طرابلس، 9 مايو/آيار (إفي): نددت منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية الخميس بالأوضاع غير الإنسانية التي يعيش فيها أكثر من ثلاثة آلاف من المهاجرين واللاجئين حاليا في الأراضي الليبية.
وأوضحت المنظمة الدولية في بيان صدر للصحفيين أن غالبية هؤلاء الأشخاص وصلوا إلى ليبيا فرارا من الحرب والبؤس في بلدانهم، مشيرة إلى أنهم في حاجة إلى حل كي لا يضطرون للتعويل على بدائل خطيرة.
وأضافت "يصل معظم هؤلاء الأشخاص إلى ليبيا هربا من الجوع والاضطهاد والفقر والنزاعات المسلحة ليجدوا أنفسهم محاصرين مرة أخرى في وضع مشابه لحالة بلدانهم في ظل المزيد من العنف والمواجهات الجديدة ونقص الغذاء والماء والرعاية الطبية والخدمات الأساسية الأخرى".
واندلعت الاشتباكات في 4 أبريل/نيسان الماضي في جنوب طرابلس، بعد أن أعلن الجنرال خليفة حفتر، الزعيم الليبي القوي، عن بدء حملة عسكرية للاستيلاء على العاصمة والسيطرة على مقار الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس.
ومنذ ذلك الحين، تتنافس الأطراف المتحاربة حول مطار طرابلس الدولي القديم في معركة قُتل فيها أكثر من 400 شخص وأصيب نحو ألف آخرين.
وأثر القتال أيضا على آلاف المهاجرين المحتجزين في مراكز توقيف مؤقتة في طرابلس، واضطرت المنظمة لتقديم رعاية طبية لبعضهم بعدما باتوا يعانون من اضطربات عقلية في ظل حالة الضغط واليأس التي باتت تؤثر عليهم.
وتحاول منظمات مثل "أطباء بلا حدود" نقل هؤلاء الأشخاص إلى أماكن أكثر أمانا في شمال المدينة.
يضاف إلى العنف الصعوبات ذات الصلة بالحصول على الوجبات الغذائية الأساسية والمياه، ما أصبح "أحد الشواغل الرئيسية للمنظمة الإغاثية.
وتؤكد "أطباء بلا حدود" على أنه يجب إجلاء جميع اللاجئين والمهاجرين الموجودين في مراكز الاحتجاز بطرابلس على الفور إلى خارج البلاد.
وقالت المنظمة إن "هذا الإجلاء الإنساني العاجل لا يمكن تنفيذه إلا إذا وفرت دول آمنة مثل إسبانيا ودول أعضاء أخرى في الاتحاد الأوروبي ملاذا لهؤلاء الأشخاص الذين ليس لديهم بديل آخر للبحث عن السلامة".
وتابعت "يجب على أطراف النزاع ضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، ويجب احترام وحماية العاملين في المجالين الطبي والإنساني في جميع الظروف". (إفي)