سان بطرسبرج/موسكو (رويترز) - عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس عن أمله في أن يعمل رئيس وزراء بريطانيا القادم على تحسين العلاقات بين البلدين من خلال طي صفحة قضية تسميم جاسوس روسي سابق في إنجلترا العام الماضي ألقت لندن مسؤوليتها على موسكو.
وتسبب تسميم سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبري بغاز أعصاب في إثارة موجة من طرد الدبلوماسيين الروس من الغرب ورد من روسيا بالمثل وتسبب أيضا في تدهور العلاقات بين لندن وموسكو لمستوى يماثل فترة ما بعد الحرب الباردة.
ووجه ممثلو الادعاء البريطانيون اتهامات غيابيا بالشروع في القتل لضابطي مخابرات عسكرية هما ألكسندر بيتروف ورسلان بوشيروف. ونفى الكرملين مرارا تورط روسيا في الأمر.
وقال بوتين وهو يتحدث إلى وسائل الإعلام على هامش منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي العالمي إنه يأمل في أن من سيخلف تيريزا ماي في رئاسة وزراء بريطانيا سيرى ما وصفها بالصورة الأشمل ويتخطى قضية سكريبال.
ومن المقرر أن تستقيل ماي قريبا بعد فشلها في إقناع البرلمان بدعم اتفاق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وحزب المحافظين الحاكم بصدد اختيار من سيخلفها.
وقال بوتين "بعد أن تم قول وفعل كل ما هو ممكن نحن نحتاج إلى طي تلك الصفحة المتعلقة بالجواسيس ومحاولات الاغتيال" ووصف سكريبال بأنه جاسوس لندن. وسكريبال كولونيل سابق بالمخابرات العسكرية الروسية ووشى بعشرات الجواسيس الروس لجهاز المخابرات البريطاني (إم.آي6).
وتابع بوتين قائلا "إنه عميلكم ليس عميلنا. هذا يعني أنكم تجسستم علينا ومن الصعب علي بالتالي أن أحدد ما حدث له. نحتاج لنسيان كل ما يتعلق بذلك".
وأضاف "القضايا العالمية المتعلقة بالمصالح الوطنية المشتركة في مجالات الاقتصاد والأمن والمجتمع أهم من الألاعيب التي تقوم بها أجهزة المخابرات".
وأشار بوتين إلى أن تحسن العلاقات بين لندن وموسكو سوف يعود بالنفع على 600 شركة بريطانية قال إنها تعمل في روسيا وقال "يريدون الشعور بالأمان... ونعتبرهم أصدقاء".
وقالت المتحدثة باسم ماي ردا على تصريحات بوتين إن لندن ستستمر في التواصل مع موسكو بشأن الأمور المتعلقة بالأمن الدولي لكن على روسيا تغيير سلوكها.
وقالت المتحدثة "كنا واضحين بشأن نمط اعتداء روسيا المتكرر والسلوك المزعزع للاستقرار الذي يقوض مزاعمها المتعلقة بكونها شريكا دوليا مسؤولا".
وأضافت "رئيسة الوزراء أوضحت في مناسبات عدة أن تغيير روسيا لسلوكها هو السبيل الوحيد لعلاقة مختلفة" بين البلدين.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)