💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مقاتلو طالبان صحفيون أيضا في الحرب الإعلامية في أفغانستان

تم النشر 12/05/2019, 16:22
محدث 12/05/2019, 16:25
© Reuters. مقاتلو طالبان صحفيون أيضا في الحرب الإعلامية في أفغانستان

من عبد القادر صديقي وروبام جين

كابول (رويترز) - يبدأ ذبيح الله مجاهد كبير المتحدثين باسم حركة طالبان ورئيس تحرير نشرتها الإخبارية اليومية يومه بجمع التقارير عن أعمال القتال الليلية مع القوات الأمريكية والأفغانية.

ويقول مجاهد إنه يدفع بفريق الكتاب العاملين معه لتقصي حقائق ما يرسله بعض مقاتلي الجماعات الإسلامية المتشددة يعملون أيضا كصحفيين في أقاليم البلاد البالغ عددها 34 إقليما.

ويتولى هؤلاء الكتاب إعداد البيانات الصحفية بخمس لغات وجمع مقاطع الفيديو والصور التي تم التقاطها بالهواتف المحمولة.

ثم يعتمد رئيس التحرير الصياغات النهائية للتقارير التي تسلط الضوء على ما تحققه الحركة من انتصارات في حربها الرامية لإسقاط الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وذلك قبل أن ينشرها متخصصون في تكنولوجيا المعلومات يعملون خارج البلاد.

ويقول بعض الصحفيين الأفغان إن دقة هذه التقارير متفاوتة ويتهمها معارضوها بنشر "أخبار كاذبة".

وبرز النشاط الإعلامي لحركة طالبان كسلاح رئيسي في حرب المعلومات التي تسبق فيها الحركة في بعض الأحيان الحكومة المدعومة من الغرب وشركاءها الأمريكيين.

وفي الشهر الماضي على سبيل المثال سارعت حركة طالبان إلى نفي التورط في هجوم انتحاري على وزارة الإعلام في كابول تم تحميل تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته وفي الوقت نفسه كانت المعلومات التي نشرتها الحكومة أبطأ.

ويقول المتحدث باسم طالبان إن الحركة وسعت نطاق نشاطها الإعلامي مع انتعاش وتيرة المحادثات المباشرة بين مفاوضيها والولايات المتحدة حول إنهاء الحرب في أفغانستان في الأشهر الأخيرة. وفي كثير من الأحيان تكون الحركة أسرع من المسؤولين الأمريكيين في نشر بياناتها. واختتمت الحركة الجولة السادسة من المحادثات في قطر يوم الخميس الماضي.وقال مجاهد "أيا كانت التطورات التي تحدث خلال محادثات الدوحة فنحن نطلع الصحفيين عليها" مضيفا أن الرسالة موجهة للداخل والخارج.

* الوجود على الإنترنت

يقول مجاهد وزميله قاري يوسف أحمدي، وهما المتحدثان باسم طالبان في أفغانستان إن لديهما تفويضا للتعامل مع الصحفيين وإصدار البيانات والتغريدات. وهما يردان في العادة على الرسائل النصية والصوتية من مراسلي رويترز المقيمين في كابول في غضون الساعة.

ورغم أنه لا يمكن التحقق من مكان إقامتهما فهما يستخدمان أرقام هواتف أفغانية لاستعمال تطبيق واتساب. ويستخدم الاثنان أسماء حركية خصصتها لهما قيادة الحركة.

وقال مجاهد الذي يبلغ عدد متابعيه 42 ألفا على تويتر لرويترز في مكالمة هاتفية "لسنا مخولين الكشف عن أسمائنا الحقيقية. ويستخدم الاسمان الحركيان للحفاظ على الاتساق".

وفي 2011 بدأت قيادة طالبان نشر تغريدات بانتظام على تويتر وذلك في خطوة مفاجئة من جانب الحركة المتشددة التي جاء وقت كانت تحرّم فيه معظم أشكال الترفيه الحديثة.

وتتواصل الحركة الآن على تطبيقات التراسل واتساب وفايبر وتلجرام باللغات الإنجليزية والباشتو والدارية والعربية والأُردية.

وقال مجاهد "نحن ندرك أهمية نشر المعلومات عن جهادنا وتصميمنا على إعادة تأسيس الإمارة الإسلامية في أفغانستان".

ويقول مجاهد إنه يحصل على مرتب شهري قدره 14 ألفا أفغاني (180 دولارا) بالإضافة إلى 128 دولارا لتغطية مصاريف الإنترنت والهاتف المحمول.

وأضاف "الآن يسعى دبلوماسيون كثيرون من دول مختلفة لعقد لقاء مع قادتنا ومتابعتنا على وسائل التواصل الاجتماعي".

