💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

المسلمون خائفون ومستاءون من تزايد الانقسام العرقي في سريلانكا

تم النشر 11/05/2019, 15:43
محدث 11/05/2019, 15:45
© Reuters. المسلمون خائفون ومستاءون من تزايد الانقسام العرقي في سريلانكا

من أ. أناناثالاكشي ورانجا سريلال

راثماليايا (سريلانكا) (رويترز) - تقول ن.ك. ماسيليا إنها كانت تتردد على عيادة طبية في حي سكني بقرية راثماليايا في شمال غرب سريلانكا منذ خمس سنوات، ودائما كانت ترتدي عباءة سوداء.

لكن عندما توجهت إلى العيادة بعد نحو ثلاثة أسابيع من التفجيرات التي نفذها إسلاميون متشددون وأودت بحياة 250 شخصا في كنائس وفنادق بأنحاء البلاد، تغير الوضع وفق قولها.

قالت ماسيليا البالغة من العمر 36 عاما إنها كانت تقف في صف مع ابنتها البالغة من العمر خمسة أعوام عندما طلبت منها ممرضة خلع العباءة قائلة "ماذا لو فجرتينا بقنبلة تحملينها؟"

وتقول جماعات مسلمة إنها تلقت عشرات الشكاوى من أنحاء سريلانكا عن مسلمين تعرضوا لمضايقات في عملهم بما في ذلك في مكاتب حكومية ومستشفيات ووسائل النقل العام منذ تفجيرات عيد القيامة.

وألقت الحكومة مسؤولية التفجيرات على جماعتين متشددتين محليتين. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن الهجمات.

وفي مدينة نيجوبو، حيث قُتل أكثر من مئة شخص في كنيسة سانت سيباستيان خلال قداس عيد القيامة، قال كثير من اللاجئين الباكستانيين إنهم فروا بعد تهديدات بالثأر من سكان.

ويبدو الآن أن الغضب من المسلمين ينتشر. ووقع اشتباك عنيف يوم الأحد بين سكان مسلمين ومسيحيين بعد خلاف مروري.

قال جيهان بيريرا من المجلس الوطني للسلام وهي جماعة غير حزبية "الشكوك تجاههم (المسلمون) يمكن أن تزيد ويمكن أن تقع هجمات في الأحياء... سيكون ذلك خطيرا".

وعزز من الشعور بعدم الثقة حظر النقاب وتفتيش المنازل الذي تجريه قوات الأمن في الأحياء التي تقطنها أغلبية مسلمة في أنحاء البلاد.

وتقول الحكومة إنها على دراية بالتوترات بين الطوائف المختلفة وتراقب الوضع عن كثب.

وذكر نالاكا كالويوا المدير العام لدائرة المعلومات الحكومية لرويترز "تجري الحكومة حوارا مع كل الزعماء الدينيين والمحليين" مضيفا أنه تم تشديد إجراءات الأمن في أنحاء البلاد لتجنب التوترات الطائفية.

* المتشددون البوذيون

يمثل المسلمون قرابة 10 في المئة من سكان سريلانكا وعددهم 22 مليونا وأغلبهم بوذيون. وعانت الدولة الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي من حرب أهلية استمرت عقودا بين انفصاليين من أقلية التاميل وأغلبها من الهندوس والحكومة التي يهمين عليها السنهال البوذيون.

وسحقت الحكومة التمرد قبل نحو عشر سنوات.

وفي السنوات القليلة الماضية، أذكى المتشددون البوذيون بقيادة منظمة (بودو بالا سينا) أو القوة البوذية العداوة ضد المسلمين قائلة إن التأثيرات القادمة من الشرق الأوسط جعلت مسلمي سريلانكا أكثر تحفظا وعزلة.

والعام الماضي، دُمر العشرات من المساجد والمنازل والمشاريع التجارية المملوكة لمسلمين في أعمال شغب لجموع من البوذيين استمرت ثلاثة أيام في كاندي وهي منطقة مرتفعة في وسط البلاد كانت تعرف بتنوعها وتسامحها.

