اختتمت مؤشرات الأسهم الأمريكية في وول ستريت أخر جلسات الأسبوع الجاري علي تغيرات طفيف في مجملها سلبية موضحة تباين في الأداء، وذلك مع تلاشي معظم المكاسب التي حققتها مؤشرات الأسهم الأمريكية في مطلع تداولات الجلسة في أعقاب البيانات الاقتصادية التي شهدنها اليوم من قبل أكبر اقتصاد في العالم والتي أوضحت تراجع معدلات البطالة الأمريكية لما دون نسبة 8% لأول مرة منذ نحو ثلاثة أعوام مع تراجعها لنسبة 7.8% خلال شهر أيلول/سبتمبر بخلاف التوقعات التي أشارت لارتفاعها لنسبة 8.1%، الشيء أعد بشكل نسبي الثقة تجاه مستقبل تعافي أكبر اقتصاد في العالم ليدعم بالتابعية أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية في مستهل تداولات الجلسة، علماً بأن مسيرات التعافي قد تستغرق المزيد من الوقت.
الجدير بالذكر أن البيانات الاقتصادية التي فاقت توقعات أكثر المتفائلين تجاه سوق العمال الأمريكي تحد من التكهنات تجاه اعتماد صانعي السياسة النقدية للمزيد من التحفيز والتوسع في سياسات التخفيف الكمي، علماً بأن اعتماد الفدرالي للخطط الثالثة من سياسات التخفيف الكمي بما قيمته 40$ مليار دولار أمريكي شهرياً قابلة للزيادة لحين الوصول بأكبر اقتصاد في العالم للتعافي المرجو له شريطة تحسن الأوضاع في سوق العمل الأمريكي نظراً لكونه ينعكس بشكل مباشر علي مستويات الدخل والإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
وهنا يجب الإشارة لكون التحسن النسبي الذي شهده سوق العمل الأمريكي قد يدفع الفدرالي لعدم استكمال الخطط الثالثة من سياسات التخفيف الكمي نظراً لزوال السبب الرئيسي الذي دفعه للجوء إليها، أو علي أقل تقدير قد يلجاء لتجميده أو تقليصها لما دون 40$ مليار دولار، خاصة وأن محضر اجتماع الفدرالي الأمريكي قد أوضح بالأمس أن تغير حجم شراء السندات المدعومة بالرهن العقاري من قبل البنك الفدرالي الأمريكي شهرياً يعد للحد من المخاطر المرتبطة بالبرنامج والتي قد تثقل علي كاهل الأسواق المالية وتشعل الضغوط التضخمية.
كما يجب التنبيه لكون تلاشي التكهنات بشكل نسبي تجاه اعتماد المزيد والمزيد من التحفيز من قبل صانعي السياسة النقدية لدي البنوك المركزية العالمية وعلي رأسها الفدرالي الأمريكي لدعم وتسريع مسيرات التعافي خاصة في أعقاب الضعف العالم الذي يشهده الاقتصاد العالمي والذي قد يستغرق المزيد من الوقت والجهد مع غياب تلك التحفيز، يشعل حالة الحذر والحيطة من قبل المستثمرين الشيء الذي أنعكس بشكل سلبي في نهاية المطاف علي أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية في ختام تداولات الأسبوع الجاري.
هذا وقد ارتفع مؤشر الداو جونز الصناعي بواقع 34.79 نقطة أي بنسبة 0.26% لينهي تعاملاته لهذا اليوم عند مستويات 13,610.15 نقطة محققاً أعلى مستوى له عند 13,661.87 نقطة بينما سجل أدنى مستوياته اليوم عند 13,568.75 نقطة، ومع نهاية تعاملات اليوم ارتفع نحو 19 سهم بينما تراجع نحو 11 أسهم من إجمالي أسهم المؤشر والبالغ عددها 30 سهماً.
أما مؤشر ال S&P 500 فقد انخفض بنحو 0.47 نقطة أو بنسبة 0.03% لينهي تداولاته عند مستويات 1,460.93 نقطة محققاً أدنى مستوى له عند 1,456.89 نقطة والأعلى عند 1,470.96 نقطة، حيث تراجع نحو 219 سهم ضمن المؤشر بينما ارتفع نحو 269 سهم وبقي نحو 12 سهم دون تغير مع نهاية تداولات اليوم.
وصولاً إلى مؤشر الناسداك المجمع الذي شهدنا تراجعه بواقع 13.27 نقطة أو بنسبة 0.42% لينهي تداولات اليوم عند مستويات 3,136.19 وكان قد سجل أدنى مستوى له لهذا اليوم عند 3,130.76 نقطة أما أعلى مستوياته فقد سجلت عند 3,171.46 نقطة، ومع نهاية تعاملات اليوم تراجع نحو 1,221 سهم بينما ارتفع نحو 1,011 سهم من أسهم المؤشر في حين بقي نحو 241 سهم دون تغيير مع نهاية تداولات اليوم.
وبالحديث عن أداء أسهم البنوك و الشركات الأمريكية في ختام تداولات جلسة اليوم، فقد شهدنا تراجع أسهم كل من شركة Apple Inc. وأسهم مصرف Bank of America Corp. بنسبة 2.1% وبنسبة 1% علي التوالي في أعقاب تلاشي المكاسب التي حققت في مطلع تداولات الجلسة، في حين تراجعت أسهم شركة Zynga Inc. بنسبة 12% عقب خفض توقعاتها لمجمل حجوزات العام.
نصل بذلك لمؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني، والذي استقر أدني مستويات الافتتاحية ليتداول حالياً عند مستويات 79.35 محققا أدنى مستوى له خلال اليوم عند 79.10 منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 79.36 ومحققا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 79.45.
علي الصعيد الأخر فقد انخفضت أسعار الذهب لتتداول حالياً عند مستويات 1,780.19$ للأونصة بالمقارنة مع المستويات الافتتاحية عند 1,792.17$ للأونصة، كما تراجعت أسعار النفط الخام ليتداول حالياً عند مستويات 89.89$ للبرميل، بالمقارنة مع مستوياته الافتتاحية عند 91.53$ للبرميل.