💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

صياد فلسطيني يتشبث بحلم العودة إلى منزله في يافا

تم النشر 14/05/2019, 15:26
© Reuters. صياد فلسطيني يتشبث بحلم العودة إلى منزله في يافا

من نضال المغربي

غزة (رويترز) - يتطلع صياد عجوز في غزة إلى البحر المتوسط من على مقعد كُتبت عليه كلمة واحدة.. يافا.

ويأتي محمود العاصي كثيرا إلى هذا المقعد الأزرق. ويوجد أكثر من 120 من مثل هذه المقاعد الإسمنتية ذات الألوان الزاهية على شاطئ غزة وكُتب على كل منها اسم مدينة أو قرية كانت في فلسطين قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948.

وتحمل هذه المقاعد أسماء بالعربية لمدن مثل بئر السبع وعكا وتل الربيع التي أصبحت تدعى تل أبيب وجميعها تقع الآن في إسرائيل.

ويأتي العاصي (73 عاما) بانتظام للجلوس على المقاعد المطلة على البحر مثله في ذلك مثل الكثيرين من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.3 مليون لاجيء لإيجاد شكل من أشكال الصلة الوجدانية بالمدن التي تركتها عائلاتهم أو أجبرت على تركها.

ويأتي العاصي إلى المكان خصيصا مع اقتراب يوم 15 مايو أيار حيث يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة والهزيمة في حرب عام 1948 التي أذنت بقيام دولة إسرائيل.

وترك العاصي يافا قبل قرابة سبعة عقود لكنه ما زال يسميها "بيتي".

ويطالب العاصي بحق العودة إلى وطنه السابق مثله مثل الكثير من اللاجئين الفلسطينيين. إلا أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ترفض مثل هذا الحق خشية أن تفقد الدولة أغلبيتها اليهودية.

وتحدث العاصي لرويترز وهو ينظر للمياه التي حملته إلى بر الأمان عندما وضعه والده الصياد وتاجر الموالح في قارب مع أشقائه السبعة للإبحار جنوبا من يافا إلى غزة عام 1950.

وقال "ولا عمري فقدت الأمل حتى لو بعد ما أموت".

وبعد وصوله إلى غزة لبدء حياة جديدة حملت المياه نفسها سبيلا لكسب الرزق وتربية أبنائه الثمانية عشر.

وفر اثنان من أشقاء العاصي إلى لبنان حيث عاشا وماتا كلاجئين.

وفي يافا، تذكر عطا العاصي (85 عاما)، وهو صياد آخر وأحد مواطني إسرائيل من العرب، سيطرة القوات الإسرائيلية على المدينة في 1948 وفرض حظر التجول وإقامة "سجن مفتوح" لمدة عام ببناء سياج حول الحي الذي كان يقيم فيه.

وقال عطا الذي ينتمي إلى عائلة العاصي مثل محمود في غزة "باتذكر في 1948 لما الناس تهجروا أبوي حكى لأعمامي وقال لهم ما تطلعوش من هنا (يافا)".

وأضاف عطا الذي بدأ حياته كصياد يوم سقوط السياج "قال لهم ما تطلعوش لأنه أفضل مكان نظل فيه هو هنا لكنهم ما سمعوش ورحلوا على لبنان".

وفي أوائل السبعينيات عندما كانت الأمور أكثر هدوءا ولم تكن إسرائيل تحكم إغلاق القطاع بنقاط التفتيش والجدران الإسمنتية والأسلاك الشائكة، استطاع العاصي الصياد في غزة قطع مسافة 60 كيلومترا شمالا على ساحل البحر المتوسط وزيارة موطنه في يافا.

ورأى العاصي منزل عائلته الذي لم يكن مكتملا وقد اكتمل وأصبح مأهولا لكنه لم يستطع حمل نفسه على طرق الباب لمعرفة من يعيشون فيه.

وقال "بيتنا في يافا كان جنب البحر، ولا شيء وما في ولا عمارة كانت تفصلنا عن البحر... أنا باتذكر الجامع الصغير وباتذكر الميناء".

وأضاف "ما عرفت إذا كان اللي سكنوه يهود ولا ناس تانية، ما قدرتش أدخل، ما تحملتش.

"شعرت أني مكسور، ما قدرتش أدخل البيت، كيف يكون بيتك وأنت مش قادر توصله صح. أنا بكيت".

© Reuters. صياد فلسطيني يتشبث بحلم العودة إلى منزله في يافا

ويقول مؤرخون فلسطينيون إن أربعة آلاف فلسطيني فقط ظلوا في يافا من بين نحو 120 ألفا كانوا يعيشون في المدينة قبل أن تصبح جزءا من إسرائيل.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.