واندلع العنف في كاندي بسبب هجوم على سائق شاحنة بوذي من قبل أربعة رجال مسلمين بعد نزاع مروري. وتوفي السائق لاحقا متأثرا بجراحه.

وقال ديلانثا فيثناجي الرئيس التنفيذي لمنظمة القوة البوذية إنه في الوقت الذي فشلت فيه الحكومات السريلانكية المتعاقبة في معالجة ما أسماه بتصاعد التطرف الإسلامي فقد يضطر السريلانكيون إلى القيام بذلك بأنفسهم.

وأضاف لرويترز "هذا خطر أكبر بكثير من النزعة الانفصالية للتاميل".

وقال روان وييجوارديني الوزير في وزارة الدفاع السريلانكية لرويترز إن الحكومة تتخذ إجراءات لكبح التطرف لكنه أقر بأن التوترات الطائفية تمثل مبعث قلق كبير.

* مقاطعة متاجر المسلمين

في باتيكالوا، وهي مدينة في شرق البلاد ذات أغلبية مسيحية وهندوسية وهاجم فيها انتحاري من بلدة مجاورة كنيسة إنجيلية ضمن هجمات عيد القيامة، دعت مجموعة من التاميل لمقاطعة المتاجر التي يديرها المسلمون.

وبلدة كاتانكودي المجاورة ذات الأغلبية المسلمة هي مسقط رأس الداعية زهران هاشم، المزعوم أنه الرأس المخطط لهجمات عيد القيامة، والانتحاري الذي استهدف كنيسة في باتيكالوا.

وذكر منشور مكتوب بالحبر الأحمر وزعته جماعة تحمل اسم (شباب التاميل، الإقليم الشرقي) "إن كنتم تتحلون بأي كرامة امتنعوا عن الشراء من متاجر المسلمين".

وقال عضوان في هذه الجماعة فقد كلاهما أقارب في التفجير لرويترز إن السخط يتصاعد منذ أعوام ضد سكان كاتانكودي.

وقال أحدهما طالبا عدم ذكر اسمه "كانوا دائما عدائيين نحونا ولا يأكلون من متاجرنا... إذا كانوا يريدون عزل أنفسهم، فلنفعل نحن ذلك".

وقال محمد خليل نائب رئيس رابطة التجار في باتيكالوا إن العمل تراجع في نحو 250 متجرا يملكهم مسلمون في المدينة وسيضطر بعضها للإغلاق ما لم تنتعش المبيعات.

* تحذيرات مسبقة

يتزايد الاستياء أيضا بين المسلمين لأنهم يعتقدون أن مجتمعهم مستهدف بشكل جائر، مع أن الحكومة تلقت تحذيرات مرارا من احتمال وقوع هجمات.

وتقول الحكومة إنها تلقت تحذيرات مسبقة من هجمات وشيكة على كنائس لكن لم يتم تشارك التحذيرات بين الوكالات وأقرت بحدوث خطأ.

وقال قادة المجتمع المسلم أيضا إنهم حذروا السلطات مرارا وعلى مدى سنوات بشأن زهران، الذي يقال إنه العقل المدبر للهجمات.

وقال ميلهان وهو من سكان بلدة بوتالام بشمال غرب البلاد "كانت الحكومة على علم بشأن التفجيرات ومع ذلك لم تتخذ أي إجراء. لكن بمجرد حدوثها يستهدفوننا نحن الأبرياء. هذا ليس عدلا".

وقال عبد الله، وهو داعية مسلم في بوتالام أحجم عن ذكر اسمه كاملا، إن التمييز سيزيد عزلة المسلمين ويجعلهم مهددين بشكل أكبر.

وأضاف "القيام بذلك سيزيد فقط من التطرف، ولن ينتهي. هذا ما حدث مع التاميل".

© Reuters. المسلمون خائفون ومستاءون من تزايد الانقسام العرقي في سريلانكا

(إعداد وتحرير علا شوقي وسها جادو ومروة سلام ودعاء محمد للنشرة العربية)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.