وتابع "بعد 17 عاما من الكفاح نحقق النصر في الحرب الفعلية والحرب الرقمية على الكفار والنظام الألعوبة الذي أقامه الأمريكيون لحكم أفغانستان‭‭‭‭"‬‬‬‬.

ويختلف المسؤولون الأفغان والغربيون مع مجاهد في الرأي، ويقولون إن القوات الحكومية وحلفاءها العسكريين يلحقون خسائر فادحة بصفوف طالبان في ساحة المعركة ويواصلون شن ضرباتهم الجوية لتدمير معسكراتها. ويعتبر هؤلاء العملية الإعلامية لدى طالبان تشويها للمعلومات.

وقال الكولونيل نوت بيترز المتحدث باسم قوات الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان والذي يتابع بيانات طالبان عن كثب "مزاعمهم الزائفة وتقاريرهم المبالغة بلغت أسلوبا منافيا للعقل دون أدنى شك".

وأضاف "من الواضح أنهم يحاولون تعزيز ثقتهم بأنفسهم في الوقت الذي يموت فيه مقاتلوهم بأعداد كبيرة".

ومنذ أكتوبر تشرين الأول عقدت الولايات المتحدة وطالبان محادثات تهدف للتمهيد لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل ضمان من الحركة ألا تستخدم البلاد قاعدة لشن هجمات في الخارج.

وفي الأشهر الأخيرة، رفضت حركة طالبان مرارا دعوات لإعلان وقف إطلاق النار بل وكثفت هجماتها على القوات الأفغانية والمقار الحكومية.

* غرفة أخبار طالبان

قال صحفيون أفغان يتولون تغطية أخبار طالبان منذ التسعينيات قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي إن الحركة كانت ترسل منشورات مكتوبة بخط اليد وتقارير إخبارية إلى الصحفيين الأفغان المقيمين في باكستان وأفغانستان.

وقال جاويد هميم كاكار وهو من كبار محرري وكالة باجووك الأفغانية، أقدم وكالات الأنباء الخاصة في البلاد، إن الحركة أقامت منذ ذلك الحين شبكة معقدة لنشر الأخبار.

لكنه أضاف أن نزوعها لتضخيم أرقام الخسائر البشرية يقوض مصداقية أخبارها.

ففي أبريل نيسان على سبيل المثال قالت طالبان إن مقاتليها نفذوا هجوما ناجحا على قاعدة باجرام أكبر القواعد الجوية الأمريكية في أفغانستان على بعد 50 كيلومترا تقريبا شمالي كابول قالت فيه إن عشرات سقطوا بين قتيل وجريح.

ونفى مسؤولون أمريكيون في كابول وقوع الهجوم.

وقال كاكار "إذا أرسلت لهم استفسارا يردون بسرعة كبيرة لكن الدقة تظل موضع شك. الدعاية جزء من المعركة وطالبان بارعون جدا فيها".

ويقر مجاهد وأحمدي بوجود أمثلة عديدة نشروا فيها مزاعم لم تتأكد عن وقوع هجمات وإن بعض المقاتلين يقدمون أحيانا روايات مبالغ فيها.

وقال أحمدي "ثمة مزاعم أن إعلامنا مليء بنزعة للإثارة وتلميع الصورة لكننا لا نحيد عن الحق قط. نحن نصحح الخطأ على الفور".

وفي كثير من الأحيان توجه للحكومة اتهامات بالمبالغة في التقارير الواردة من ساحة المعارك وسلم مسؤول كبير في وزارة الدفاع بأن الحكومة كثيرا ما تقلل أعداد الخسائر البشرية في صفوف القوات الأفغانية وتسارع بإعلان أرقام من تقول إنها قتلتهم من رجال طالبان.

ولا يوجد تأكيد مستقل لأرقام أي من الجانبين الأمر الذي يجعل التحقق بالكامل من الوضع على الأرض مستحيلا.

وقد بدأ النشاط الإعلامي لحركة طالبان من مكتب صغير في كابول عندما كانت الحركة تحكم البلاد من 1996 إلى 2001 وتوسع نشاطه منذ الإطاحة بها وأصبحت ميزانيته الآن 25 مليون أفغاني (323 ألف دولار).

وتنشر الحركة الآن ست مجلات بلغات الباشتو والدارية والأردو والعربية كما تنشر على الإنترنت تقارير إخبارية على عشرة مواقع إلكترونية بخمس لغات بالإضافة إلى مواقع أصغر تتيح الإرشاد الديني ومقاطع الفيديو وأشعار الحرب التي ألفها المقاتلون.

وقال أحمدي الذي درس العلوم الدينية "رغم التهديدات نحن ندير الآن مكتبا إعلاميا كفؤا".

(الدولار = 77.8000 أفغاني)

© Reuters. مقاتلو طالبان صحفيون أيضا في الحرب الإعلامية في أفغانستان

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.