العودة إلى ديارهم من مكتب آية الله العظمى محقق كابولي، وهو زعيم ديني أفغاني بارز يعيش في مدينة قم الإيرانية المقدسة، وفقا لمسؤول في المكتب طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية المسألة.

وقال المسؤول "مع انهيار قيمة الريال، أصبح البقاء في إيران صعبا جدا على المهاجرين الأفغان. فهم يعيشون تحت ضغط".

اتبع نعيم (18 عاما) خطى اثنين من إخوته الأكبر سنا، وجاء إلى إيران من أفغانستان عندما كان عمره عشر سنوات فحسب، لكنه سرعان ما تمكن من العثور على عمل في قطاع البناء في طهران.

كان العمل منهكا بشكل كبير وواجهت عائلته الصعاب خلال مزاولة تلك المهنة، إذ فقد أحد أخوته أربعة أصابع في حادثة بناء في طهران.

غير أنه ثابر وتحمل كونه يستطيع في إيران كسب أموال أكثر مما يمكنه كسبها في أفغانستان، وتمكن في نهاية المطاف من العمل حارس عقار في مجمع سكني متعدد الطوابق في طهران.

وفي العام الماضي، وفي الوقت الذي بدأ فيه الوضع الاقتصادي بإيران في التدهور، قرر أحد إخوته الكبار العودة إلى هرات في غرب أفغانستان بعد أن وجد نفسه غير قادر على إعالة زوجته وأولاده الستة.

وقال نعيم "زوجة أخي وأولاده كانوا يشعرون بالجوع وهذه العملة لم تعد لها قيمة، لذلك عادوا (إلى أفغانستان)".

ولدى عودته إلى أفغانستان، بدأ هذا الأخ العمل في قطاع الزراعة وتمكن من فتح متجر صغير في هرات بالمال الذي جناه في العمل. وهو الآن يحث أخاه نعيم على العودة من إيران، وهي خطوة ينوي نعيم وما يقرب من 150 من أصدقائه وأفراد عائلته اتخاذها في غضون شهرين.

وقال نعيم "نحن نعمل ونعمل، لأجل ماذا؟ يجب أن نعود".

لكنه قد يواجه مستقبلا ضبابيا فور عودته.

وتقول سارة كراجز، منسقة برامج المنظمة الدولية للهجرة في أفغانستان والتي تقيم في كابول "الفرص الاقتصادية في أفغانستان لم تعد موجودة. ليس الأمر أن هناك نقصا في الفرص في إيران وفرصا جديدة في أفغانستان. ففي الحقيقة، لا توجد فرص في أي من البلدين".

ولطالما سعى الأفغان إلى حياة أفضل في بلدان أخرى، ونقص فرص العمل في إيران قد يؤدي لزيادة أعداد الأشخاص الذين يحاولون التوجه غربا إلى أوروبا.

وقال تقرير للمنظمة الدولية للهجرة في يناير كانون الثاني إن الهبوط الأخير في حجم التحويلات المالية من إيران يؤثر بالفعل على اقتصادات أقاليم هرات وبادغيس وغور في أفغانستان.

ويجني عبد الصبور الآن نحو 130 دولارا في الشهر بالعمل في مطعم في هرات.

وقال "الحياة كانت أفضل كثيرا في إيران، ولكن منذ اندلاع الأزمة المالية، بات من الصعب البقاء، لذلك اضطررنا للعودة رغم كل المصاعب هنا".

وأضاف "كنت محظوظا ووجدت وظيفة، لكن هناك آلافا آخرين عاطلون عن العمل".

(إعداد أحمد السيد للنشرة العربية - تحرير عبد المنعم درار) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20190425T144957+0000

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.