القدس (رويترز) - قال السفير الأمريكي في إسرائيل في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز نشرت يوم السبت إنه لا يستبعد ضم إسرائيل لمناطق بالضفة الغربية المحتلة التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة مستقلة عليها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال فترة الاستعداد للانتخابات التي جرت في أبريل نيسان إنه يعتزم ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في خطوة من المرجح أن تلاقي إدانة دولية واسعة النطاق وتعقد جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن السفير الأمريكي ديفيد فريدمان أحجم عن الإفصاح عن رد فعل واشنطن لمثل تلك الخطوة حال تنفيذها.
لكن الصحيفة نقلت عنه قوله "لن تكون لدينا وجهة نظر إلى أن نعرف النطاق والشروط ولماذا قد يكون ذلك منطقيا ولماذا سيفيد إسرائيل ولماذا سيفيد المنطقة ولماذا لا يثير مشكلات أكثر من التي يحلها".
وتابع قائلا "هذه هي كل الأمور التي سنرغب في استيعابها... ولا أريد أن أصدر أحكاما مسبقة".
ويقوم البيت الأبيض بإعداد خطة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين يطلق عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "صفقة القرن" لكن واشنطن لم تكشف عن أي تفاصيل عنها بعد.
وتعتبر أغلب الدول المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية غير قانونية. وتعترض إسرائيل على ذلك وتتعلل بأن حقها في تلك المناطق قائم على روابط تاريخية وسياسية ودينية واحتياجات أمنية.
وأضاف فريدمان أن في ظل ظروف معينة "لدى إسرائيل الحق في الاحتفاظ ببعض (مناطق) الضفة الغربية لكن ليس كلها على الأرجح".
ولم تتضح المناطق التي يقصدها السفير الأمريكي من الضفة الغربية وإن كانت الخطوة ستكون ضمن اتفاق سلام يشمل تبادلا للأراضي بدلا من خطوة أحادية الجانب مثل الضم.
وكان من المتوقع أن يتم الكشف عن خطة ترامب للسلام خلال مؤتمر اقتصادي يعقد في البحرين هذا الشهر. لكن إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل في 17 سبتمبر أيلول سيؤجل على الأرجح هذا الكشف.
وتعليقا على مقابلة فريدمان قال حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية في الحكومة الفلسطينية "تصريحات سفير أمريكا في إسرائيل بأن من حق إسرائيل الاحتفاظ بجزء من الضفة تكشف حقيقة صفقة القرن والمشروع التآمري الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال للأبد فوق أرضنا".
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات على تويتر "رؤيتهم تستند إلى حق إسرائيل في ضم الأراضي المحتلة.. (وهي) جريمة حرب وفقا للقانون الدولي".
وترفض القيادة الفلسطينية التعامل مع إدارة ترامب منذ اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم في المستقبل.
واعترف ترامب في مارس آذار بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا في 1967 ثم ضمتها إليها.
وقال نتنياهو لراديو الجيش الإسرائيلي في أبريل نيسان إن خطوة اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان تظهر أن من الممكن ضم مستوطنات الضفة الغربية "في إطار عملية تدريجية.. وأفضل أن أقوم بذلك باعتراف أمريكي".
وأضاف "ناقشت مسألة توسيع نطاق السيادة مع الأمريكيين على مدى الأشهر الستة الماضية".
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه "لم تقدم إسرائيل أي خطة لضم أحادي الجانب لأي جزء من الضفة الغربية للولايات المتحدة ولا تجري مناقشة الأمر".
(شارك في التغطية دان وليامز من القدس وعلى صوافطة من رام الله ومات سبيتالنك من واشنطن - إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)